dimanche 13 novembre 2022

مرافعة تمجّد جهلاً (وليس الجهل) وتذمّ علمًا (وليس العلم) ! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

 

 

أي علمٍ تطلبون مني تمجيده باسم الحداثة ؟ وعن أي حداثة تتحدث أيها الأبله ؟

بربك هل أنت جادٌّ في حديثك عن حداثة ليبرالية يمينية ويسارية حكّمت السوق الأعمى في رقابنا وسرقت قوتنا من أفواهنا وقتلت الأمل في عيون أولادنا ودفعتهم دفعا إلى جحيم داعش ؟

علمٌ وحداثة خَلَقَا دولًا "متطورة" مسلحة بأفتك أنواع أسلحة الدمار الشامل، عِلمُها يمطرنا قنابل مدمرة، صنعها علماء عُميِ البصيرة، أمريكان وأوروبيون وروس ويابانيون وصينيون.

علمٌ أنبت للإنسان مخالبَ وسمّاها القنبلة الذرية، قتلت حوالي 145 ألف مدني ياباني في هيروشيما وناكازاكي سنة 1945 !

حداثةٌ انبثق عنها استعمارٌ فرنسي قتل في 8 ماي 1945 حوالي 45 ألف مدني من الأبرياء الجزائريين العُزّل في مدينة سطيف.

علمٌ وحداثة ولّدا فينا رغبات ضارّة غير طبيعية وغير ضرورية

(Des désirs non naturels et non essentiels, comme: « aimer l`argent, le profit et l`exploitation de l`homme par l`homme », « dénigrer la fraternité, la solidarité, l`égalité et la bonté »)

وحَرَمَانَا من إشباع رغبات طبيعية وضرورية

(Des désirs naturels et essentiels, comme: « manger et boire »)

حداثة وعلمٌ وتكنولوجيا وصناعة، كلها كوارث لوثت برّنا وبحرنا وجونا ورئتينا وشراييننا لمصلحة واحد في المائة من أغنياء العالم، تجار السلاح والسموم ومشغلي العلماء، تجار مجرمون تفننوا في قتل الفقراء وتجويعهم وتشريدهم أو استغلالهم كأجراء بأبخس المرتبات. يدخلون أوطاننا بالطائرات والدبابات ويمنعوننا من دخول أوطانهم بحثا عن لقمة العيش أو هربًا من إرهاب هم وعملاؤهم العرب خلقوه وبالمال غذوه وبالسلاح جهّزوه.

دولة إسرائيل، واجهة العلم والحداثة والديمقراطية، دولة استيطانية عنصرية، فازت بنصيب الأسد في جوائز نوبل فبنت بين الإنسان وأخيه الإنسان جدارا عازلا فاصلا يمنع الابن الفلسطيني من زيارة أمه في العيد ويمنعه من صلاة العيد في أولى القبلتين،. 

بالله عليك، حدثْني بحديثٍ غير هذا الحديث أو اتركني أنام ورحم مَن قال: ما فاز إلا النُّوَّمُ ! تخلّفنا خيرٌ من نهضتهم وعجزنا أنسن من بطشهم، ورغم جهلنا وتخلفنا ودواعشنا فأيادينا أكثر نظافة من أياديهم مليون مرة.

 

أي جهلٍ تطلبون مني ذمّه باسم العلم ؟ وعن أي علمٍ تتحدث أيها الأبله ؟

معارف بالقناطير خرّجت لنا مهندسين وأطباء دواعش وطيارين غربيين قتلة لا يعرفون مَن يقتلون وصنعت لنا طائرات دون طيار تدمّر بشرا في اليمن والقاتل قابعٌ في قاعة مكيفة بواشنطن يحمل وسام نوبل للسلام (أوباما، رئيس دولة الولايات الأمريكية المتحدة). أكره هكذا عِلمًا أعمى أخرسَ أصم وأمقت هكذا معارف لا تحنّن الإنسان على أخيه الإنسان ولم تضف لقيمة حب الآخر شيئًا (Les connaissances n`ont jamais changé les valeurs).

أي علوم شرعية قرأها الدواعش حتى تبيح لهم حرق وقتل وتعذيب وتشريد أهل الكتاب وحتى أبناء ملتهم المسلمين وأبناء وطنهم الأكراد واليزيديين وهدم آثارٍ في بغداد وتَدْمُرْ والأقْصُرْ، آثارٌ مَرّا بجنبها العُمَرَيْنْ ولم يهدماها، ابن الخطاب وابن العاص. ألم يكن من الأفضل تجاهل كُتب النقل المحرفة المنحرفة، كتبٌ تنقل الكذب والافتراء على الله ورسوله صلى عليه وسلم ؟ أليس إسلام أمي الأمية أسلم من إسلام كُتُبِهم ؟ كٌتُبٌ أعمتهم عن رؤية الحقيقة مباشرة بأعينهم، كٌتُبٌ كنظارات طبية مغشوشة تضعف البصر عوض أن تقوّيه.

الخلاصة: المنطق لا يحتاج لتعدد الأدلة وحب الآخر لا ينبثق من تراكم المعارف والإنسان لا يُدرَّب كالحصان ولا يُبرمَج كالحاسوب.

إنسان القرن الواحد والعشرين ازداد تخلفًا قِيميًّا، أكان من سكان نييورك أو مقاديشو أو من طلبة أوكسفورد أو الأزهر.

انقلب سُلم القيم وأصبح الجاهل أقل ضررًا من المتعلم والدولة الفقيرة أقل نهبًا من الدول الغنية وتارك الكُتُب أفضل من قارئها والعالِم الفاشل أفضل من "أنشتاين" الناجح الذي جلب لنا بعلمه خيرا وشرا وشره على البشرية أكثر من خيره مثله مثل زميله "نوبل".

 

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 9 جويلية 2016.

Haut du formulaire

Bas du formulaire

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire