قال الشاعر التونسي العظيم منور
صمادح:
"شيئان في بلدي قد خيّبا أملي
.... الصدق في القول والإخلاص في العمل".
وأنا بعد قراءاتي، أقول:
كلمتان أو قِيمتان إسلاميتان
ساميتان أو مبدآن، قد طُبِّقا في السعودية في غير موضعهما: "الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر". طُبِّقا على الضعفاء من المواطنين في السعودية، وكان أولى
بمن يمارسهما أن يُطَبِّقهما على الأمراء والأغنياء والمسؤولين المتنفذين
المتحكمين في مصائر ورقاب المواطنين السعوديين البسطاء العاديين، لأن الضعيف، حتى
وإن ارتكب منكرا عن سهو أو جهل، فهو في غالب الأحيان لا يضر بمنكره هذا إلا نفسه أو
عائلته وإن أنجز معروفا، فلا ينتفع من معروفه إلا محيطه الضيق، أما الحاكم فمنكره
مصيبة على القريب والبعيد ومعروفه قد ينقذ الآلاف أو الملايين من البشر من الفقر
والمرض والجهل. في السعودية يوجد عشرات الآلاف من الأمراء، بعضهم يعبث ويفسق ويفسد
في الأرض ويسرق وينهب أموال الشعب السعودي ويخون البلد ويشوّه سمعة العرب
والمسلمين، ولا من رقيب ولا من حسيب، ولا من ناه عن المنكر، ولا من آمر بالمعروف !
أما شرطة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التعيسة والسخيفة، فهي طوال
اليوم تجري وتهرول في الطرقات العامة وتنهى عن المنكر وكأن كل المواطنين السعوديين
والأجانب الوافدين أو المقيمين متهمون بارتكاب المنكر حتى تثبت براءتهم، شرطة
-بأوامر أميرية فاسدة- تلاحق السافرات المسالمات العفيفات المحصنات أو تنهر مراهقا
ارتدى "شورتا" قصيرا اتقاء لموجة حَرٍّ صحراويةٍ قائضةٍ.
يا ليتهم فعلوا مثل جدهم (الذي لن
يتشرف بهم لو بلغته أفعالهم) الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) و طبقوا هذان
المبدآن الرائعان على الأمراء قبل الفقراء:
سأل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص حين
ولاّه مصر: "إذا جاءك سارق، ماذا تفعل به ؟" فقال عمرو بن العاص: "أقطع
يده". فقال عمر بن الخطاب: "وأنا إن جاءني جائع من مصر، قطعت يدك".
وقال أيضًا: "انصحوا
الناس بصمت". قالوا: "كيف يا عمر؟". قال: "بأخلاقكم". لو
عملنا بهذه النصيحة فقط لقطعنا نهائيا مع الوعظ العقيم لدعاة الدين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire