فَرِحٌ
بحركة "قُوَى تونس الحرة" اليسارية التي ساندت
سعيّد رغم أنني لا أعرف عنها وعن مؤسسها إلا النزر القليل: قابلتُ رضا لينين مرة
واحدة في حياتي في دار الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس، قابلته تقريبًا منذ عشر
سنوات بصفته كاتب عام نقابة المتفقدين ببنعروس (هو متفقد تربية مدنية). ناصرني في خلافي
الديونتولوجي مع متفقدي المباشر في علوم الحياة والأرض: نشرتُ حينها في الفيسبوك مقالاً مطولاً مترجمًا عن خبير في علوم التربية حول مهنة التفقد في العالَم، مقالاً يحمل نقدًا موضوعيًّا. اتهمني بثلب
المتفقدين وحرّر ضدي مشروع عريضة وطلب من زملائه الإمضاء عليها. لم يُمضِها رضا لينين وآخرون ففشلت العريضة.
يسارٌ
انحازَ مبدئيًّا إلى الفئات الفقيرة والمهمّشة من الشعب، يسارٌ يبدو أنه غير
انتهازي وغير منبتّ، يسارٌ متماهٍ مع مجتمعه المسلم دون إقصاء الإسلاميين منه، يسارٌ
كما أريدُه أنا وكما يريده اليساري الفيلسوف المغربي عبد الله العروي: " نعتقد أن أيسر
مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع (...) إذا أردنا أن نعرف معنى
الحرية في مجتمع ما، علينا أن نحلل فقه ذلك المجتمع إذا اعتبرنا أن الفقه يعطينا
صورة شاملة على العلاقات الاجتماعية (...) لا أحد مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا
ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق
بمنطقه، أن يخضع لقانونه (...) لأن في التماهي شرط التحقيق، أي شرط المرور من
التصور إلى الواقع، من الفكر المجرد إلى الحياة (مواطن العالَم: للوصول إلى التماهي مع المجتمع يجب استعمال
خطاب غير إقصائي وغير جبهوي وغير صادم -Un discours non frontal, un discours qui préconise de faire avec pour
aller avec et non pour aller contre -، لأن الخطاب الجبهوي خطابٌ
ينفّر ولا يبشّر، علينا إذن استحضارُ التصورات غير العلمية وعدم إهمالها ثم
استعمالها وتوظيفها بهدف تفنيدها علميا وتعويضها بتصورات علمية - Avant d’enlever à quelqu’un ses béquilles sur
lesquelles il s’appuie, il faut lui fournir d’autres meilleures) (...) في المجتمع العربي التقليدي تتضخم الحرية في الفكر بقدر ما تضمر في الواقع (...) الحرية في مفهومها تناقضٌ وجدلٌ: توجد حيثما
غابت وتغيب حيثما وُجدت (...) ولكي نحافظ على
أسباب التقدم لا بد من الإبقاء على حقوق المخالفين في الرأي، لأن الاختلاف هو أصل
الجدال والجدال هو أصل التقدم الفكري والابتكار".
إمضائي (مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري
غير ماركسي مستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية
على المستوى الفردي" - Adepte de
l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر"
(جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours
et non par la violence. Le Monde diplomatique
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 سبتمبر 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire