1. حماس:
لُؤَيْ،
مناضل حقوقي (26 عام): "حماس احتوت حركة "مسيرة العودة" السلمية
على الحدود حتى تُلمّع صورتها وتسترجع شرعيتها التي فقدت بريقها". لذلك كثيرٌ من الشباب لم
يعد متحمسًا للمشاركة في المسيرة التي يعتبرونها قريبة من حماس منذ تكفلت هذه
الأخيرة بتأطيرها عوض التأطير الجماعي من قِبل كل المنظمات الفلسطينية مثل فتح والشعبية
والجهاد الإسلامي. في السنوات الأخيرة، جزء من الغزاويين يلومون على حماس إهمال
حاجيات المجتمع وميلها للهيمنة وانغماسها في التشدد الأخلاقي. والدليل، قمعها
لحركة الاحتجاج التي انطلقت في مارس الماضي والمسمّاة "بِدْنا نعيشْ" ضد
غلاء الأسعار والظروف المعيشية اليومية القاسية (فكرتني في تونس بحركة جمعية
"عيشْ تونسي"). حماس اتهمت فتح بتأطير الحركة وضربت المئات من
المتظاهرين وأوقفتهم. لُؤَيْ: "كيف تطلبون منا مساندة المسيرة وحماس لا تفعل لنا
شيئًا سوى مواجهتنا بالقمع البوليسي؟ بمرارة أقول لها: أنا مستعد للتضحية بساقي،
لكن على الأقل من أجل هدفٍ ما وفي المقابل تهتمّوا بنا. عديد الشبان لا يفكرون إلا
في الهجرة (نفس المشكل في تونس "الحَرْقة")، ويضيف: المشكل أننا لا
نستطيع الخروج.
2.
فتح:
هل تملك
البديل؟ لا شيء أكيد ما دامت هي أيضًا،
مثل حماس، لم تسترجع شرعيتها وفقدت بريقها في عيون أغلبية الغزاويين وسكان الضفة
الغربية. لقد فشلت عملية السلام مع إسرائيل (اتفاقية أوسلو، 1994): انتشر
الاستيطان اليهودي وتوسّع. التنسيق الأمني بين شرطة السلطة وجيش العدوّ، رُفِض بكثافة.
زِدْ على ذلك تفشّي الفساد في المؤسسات عندما كانت فتح تحكم غزة، مما
أجج الأحقاد لصالح حماس المعتبرة أنظف. فتحي صباح: "وضعُنا السابق تحت فتح لم يكن أفضل". عباس لا يحرّك
ساكنًا ضد المستوطنات اليهودية، لا يحارب العدوّ الخارجي ولا حتى الفساد الداخلي،
لا يدافع عن القدس، ولا يفعل شيئًا سوى إلقاء الخطابات في منبر الأمم المتحدة.
حماس وفتح، مرفوضتان بالجملة وعددٌ متزايدٌ من الفلسطينيين في غزة والضفة ينادون
بتغييرات سياسية جذرية ويطالبون بتجديدٍ جِيلِيٍّ (un renouvellement générationnel).
ملاحظة:
يُتبَعُ في سلسلة يومية حول حصار غزة، في 7 حلقات متتالية، نقلاً عن جريدة
"لوموند ديبلوماتيك"، سبتمبر 2019.
Référence :
Le Monde diplomatique, septembre 2019,
extraits de l’article « Le blocus au jour le jour. À Gaza, un peuple en cage »,
par notre envoyé spécial Olivier Pironet, p. 1, 20 et 21
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
À un
mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le
Monde diplomatique
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 13 سبتمبر
2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire