mercredi 4 décembre 2013

يبدو لي أن حزب حركة النهضة التونسي الحاكم عجز عن محاسبة جلاديه و معذبيه في السجون، فجمّل عجزه على شكل تسامح في غير محله و في غير أهله! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أن حزب حركة النهضة التونسي الحاكم عجز عن محاسبة جلاديه و معذبيه في السجون، فجمّل عجزه على شكل تسامح في غير محله و في غير أهله! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "برج الرومي: أبواب الموت"، سمير ساسي (سجين نهضاوي)، منشورات كارم الشريف، المغاربية للطباعة و إشهار الكتاب، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 175 صفحة.

نص الكاتب صفحة 38:
كنت موقنا أنهم سيقرون ما حدثت به عيونهم سواء أقررت أم أنكرت فهممت و قد أخذ مني التعب مأخذه أن أختم الورق بإمضائي حتى لا أعود إلى مداعبة العصا و لعبة الغطس و السوط و الأرجوحة و القط الذي يغلق دونه السروال فيفعل بسوءتك الأفاعيل. و لكنني تراجعت لعلمي أن ذلك لن يمنع "الرجل المحترم" من أن يودعني وداعا خاصا تستل فيه أظافري، و يحرق فيه جسمي بالسجائر و يشرح جسدي ليوضع فيه الملح، ثم يرمى بي في زنزانة لا تكاد تجد فيها موضع قدم تقف فيه.

صفحة 40:
 و من أعجب ما رأيت وكنت أظن أن الحر يجوع و لا يأكل من إليتيه رأيت طوافين يجوبون الغرف جيئة و ذهابا ينادون: من يبيع شرفه برغيف خبز!
و لم يكن في الغرفة نساء فعلمت أن الجماعة يأتون الرجال شهوة من دون النساء و كانت الغرفة فرشها بعضها فوق بعض فإذا غارت النجوم و هدأت العيون مر الذين من فوق على من هم أسفل منهم فيأتي بعضهم بعضا. فمنهم من يأتي و منهم من يؤتى وكلهم مأبونون. وكبير العسس غاض الطرف عنهم فأمر المأبونين هين و لا يزعج الكبير في تصريف شأنهم ثم إن له عندهم وطرا يقضيه كل ليلة إذ ينتقي غلاما غضا وسيما فيأتيه في داره التي يتخذها في ناحية من السجن و إذا شاع خبر المأبونين أنزلوا إلى القن بعض ليال فإن لم تكف الألسن عن الحديث عنهم عمد إلى من شهر منهم فعزله في غرفة خاصة بهم اعتاد أن يرقمها بالسابعة و ترك من لم يعرف منهم و كثير ما هم في الغرف لتضيق نفسك بهم فترى منكرا من الفعل وتصمت و تذهب نومك زعزعة السرير من تحتك و يراودك الجماعة عن رجولتك فينحصر همك في حفظها و تنسى ما عزمت على إصلاحه من أمور منكرة يأتيها العسس من كل مكان، و يطمئن كبير العسس أنك لن تحرض الجماعة على حفظ رجولتهم ما دامت رجولتك مهددة.


تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتيّ الفيسبوكيتين: حمام الشط، الأربعاء 3 ديسمبر 2013.

لننظر قليلا في أحوال أمتنا العربية الإسلامية. نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

لننظر قليلا في أحوال أمتنا العربية الإسلامية. نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتيَّ الفيسبوكيتين: حمام الشط في 9 ماي 2012.

كتاب "خطاب الهوية. سيرة فكرية" لعلي حرب، الطبعة الأولى 1996، دار الكنوز الأدبية، بيروت لبنان، 176 صفحة.

نص علي حرب:
صفحة 90:
و كان قد نظر في أحوال أمته، فوجد خللا أساسيا و اضطرابا دائما في أمور السياسة، و هي التي ترعى مصالح العباد و تسيّر شؤون البلاد. و قد ظهر له ذلك بوضوح منذ البداية. فمنذ انتهاء زمن النبوة و ابتداء عهد الخلافة، و الرئاسة عند أهل الإسلام لا تستقر على حال و لا يستقيم لها أمر. فقد كانت على الدوام مجالا للتنازع و الاقتتال، و هدفا لِحَوك الدسائس و المؤامرات. و لم يكن بمقدور رئيس منذ حادثة السقيفة حتى الانقلاب الحديث، أن يحوز على الشرعية التامة أو أن يحيا حياة سوية. فهو إما أن يكون قابضا على الأمر، أو يكون في السجن أو المنفي أو القبر، إن لم يكن متخفيا يدبر المكائد للإطاحة بالسلطان القائم. و أظهر دليل على ما اعتوَر الحياة السياسية في ملته من الاضطراب، أن ثلاثة من خلفاء النبئ ماتوا قتلا. و قد بلغ السوء في بعض الأزمنة حدا كان حكم الخليفة لا يدوم فيه أكثر من يوم واحد. و هو يعرف أن كُتب التاريخ تضج بذكر الأخبار التي تصف ألوان الفساد السياسي و فنونه التي بلغت حد الفحشاء. نعم إنه يدرك أن أمته لا تنفرد بين الأمم بهذه المساوئ و المثالب. و لكن ذلك كان يحمله على التشكيك فيما يدعيه أهل ملته من الفضل لأنفسهم، و في زعمهم احتكار الحق وحدهم من بين سائر عباد الله. و كان كلما أمعن النظر في تاريخ قومه، دعاه ذلك إلى التساؤل عما إذا كان قومه قد عاشوا حياتهم على نحو أصلح من غيرهم. بل ذهبت به الخواطر إلى التساؤل عما إذا كانت حياتهم بعد الدعوة، باستثناء عهد النبوة و زمن المعجزة، و هو زمن خاطف نادر الوقوع في حياة الشعوب، أفضل و أصلح من حياتهم قبلها، من حيث الرئاسة و السياسة، أو من حيث الوئام و السلام، أو من حيث الخُلق و المروءة.

و مما قوى شكوكه و دعم رأيه، أنه في اليوم الذي كان يناقش فيه مسألة العري (السفور و التحجب) مع زوجه و نفر من أهل بلده، سمع أن وزيرا في حكومة أولئك القوم الغرباء، قد غُرّم لتأخره عن الوصول إلى مجلس الوزراء في الموعد المحدد. و قد أدهشه السبب الذي يُعاقب من أجله مسؤول كبير في بلاد يُتّهم أهلها بالشرك و الخلاعة و الفجور. بينما الأمر في بلده على النقيض من ذلك. ففي بلده لا يكف أولي الأمر و الوعاظ عن الدعوة إلى الاحتشام بإخفاء المفاتن و ستر العورات. و لكن لا يُحاسب مسؤول في بلده على كبائر الأمور فكيف يُحاسب على صغائرها.


و تفكر فيما وجده عند الغير من الصلاح في بعض وجوه الحياة و ما وجده عند أهله من الفساد في بعض الوجوه. فعلم أن الأمر ليس صلاحا كله و لا فسادا كله. و اعتقد أن التقوى قد تخفي فجورا و الإيمان جحودا، و التوحيد شركا، و الطاعة معصية..

و شرع يضرب الأمثلة و يورد الشواهد لتأييد ما ذهب إليه. و قد نظر أول ما نظر في الصيام الذي هو ركن من أركان الدين و طاعة من أهم الطاعات. فكان يلاحظ من جهة أولى أن الناس يستعدون لاستقبال شهر الهدى، فيبتهجون لقدومه و يصبرون على صومه و يُراعون آدابه. غير أنه كان يلاحظ من جهة ثانية أن أسعار البقول ترتفع أضعافا مضاعفة مع حلول الشهر المبارك. و السبب في ذلك إما جشع التجار و إما ازدياد الاستهلاك لإقبال الناس على الشراء. مع أن شهر رمضان هو شهر التوبة و المحاسبة. ففيه ينبغي أن يتقي التجار ربهم بالامتناع عن رفع الأسعار. و فيه ينبغي أن يزهد المرء بعض الشيء بالإعراض عن المباهج. غير أن الأمر لا يجري على هذا النحو. فالتاجر يصوم و لكنه لا يخرج عن قاعدة العرض و الطلب، فلا يتورع عن رفع الأسعار. و الصائم يمسك عن الطعام و لكنه يقبل على الأكل عند الإفطار أكثر مما يفعل في الأيام العادية، و ينفق في هذا الشهر على مأكله أكثر مما ينفق في الأشهر الأخرى. و كم كان يتساءل أمام نفسه و أمام الناس أيضا، كلما نظر في ممارسات الناس لصيامهم، كيف أن قوانين السوق تعلو على أحكام الشرع، و كيف أن حاجات الجسد تطغى على متطلبات الروح. و هو لم يرد بذلك تجريد الناس من كل إيمان. فهو يدرك أن الإنسان مفطور على الإيمان و العبادة و التقديس. و ما من أحد يعرى من نزوعه إلى التدين، أي إلى الطاعة و الامتثال. و قد يكون بعض الناس في صيامهم يصدرون عن إيمان صادق و عن طاعة حقة، و لكنه كان يرى أن الصيام كما يمارسه الكافة، أقرب إلى ممارسة الطقس إن لم يكن رياضة و مجاهدة. و هو طقس جميل يجري بطريقة احتفالية و تتولد عنه أجواء حميمية. و لعل الجماعات الإنسانية مفطورة أيضا على ممارسة الطقوس و على الاحتفال. فالطقس يشعر الفرد بانتمائه و بهويته الجمعية. و قد يطرد من قلبه الإحساس بالغربة و الوحشة. هكذا كان يرى أن العبادات لا تصدر في أغلب الحالات عن تقى عميق، و لا تؤدي للزهد بالذات أو إلى مساواة فعلية بين الناس أو إلى وئام حقيقي بين أفراد الجماعة، كما يُفترض فيها أن تفعل. لم تكن تفعل فعلها العميق في تربية الإنسان و تهذيبه أو في ردعه و زجره، بقدر ما كانت عبارة عن طقوس و شعائر تعبر عن هوية الجماعة و تسهم في تكفيرها عن سيئاتها. و لكل أمة طقوسها و عباداتها. و بالفعل فإن ممارسة العبادات في ملته لم تقف حائلا دون أن يعيش أهل هذه الملة حياتهم الواقعية كسائر خلق الله بخيرها و شرها، و حسنها و قبحها، و حلالها و حرامها، و صلاحها و فسادها، و سويتها و انحرافها.

و كان يمعن النظر في سلوك الناس فينكشف له أن الإنسان كائن متعدد الأبعاد كثير الوجوه. يُبرز وجها و يخفي آخر، فيتقي و يفجر، و يطيع و يعصي، و يحب و يكره، و يسالم و يعادي..فقد لاحظ أن الناس في بلده يحاسبون على أشياء و يهملون أشياء، يتذكرون أمورا و ينسون أخرى، و يكفون عن الهوى من وجه ليستعيدوه من وجه آخر. فهم يمتنعون عن الطعام ليقبلوا عليه بقوة و شدة. و يحاسبون مَن لا يصوم و لكنهم يتغاضون عن احتكار السلع و الفحش في رفع الأسعار. و يحاسبون على خلع الملابس و لا يحاسبون على استثمار مياه البحر أو هدر الموارد. بينما الأمر على العكس في بلاد أخرى حيث لا يُحاسب الفرد على طريقة الملبس أو على ممارسة الفرائض، و لكنه يحاسب على رفع صوت الراديو أكثر من اللازم، و يحاسب على التلاعب بالأسعار، بل يحاسب على التأخر عن أداء واجبه مهما علا شأنه و أيا كانت مرتبته. و كان بمقدوره أن يورد من الأمثلة التي تؤيد رأيه في كل مجال من مجالات الحياة و في كل دوائر الاجتماع.

الإمضاء
كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.




lundi 2 décembre 2013

ما هو المطلوب اليوم من الاتجاهات السياسية التونسية المنتظمة؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

ما هو المطلوب اليوم من الاتجاهات السياسية التونسية المنتظمة؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 215 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
المطلوب من الاتجاهات السياسية المنتظمة القيام بنقد ذاتي ومراجعات جذرية و التخلص من الأدبيات التقليدية و ذلك بأن يتبرأ الليبراليون من الرأسمالية المتوحشة و الاحتكار و الإثراء الفاحش و يعترفوا بأهمية الشعور القومي و يدافعوا على حرية المعتقد و التسامح الديني و يؤمنوا بحقوق الطبقة العاملة كاملة، و يجب كذلك بالنسبة لليسار أن يحقق مصالحة مع الظاهرة الدينية و المسألة القومية و الحريات الفردية و أن يتفادى النهج الشمولي و يزيل مقولات الديكتاتورية و العنف الثوري من قاموسه و يؤصل الديمقراطية التعددية.

أما بالنسبة للتيار الديني فإنه مطالب بأن يتبنى ثقافة الديمقراطية و حقوق الإنسان والإيمان بالمساواة بين الأجناس و العدالة الاجتماعية و الحوار بين الأديان و أن ينفتح على الغيرية و الاختلاف في الرأي و يطلق عنان الاجتهاد و التأويل و العقل و يتخلى عن إظهار الرموز الطائفية و عن شعار الدولة الدينية و التعصب إلى المذهب، في حين أنه من المفروض أن يفكك التيار القومي مقولات الطليعة و الزعيم و الإيديولوجية الانقلابية و أن يجعل من العمل القطري حلقة في سبيل التوحيد الديمقراطي للعرب و أن يتصالح مع العنصر الديني باعتباره مكونا روحيا للقومية العربية و أن يجعل من العلاقة بين الوطني و القومي و الأممي تجربة جدلية تحترم الخصوصيات مع الاعتراف بالدور المتساوي لها في صناعة الكونية.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، الثلاثاء 3 ديسمبر 2013.





dimanche 1 décembre 2013

ما هي واجبات الإنسان الديني و الإنسان العَلماني؟ نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

ما هي واجبات الإنسان الديني و الإنسان العَلماني؟ نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 184 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
ينبغي على الإنسان الديني أن يقبل خمس حقائق و ليس حقيقة واحدة فحسب: الأولى هي وجود إله معين، الثانية هي أن الله ينبغي أن يكون محبوبا، الثالثة هي أن الفضيلة و الرأفة تمثلان القسم الأكبر أهمية من الممارسة الدينية و ليس الشعيرة أو العقيدة، الرابعة هي أنه ينبغي أن نتخلص من شرنا بواسطة التوبة، و الخامسة هو وجود أشكال من الجزاء و العقاب في العالم الآخر (الهامشة 45 في أسفل الصفحة: Jeroum B. Schneewind, L’invention de l’autonomie, éditions Gallimard, 2011, p. 209

إن العَلمنة (الهامشة 46 في أسفل الصفحة: Sécularisme) يجب أن تمر بعتبتين: العتبة الأولى هي تحرر التشريع القانوني من سلطة النص الديني و الميراث الفقهي مع بقاء الأخلاق تحت سلطان الدين و ذلك لكون الأديان تمتلك دورا اجتماعيا أخلاقيا. أما العتبة الثانية فهي فقدان الدين لسلطته المعيارية على الحياة العامة و تحكيم العقل و الذوق و الصالح في وضع المعايير التي تخص مجالات ضيقة مثل الحياة و المهنة و البيئة و إنهاء حالة الخصام بين الديني و السياسي. زد على ذلك "أن الجمهورية العَلمانية تقبل كل الناس مهما كانت اعتقاداتهم الروحية بشرط أن يقبلوا طوعيا القانون المشترك الذي يؤسس التعايش و أيضا التوافق بين الجميع" (الهامشة 47 في أسفل الصفحة: Christian Ruby, la solidarité, in la pensée politique, p. 377

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، الاثنين 2 ديسمبر 2013.




"شْكُونِكْ إنْتَ؟" أو "هذا شْكُونْ؟"، كلمات سمعتها و لا زلت أسمعها من أقرب الناس إليَّ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

"شْكُونِكْ إنْتَ؟" أو "هذا شْكُونْ؟"، كلمات سمعتها و لا زلت أسمعها من أقرب الناس إليَّ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

سمعتها في عدة مناسبات، في عدة أماكن و عدة وضعيات، من دستوريين و ستالينيين. سمعتها في المناسبات التالية:
1.     كنت من بين المدعوين في اجتماع استشاري حول "مدرسة الغد"، نظمته وزارة التربية في عهد وزير التربية منصر الرويسي التي ربطتني به صدفة علاقة تربوية أنجبت أول مخبر في الجمهورية، مخبر مجهز بعشر حواسيب لتدريس مادة علوم الحياة و الأرض في معهد برج السدرية. كانت القاعة تغص بالمشاركين، أساتذة و إداريين و متفقدين، ألقى مسؤول وزاري كبير خطبة عصماء، ثمّن فيها إنجازات الوزارة قائلا أنها أنشأت 800 نادي ثقافي في الإعداديات و الثانويات. طلبت تدخلا للرد عليه و قلت أنها نوادي على الورق، لا تنشط فعليا. التفت رئيس الاجتماع، كاتب الدولة للتربية، يمنة و يسرة في المنصة و صاح في مساعديه: "هذا شكون؟"، "مع مَن جاء؟". صمت مساعدوه ثم أجابوا ناكرين انتمائي لأي  مصلحة ممثلة في الاجتماع.

2.     في خضم الثورة التونسية و غليان القاعدة التلمذية، تم تنظيم اجتماع بين الأساتذة و التلامذة في معهد برج السدرية و لم تُوجه لي دعوة للحضور من قبل زميلي و صديقي الأستاذ الستاليني المنظِّم، فلمته قائلا: لماذا لم تدعوني لحضور الاجتماع؟، فرد متشنجا قائلا: "شكونك إنت؟" حتى نستدعوك.

3.     أثناء انتخاب النقابة الجهوية بالاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس في عهد الكاتب العام السابق بلقاسم العياري، كانت الأحزاب الستالينية المتنافسة تضرب بعضها بعضا للفوز بمقعد في مجلس اللوردات البريطاني و كنت مرشحا كـ"الأطرش في الزفة" في اجتماع داخل مكتب الكاتب العام، التفت لي هذا الأخير قائلا: "شكونك إنت؟"، لم يذكرك و لم يساندك أحد من المكتب التنفيذي الوطني.

4.     في أوائل التسعينات من القرن الماضي، تجرّأ الحبيب عتيق، الكاتب العام للاتحاد الجهوي ببن عروس آنذاك، على إصدار قرار يُجمَّدُ بمقتضاه نشاط النقابة الجهوية للتعليم الثانوي. بصفتي كاتب عام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحمام الشط، طلب مني صديقي و زميلي منذر غمام، عضو النقابة الجهوية، أن أبعث باسمي برقية احتجاج إلى الحبيب عتيق. نفذت الأوامر في الحين. و قد علمت بعد ذلك مدى وقع برقيتي - التي وصلت الأولى - على المعني بالأمر، انتفض غيضا و صاح قائلا: "مْنِينْ طْلَعْلِي هَالرَّبْ كشكار هذا؟"  

خاتمة:
أنا بكل بساطة مواطن العالَم د. محمد كشكار، و لا و لن تستطيع اختزالي - حتى لو أردت - في كلمتين مهما بلغت في البلاغة شأنا، و إذا أصابك العالي و أمك داعية عليك و أردت أن تعرفني أكثر فأنا شخصية مفارِقة و مركبة و معقدة و متناقضة و متحولة غير ثابتة، لذلك أدعوك بالتحلي بالصبر و قراءة الفاتحة ثم قراءة أطروحتي و الألف مقال الذين نشرتهم على النت من 2008 إلى غاية غرة ديسمبر 2013.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 1 ديسمبر 2013.

دفاعا مقتضبا عن مفهوم "الحثالة السياسية" ضد مفهوم "القطيع المتجانس" داخل التنظيمات السياسية الشمولية! مواطن العالَم د. محمد كشكار

دفاعا مقتضبا عن مفهوم "الحثالة السياسية" ضد مفهوم "القطيع المتجانس" داخل التنظيمات السياسية الشمولية! مواطن العالَم د. محمد كشكار

يكفي "الحثالة السياسية" المستقلة شرفا أنها تستعصي عن الذوبان داخل التنظيمات السياسية الشمولية (الأحزاب الستالينية و القومية و الدستورية و الدينية)، و يكفيها فخرا أنها لا تُقاد بسهولة، و يكفيها اعتزازا أنها حبلى بالتجديد وحاملة لواء النقد الهدّام و البنّاء.

تتكون هذه "الحثالة السياسية" المستقلة من عناصر معدنية صلبة، يصعب صهرها في قالب جاهز، أما العناصر الأخرى فهي من الهشاشة بمكان أنه يكفي دغدغتها حتى تشبع ذوبانا و ترتاح انتهازية و تطمع في ثواب حتى لو كان على حساب الكرامة و الضمير.

ملاحظة:
الشمولية (Totalitarisme): الاستبداد، الديكتاتورية.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 1 ديسمبر 2013.

توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة التونسية؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة التونسية؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:                                   
صفحة 144 من كتاب "الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.

نص الكاتب:
"توجد ثلاث تأويلات حول واقعة الثورة العربية:
-         ثورة بورجوازية ساهم فيها شباب الفايسبوك و حولت السخرية و النقد و التمرد في العالم الافتراضي إلى الواقع العيني و سميت بثورة الياسمين و كانت مطالبها ليبرالية متمثلة في الحريات و الحقوق.

-         ثورة اجتماعية قادها العمال و الناشطون و النقابيون و فجرت تطاحنا طبقيا و أظهرت تصميم الفئات الشعبية على التخلص من الحكم المركزي و فرض إرادة الشعب (و يضيف نفس الكاتب في نفس الكتاب صفحة 168: إن وقود الثورة هم المهمشون و المبعدون و المنفيون - خارج  تونس و داخلها، م. ع. د. م. ك. - و الضحايا و هم الذين نهضوا و طالبوا بالحقوق و المساواة و إن عصيانهم للنظام القائم ونهوضهم ضد السلطة و تمردهم على الحكم المركزي كان مشروعا).

-         ثورة أخلاقية ثقافية ذات أرضية دينية صلبة وظفت الرموز الإيمانية ضد الفساد و الاستبداد و واجهت العولمة المتوحشة بقيم روحية و تقاليد نيرة."

تعليق م. ع. د. م. ك.:
كشاهد عيان و مشارك يومي في الثورة في شوارع و ساحات تونس العاصمة قبل و بعد 14 جانفي 2011، أميل إلى التأويل الثاني و دون تعصب أرفض الأول و الثالث، استنادا إلى تجربة شخصية محدودة و ليس إلى دراسة علمية مستفيضة.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكيتين: حمام الشط، الأحد 1 ديسمبر 2013.