mercredi 18 septembre 2019

جهابذةُ محللينا يقولون أن قيس سعيّد فاز دون أن يقوم بحملةٍ انتخابيةٍ كبيرةٍ مثل ما فعل الشاهد والزبيدي؟

جهابذةُ محللينا يقولون أن قيس سعيّد فاز دون أن يقوم بحملةٍ انتخابيةٍ كبيرةٍ مثل ما فعل الشاهد أو الزبيدي؟ معذرةً أيها المحللون، سعيّد قام بأكبر حملة في تاريخ الانتخابات التونسية، ساعده ماردٌ جبّارْ، ماردٌ لا يُشقُّ له غُبارْ، ماردٌ يتنقلُ بسرعة البرقْ، ماردٌ محبوبٌ يغزو القلوبَ قبل العقولْ. هو نفسُ الماردِ الذي ساعدَ غاندي الهند  المحتلة على هزيمة الإمبراطورية التي لا تغيبُ عنها الشمسُ، وساعد أيضًا غاندي جنوب إفريقيا على إزاحةِ أقدمِ نظامٍ عنصري جَثَمَ، منذ 500 سنة، على صدور السود السكان الأصليين. إنه القلبُ في عالَمٍ قاسٍ بلا قلبْ، إنه الروحُ في عالَمٍ ماديٍّ بلا روحْ، إنه الأملُ في غدٍ أفضلَ في عالَمٍ فاقدٍ للأملْ، إنه الفكرةُ التي هزمتْ، في القرن السابع ميلادي، أعتَى إمبراطوريتين، البيزنطية والفارسية، الفكرةُ التي خاطبتنا بلغتِها السماءْ، فكرةُ لا إله إلا الله. وحدها الفكرةُ خلّدتْ سقراط وأفلاطون دون غيرهم من زعماء الإغريقْ. الفكرةُ عصفورٌ يَطيرُ بلا أجنحةٍ ولا عضلاتْ، عصفورٌ يطوفُ البلادَ من بنزرت لبنـﭬردان وصاحبه ق. س. قابعٌ في بيتِه يقرأ كتابًا وراء كتابْ. عصفورٌ لا يسكنُ العُلَبَ الضيقةَ والمغلَقَةَ، أعني بها رؤوسَ المتحزبينْ على وزن المتعصّبينْ، بشرٌ تُبَّعٌ لا يفكرونْ، هُمُ بشرٌ للمُخِّ لا يحتاجونْ ، بشرٌ نُخاعٌ شوكيٌّ يكفيهم لتنفيذِ أوامِرَ حزبية وقضاء حاجةٍ بشرية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire