رغم سلمية
مظاهرات "مسيرة العودة" على الحدود، إسرائيل اختارت الرد على السلم
بالنار: منذ انطلاق المسيرة، قُتِل 200 متظاهر سِلمِي، منهم 50 طفل ومعهم رجال
إنقاذ وصحفيين. لجنة التقصّي الأممية استنتجت أن العنف المسلّط على الغزاويين
يُصنَّف في خانة الجرائم الحربية أو الجرائم ضد الإنسانية. 71% من الإسرائيليين
يؤيدون إطلاق النار على الغزاويين المدنيين المتظاهرين المشاركين في "مسيرة
العودة".
فكرة المقاومة
السلمية وُلِدت في رؤوس 20 شاب غزاوي. أحمد أبو رتيمة، أحد المبادرين (35 عام):
"استوحيناها من تحركات فلسطينية من نفس الطراز، تحركات حدثت منذ سنين في
فلسطين أو على تخوم إسرائيل (...) من خلال هذه التعبئة السلمية، نريد إعادة
التأكيد على حق العودة المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة ونريد أيضًا التعبير
عاليًا على تعطشنا للكرامة ككل الشعوب الحرة في العالم".
بسرعة كبيرة
جدًّا ومن باب الحرص على الوحدة، التحقت
بالمسيرة كل الفصائل السياسية، ومن باب تجنّب الخلاف بين الإخوة-الأعداء، حماس
وفتح، خلاف يسمّم الساحة الفلسطينية. بالمناسبة، لا تُرفع رايات الفصائل خلال
مظاهرات "مسيرة العودة" ويُرفع فيها العلَم الفلسطيني وحده. "حماس"
و"الجهاد الإسلامي" ساندتا هذه المقاومة السلمية رغم أنهما تؤمنان بنهج
المقاومة المسلحة وتمارسانه ضد العدوّ منذ تأسيسهما. خالد البطش، زعيم "الجهاد الإسلامي" وعضو لجنة تأطير
"مسيرة العودة": " حَثّونا على انتهاج المقاومة السلمية، نصحونا
وطبقنا النصيحة. والآن، يريدون تحميلنا مسئولية ارتفاع عدد ضحاياها من الفلسطينيين
(200 شهيد مدني سلمي)! لا ندين المسئولين الحقيقيين على قتل المتظاهرين السلميين!
مَن قتلنا إذن، مَن قَتَلَ أطفالَنا (50 طفل)؟ قنّاصة محترفون يعرفون جيدًا ماذا يفترون. إلى حد هذا
التاريخ، لم يسقط قتيل واحد في الجانب المقابل، الجيش الإسرائيلي. لماذا لا
تُعاقَب إسرائيل على ما اقترفت يداها الملطختان بدماء أطفالنا؟".
موقف مواطن
العالَم: أظنه واضح من الإمضاء "غاندي الهوى". أتركُ موقفي جانبًا
وأستشهد أوّلاً بنجاعة المقاومة السلمية التي انتهجها غاندي لتحرير الهند من
الاستعمار البريطاني وهو القائل:
-
L’ennemi
ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il peut
s’appuyer mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera
-
Je crois en vérité que s'il fallait absolument faire un choix
entre la violence et la lâcheté, je conseillerais la violence. (...) Mais je
crois que la non-violence est infiniment supérieure à la violence
وأستشهد
ثانيًا برد فعل اليابان وألمانيا بعد هزيمتهما العسكرية الكبرى في الحرب العالمية
الثانية: الدولتان لم تعتمدا نهج المقاومة المسلحة، بل اعترفتا بالهزيمة لكنهما لم
تقبلا بها والتفتتا إلى العلم والعمل فأصبحتا أقوى اقتصادَين في العالَم. الدولتان
تحويان قواعد عسكرية أمريكية حتى اليوم ودستور اليابان الحالي كتبه المنتصر الأمريكي
من ألِفِه إلى يائِه.
Référence :
Le Monde diplomatique, septembre 2019,
extraits de l’article « Le blocus au jour le jour. À Gaza, un peuple en cage »,
par notre envoyé spécial Olivier Pironet, p. 1, 20 et 21
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر
آخر" (جبران)
À un
mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le
Monde diplomatique
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 14 سبتمبر
2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire