حكمة سليمان:
" العهد القديم
يَحْكِي قصة الزانيتين في سفر الملوك الأول وهي أشهر القصص الدالة على حكمته حسب التراث اليهودي. دخلت امرأتان
على سليمان وكانتا متزوجتين من أخوين ويعيشان في بيت واحد. نامت إحداهما ليلا مع
رضيعها وقتلته خطأً ويبدو من الوارد في التوراة أنها نامت عليه دون أن تشعر فأدّى
ذلك إلى وفاته.
قامت المذنِبة في حين غفلة من المرأة البريئة وأخذت ابنها ووضعت رضيعَها
الميتَ مكانه إلا أن الحيلة لم تنطلِ على المرأة البريئة لمعرفتها بابنها فقرّرتا الاثنتان
الاحتكام لدى سليمان.
سمع سليمان حُجَجَ المرأتين وكلتاهما تدّعي أمومة الطفل فنادَى على
السيّاف وأمره بشق الطفل إلى نصفين ليحل الخلاف، فاضطربت والدة الطفل الحقيقية
وسألت سليمان أن لا يقتله ويعطيه لغريمتها بينما كان رد الأخرى جافًّا ووافقت على
شق الطفل لكي لا يكون لأيّ منهما. حينها علِم سليمان أيهما أم الطفل
الحقيقية وهي تلك التي آثرت أن تفقد أمومة طفلها على أن تراه يُقتل.".
وددتُ أن يتحلّى الاثنان، نقابة
التعليم ووزارة التربية، بروح المسؤولية أو على الأقل أحدهما. يبدو لي أن الشعور بالمسؤولية يقتضي من
المسئول تقديم تنازلٍ عندما تتعرض المصلحة العامة إلى خطر كبير. وهل هنالك خطر أكبر
من تهديد مستقبل تلاميذ أبرياء ؟ أطفال لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع النقابي الدائر
بين الوزارة والنقابة. تنازلٌ لا يُعتبر في نظري ضُعفًا أو جُبنًا بل العكس سوف
يُعدُّ قوةً وشجاعةً.
أنتظر من النقابة أن تلغِي الإضرابات نهائيًّا من قاموسها وذلك من أجل مصلحة
التلامذة خاصة وأنها تتهم الوزارَة بالعبث بمصلحة التلامذة وبالتبعية للخارج والرضوخ
لإملاءات البنك العالمي.
ملاحظة: بعد أن دعوتُ ونظمتُ وأشرفتُ على كل الإضرابات التي وقعتْ في جميع الإعداديات والمعاهد التي درّستُ بها طيلة
ستة وعشرين سنة، غيّرتُ بعد التقاعد اتجاهي 180 درجة فأصبحتُ أرى أن الواجب يحتّم
على المدرسين النقابيين تحييد التلميذ الذي لا ذنب له في وضعية المدرّس الصعبة،
تحييده في الصراع النقابي مع الوزارة واستنباط أشكال نضالية لا يُهضَم فيها حق
التلميذ في التعلم، لكنني لم ولن أنسى أن "المتفرج فارس" مع الإشارة إلى
أن المتفرج يمثل العين الخارجية التي ترى
ما لا تراه العين الداخلية وكل واحدة منها
في الواقع تكمّل الأخرى ولا تتناقض بين العينَين الاثنتين، الخارجية (الديداكتيك)
والداخلية (النقابة والوزارة).
إمضائي
"ما
فائدةُ الأقنعةِ على الوجوهِ والعوراتُ عاريةٌ ؟". توفيق بكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 18
جوان 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire