lundi 5 décembre 2022

مرافعة متقطعة ضد احتجاجات الرئيس ضد المحتكرين وضد احتجاجات المواطنين في الشارع، معارضين وموالين. مواطن العالَم والديداكتيك، مسلم، عَلماني، روحاني، دارويني، متعدّد الهُويات، أصيل جمنة ولادة وتربية، يساري غير ماركسي

 

 (marxiste repenti)

 

 

-         احتجاج الرئيس ضدالمحتكرين يضعه في موقف مريح ويجعل منه مناضلا صاحب قضية. المحتج عاجز ويتستر على استمتاعه بعجزه كاستمتاع الفالس بفلسه.

-         احتجاج الرئيس ضد المحتكرين دون فعل لا يكفي. المحتج لا يفكر، لا لآنه لا يستطيع بل لأنه لا يريد. يريد الأخلاق والأخلاق أيضا لا تفكر.

-         المحتجُّ لا يفكر، المحتج فقط يجرِّم ويستمتع بتشويه المعارضين، وحتى لو كان المعارضون له غير موجودين، فهو يستمتع بتشويه الموالين له.

-         احتجاج الرئيس ضد المحتكرين، فعل أخلاقي وليس فعلا سياسيا وما دامت الأخلاق لا تفكر فالرئيس لا يفكر في مشاكلنا ولا في إيجاد حلول لها.

-         لا يوجد احتجاجٌ لا يصاحبه غضبٌ حامٍ والغضبُ الحامي لن يصبح قوة سياسية فاعلة إلا إذا مرّ عبر غربال التحليل العقلاني البارد.

-         والاحتجاجُ كالغضبِ الحامِي، إذا بَرَدَ، حوّل سهامَ غضبِه نحو نقد الهياكل والبُنَى والمؤسسات عوض ثلبِ الأشخاص ومبارزة طواحين الريح.

-         السياسةُ لا تبدأ بتعيينِ الأعداءِ إلا عند المحتجين الليبراليين-الفحوليين-الدونكيشوتيين الذين يحرّكهم الغضبُ والإقصاءُ والاستئصالُ.

-         المحتج له خصومٌ وهو يتوهم أن له أعداء. الفرق بين الاثنين: العدوّ أتمنى محقه أما الخصم فلا أضمر له أي شر، أريده أن يتوقف عن إيذائي.

-         المفكر الجاد لا ينبهر ومزاجه لا يتأثر لأنه يحلل ظواهر منتظمة ولا يتعجب أيضا لأن ما يحلله يتكرر ولا ينحاز إلا للحق حتى ولو كان ضده.

-         الفرقُ شاسعٌ بين صاحب تقييم أخلاقي و صاحب تقييم إحصائي لظاهرة عادية. الأول يَغضب ويحتج لكنه لا يفكر أما الثاني فيحلل وهو مرتاحٌ.

-         ضد التيار: تصوروا معي ولو للحظة لو أنفِقت كل الطاقات المهدورة في الاتصال المباشر في عمق البلاد لإقناع الناس عوض إنفاقها في الاحتجاجات الغاضبة.

-         جاء قرار حل البرلمان ثم قرار حل المجلس الأعلى للقضاء. متى سيأتي قرار حل مشاكل التونسيين والتونسيات؟ احتكار وغلاء أسعار وصحة متدهورة وتعليم سلوكي (béhavioristeإلخ.

-         المحتج في الشارع إنسانٌ صادقٌ لكنه إنسان غاضب والغاضبُ لا يفكر. كفانا إذن احتجاجا وغضبا دون فعل. نريد فعلا رصينا يُغضب مَن أغضبنا.

 

 

Source d’inspiration (idée et moule du texte): Le Monde diplomatique, février  2022, extraits de l’article « Colère », par François Begaudeau, écrivain, p. 28.

 

إمضائي:

« Il faut essayer de faire les choses très sérieusement, mais pas se prendre au sérieux parce que vraiment, on n'est que de passage ». Robert Hossein

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 فيفري 2022.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire