مقدمة:
الكاتبة الفرنسية اليسارية الرائعة سيمون دي بوفوار،
صديقة سارتر، كتبت في كتابها الشهير
Le deuxième sexe, 1949: On ne naît pas Femme, on le
devient
وأنا أضيفُ:
On ne naît pas Homme, on le devient.
المقصود بالقولَتين ليس الشكل الخارجي أو الأعضاء
التناسلية الخارجية والداخلية، بل هي العقلية: الإحساس بالنقص عند المرأة \
الإحساس بالتفوّق عند الرجل.
الخبران:
الخبر 1: منذ ثلاثة أشهر، ذهبتُ إلى "مركز التصوير
الطبي بحمام الأنف" (الشيخ) لتصوير القفص الصدري. صورني التّقنيُّ وبعد
انتظارٍ وجيزٍ ناولوني الصورة وتقريرَ طبيبٍ لم أره وكأنني جسمٌ بلا روح
Ma personnalité, mon moi individuel, ma dignité, ma
valeur.. Ma valeur humaine qui a été bafouée et piétinée par ce médecin qui ne
veut pas voir ses patients par souci de profit, plus de corps sans « âmes »,
plus d’argent haram fi haram
تفحصتُ الصورة، لم أقرأ فيها شيئًا وهذا أمرٌ طبيعي من
غير مختصٍّ في الطب. قرأتُ التقريرَ وفهمتُ نصفَ فهمٍ، وهو عادةً أخطرُ من عدمِ
الفهمِ.
الخبر 2: أمس، في نفس المركز، الطبيبةُ نفسُها هي التي
صورتني (échographie)، ابتسمتْ لي، شرحتْ لي حالتي الصحّية
بالباء والتاء، وطمأنتني على صحتي. خرجتُ من عندها فرحًا مسرورًا ولم أقرأ التقريرَ
ولا الصورَة. لماذا لم يفعل مثلها طبيبُنا الرجل الطمّاع المغرور (والله نسيت أكان
رجلا أو امرأة لأنه لم يقابلني، لكنه ما دام تَكَبَّرَ على مريضه فأكيد هو رجل..
النساء لا يفعلنا، أتمنى على الأقل..).
التعليق: أليس الرجالُ أقوى عضلات من النساء، أليس مخهم
أكبر حجمًا وأكثر وزنًا (لو كان الذكاءُ متناسبًا -proportionnel- مع الوزن لكان الفيلُ أذكى
الحيوانات البرية بِمخٍّ يزن 4،6 كلغ - مخ الإنسان 1،4 كلغ - مخ البالان 7،8 كلغ). ألا
يدّعي الرجالُ أنهم الأذكَى والأجلَد والأشجَع و"الأقفَز" والأخبَث؟
فلماذا إذن نكلفهم بأعمال لا تتطلّب كل هذه الصفات الذكورية المكتسبة (On ne naît pas Homme, on le devient)، أعمال تتطلّب الكياسة واللياقة
والظرف ووسع البال والابتسامة واللطافة.. أليس الجنس اللطيف بها أحق وأولى مثل
المهن التربوية والطبية والخدماتية في الإدارة، ونبعثُ كل الرجال إلى المصانع
والحقول والأشغال الشاقة في البناء والقناطر والطرقات يستعرضون فيها عضلاتهم
المفتولة، عضلات لا مكان لها في المكاتب المريحة والمكيّفة. حتى النبزة عندما تأتي
من امرأة يكون وقعُها على الرجل أخف من نبزة مثيله الرجل (أتكلم بعقلية ذكورية
طبعًا فالرجل عادةً ما يعتبر المرأة أقل منه.. ألم أقل لكم في العنوان أن فكرتي لن
تعجبَ النساء أيضًا؟).
طُرفة واقعية دالّة (إعدادية بومهل السلام 1991-1992 ،
حاليًّا معهد): التحق متأخرًا بثلاثة أشهر، بقسم من أقسامي سابعة أساسي، تلميذٌ
"صغرون تحفون". سألته عن سبب تأخره.. قال: رفتوني من إعداديتي..
لماذا؟.. ضربتني أستاذتي بـ"كفّ" فقلتُ لها: "كفّ من يديك
كالعسل".. كظمتُ ضحكتي، ربّتتُ على كتفَيه وواصلتُ الدرسَ دون تعليقٍ.
إمضائي (مواطن العالَم، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري
غير ماركسي مستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى
الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle
individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours
et non par la violence. Le Monde diplomatique
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 27 سبتمبر 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire