(deux maîtrises, deux DEA, deux doctorats, pédagogue & didacticien, écrivain-121 livres)
يجب أن نكفّ عن اعتبار الخطأ المعرفي
للتلميذ (L’erreur) وكأنه خطأ
عمليّ (La faute) عليه أن
يكفِّرَ عنه أو يُعاقَبْ ! الخطأ يا سادتي يا كرام هو مادة للتعلّم... مادة قد تساعد
المدرّس على اكتشاف العوائق التي تعترض التلميذ ومعالجتها، وقد تساعد التلميذ نفسه على الوعي بالصعوبات
التي تعيقه فيشتغل عليها ويذللها...
خمسة قرون من التاريخ مرّت والخطأ المعرفي يُعتبَر محتومًا في عملية التعلم، أكثر، بل يُعتبَر متأصِّلاً في عمليات الفهم وإنتاج المعارف وتطويرها
(Les connaissances).
منذ ثلاثين سنة، أعيدَ تأهيلُ الخطأ المعرفي بفضل عديدٍ من الأعمال التي صدرت في مجال الديداكتيك (اختصاصي) ومجال العلوم الإدراكية
(Les sciences
cognitives).
"الوضع التعلمي للخطأ المعرفي
للتلميذ"، يجب أن يحتل
مكانه الذي يليق به في قلب مشروع الإصلاح التربوي الذي نحن في تونس عازمون عليه،
قدرنا ولا مهربَ من قدرٍ.
"يجب"، هذه، تقودنا إلى طرح عدة أسئلة، بعضها نظري والبعض الآخر واقعي (pragmatiques): ماذا يختبئ وراء الخطأ المعرفي للتلميذ ؟ ما هي العوائق التي يترجمها
( Les obstacles didactiques, psychologiques et
épistémologiques)؟
Le livre en question : Apprendre par l’erreur,
sous la direction de Maridjo Graner & André Giordan
هذا الكتاب يقترح أمثلة ملموسة
لتوظيف الخطأ المعرفي للتلميذ في مؤسسات التعليم المختلفة أو في تكوين الكبار
أو الروضات. كل مثال هو ثمرة تجربة دامت عدة سنوات. كتابٌ تُطرَحُ فيه الوسائل
التي تساعد المدرّس على اكتشاف الأخطاء المعرفية للتلاميذ وتصنيفها لأجل دراستها
وفهمها. لكن التحدّي الأكبر يتمثل في الاشتغال عليها لكي نتجاوز الصعوبات التي
تعيق عملية التعلم. وفي هذا الإطار يجب مساءلة طرق التقييم التقليدية و الأعداد المُسندة
فيها اعتباطيًّا (تقييم جزائي، تقييم إشهادي)، مساءلة قد تؤدّي بنا إلى تفنيد هذه
الطرق وربما إلغائها جزئيًّا أو كليًّا أو اعتبارها ليس كوسيلة انتقاء (sélection) بل كوسيلة مراقبة وتدقيق (audit)، حيث يجد فيها التلميذ مَعينًا
لتقييم نفسه بنفسه وفهم عوائقه وتجاوزها بمفرده دون اللجوء للمدرّس وهذا ما تدعو
له النظرية البنائية لِـبياجي (Le constructivisme) أو النظرية
البنائية-الاجتماعية لِـفيـﭬوتسكي (Le socio-constructivisme): وفي
هذه الوضعية التعلمية المبتكرة، لا يكتفي المدرس بنقل المعرفة فقط ولا يكتفي
بالتمسّك بالبرنامج حرفيًّا بل يتخطى دوره التقليدي هذا ويصبح "مُخرِجًا
للمعرفة" (metteur en savoir)، أي يصبح
مُبدِعًا للوضعيات التعلمية الملائمة لكل حصة ولكل قسم (Les situations didactiques appropriées)، أي يصبح
سندًا ومرافِقًا للتلميذ في هذه المغامرة الحساسة
والممتعة، مغامرة اكتشاف المعارف وتملّكها.
إمضائي:
L’erreur de l’élève est le moteur de la classe
"الخطأ المعرفي
للتلميذ هو مُحرِّك القسم"
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 سبتمبر 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire