jeudi 5 septembre 2019

حوار خيالي كاريكاتوري بين راغب في الترشح للبرلمان (أستاذ تعليم ثانوي متقاعد، فقير، رثّ، انتهازي، متسلّق وقْبِيحْ ياسِرْ لكن قانونجي) وجوهر بن مبارَك (أستاذ قدير في القانون الدستوري). مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي


 La spiritualité à l’échelle individuelle

راغب: أرغب في الترشح للبرلمان استجابةً لنداء الوطن (وإذا رغبتَ في الصدق، ضَعْ حرف الباء مكان حرف الواو حتى تستقيمَ الأمور)، وجئتك مسترشِدًا حتى لا أقع في المحظور القانوني، وقد بلغني فيما بلغني أنك جهبذٌ في هذا العلم، جزاكَ الله خيرً مسبقًا والله يسعد الأم "اللِّجاباتَكْ". "كْلاني الفقرْ وفاتني التّرَانْ" وأريد أن أكوّن ثروة وبسرعة.. لكن بالقانون.. والقانون يعلو ولا يُعْلَى عليه.. والقانون سِيدْ الناس الكل.. أحترمه وأجِلّه وأضعه تاجًا فوق رأسي.. أنا "إنسان مثقّف وانْخافْ ربي وحاج بيت مكة وقبر الرسول ولم ولن أطْعِمَ أبنائي  فلسًا واحدًا من مالٍ حرامْ"
جوهر: صادِقْ "ؤُوو بَعّدْ"؟
راغب: أخدم مصالحي الخاصة، وككل تونسي شريف عفيف، أسبِّقها على مصالح الشعب الكريمْ.
جوهر: "مانا قُلنا صادِقْ عادْ.. ماتْفَدَّدْنِيشْ يرحم والْديك.. عندي أنترفيو مع فرانس فانْتْكاتْ"!
راغب: "انقُلَّكْ وما تضْحَكْشْ عليَّ..  انصارْحَكْ وما تَفْضَحْنِيشْ في بلاتوات التلافز اللِّتُسْكِنْ فيها"؟
جوهر: "عليكْ لامانْ".
راغب: "راني مُشْ وحدي، راهُو عندي ناسْ ؤُوورايَ مُشْ نلعبْ ولّ تِسْتْخايِلْني نلعبْ "، أنا مسنودٌ وبقوة، أصحاب معاهد خاصة عبّروا لي عن استعدادهم لمساندتي وتشجيعي بالمال والعتاد والرجال. قلْ لي كيفَ؟
جوهر: "كيفَ يا سِيدِي.. خلِّصْني بَرْكَ.. عَجِّلْ وكَمّلْ الله يهديكْ.. راني جوهر مَزْرُوبْ".
راغب: "إنتَ سِيدْ العارفينْ"، سَيُموّلون حملتي الانتخابية التشريعية من ألِفِها إلى يائِها لله في وجه الله ودون مقابل عن طريق تبرّعات سخيّة باسم موظفيهم وعمالهم لتجنُّبِ تَجاوُزِ السقف القانوني.. " مُشْ قتلك انحبك وانحب القانون". سؤالي: هل يوجد في قانونك ودستورك ما يمنع ذلك؟
جوهر: لا شيء.
راغب: وإذا نجحتُ وسعيتُ وحرضتُ على استصدار قانون يُخفّضُ عنهم الضرائب أو يُعفيهم منها تمامًا نظرًا لرسالتهم التربوية النبيلة. ألمْ يشبِّههم أمير الشعراء بالرسُلِ؟ سؤالي: هل يوجد في قانونك ودستورك ما يمنع ذلك؟
جوهر: لا شيء.
راغب: "أنا.. "راكْ ما تعرِفْنِشْن.. أما راني نا نعرف روحي مْلِيحْ مْلِيحْ.. أنا قْبِيحْ ومانَحياشْ والقَلْبَة عندي كِــصُبْلي نَشْرَبْ".. أنا قذر جدًّا ونذل جدًّا وانحب روحي ياسر جدًّا.. لكن أحترم القانون جدًّا جدًّا.. فإذا فرّجَ عليّ ربي ونابَ وربي نوّابْ، أفكر في بعثِ مدارسَ خاصة وبمواصفات جديدةٍ، في كل ولاية مدرسة حتى يعمّ الخير كامل تراب وطني المفَدَّى، و أفكر في استصدار قانون على مقاسها بالضبط، قانون جديد يحميها من منافسة مدارسِ الذين رشحوني وساندوني .. "وَلَّ يفلّسْها خلاصْ". سؤالي: هل يوجد في قانونك ودستورك ما يمنع ذلك؟
جوهر: لا شيء.
راغب: رائع يا أستاذ، نوّرتني.. الله ينوّر عليك دنيا وآخرة. اسمَحْ لي مَعالِيكْ بسؤالٍ أخيرٍ؟
جوهر: تفضّلْ.
راغب: هل من الممكن تعميم هذه الحكاية الصغيرة الحقيرة على جل النواب الحاليين؟
جوهر: ممكن.. طبعًا!
الراوي: "خُرّافَتْنا.. هابا.. هابا.. وكل عام تْجِينا صابة".

Source d’inspiration : Le Monde diplomatique, septembre  2019, l`article «Quelqu’un de vraiment très vilain», p. 14


إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » Le Monde diplomatique

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في  5 سبتمبر 2019.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire