jeudi 10 novembre 2022

عركة حامية الوطيس بين المخ والقلب ! تحكيم مواطن العالَم

 

 

المخ: مالي أراك حزينًا ؟

القلب: أجئتني مواسيًا أو متشفِّيا ؟

المخ: الاثنتان إذا وسعني صدرك الأجوف.

القلب: لو لم يكتشف العلمُ مواهبَكَ لبقيتَ في طَيِّ الغيبِ والنسيان. أوَ نسيتَ أو أذكّرك: ألم أعتلِ عرشَ الحب قبلك وتربّعتُ فيه منذ آدم حتى اليوم. قُل لي متى طفوتَ أنتَ على السطح أيها الصامت (aphone)، وهل رسموكَ العشاق يومًا على جذوع الأشجار وكتبوك في رسائل الغرام، على الرملِ وفوق الماءِ ؟

المخ: كفاك هُراءً أيها الناطق بما بعثتُه أنا فيك. قل لي يا فؤادْ، لو استبدلوك فهل سيتغيّر نحوي شعور صدرٍ آواك ؟ اصمتْ يا مَن لا تعدو أن تكون إلا مِضخة دم، يا قطعة غيارْ، يا كاشف بدقّاتك للأحبة كل الأسرارْ. أنا قصرٌ بطوابقْ وأنت شقة بصنادقْ. يا لعبة الجرّاحينْ وفأر تجارب الباحثينْ.

القلب: اصمتْ أيها المغرور فلو توقفتُ أنا عن النبضِ لَمنعتُ عنك الدم ومتَّ جوعًا.

المخ: وبماذا يقيسون الموت يا غبي؟ أبِصمتِك أم بِصمتي يا تُرَى ؟

القلب: ومَن يُنقِذ من الموتِ البشرْ يا حجرْ، وفي أكفِّ اليدينْ أنتقل من صَدْرٍ إلى صَدَرْ، أنتَ سجين وأنا حُرّ.

المخ: أنا مَلِكٌ وأنتَ عبدِي، أزيد في خفقاتك وأخفّضها كما أشاءْ لا كما تشاءْ يا عديم الولاءْ والوفاءْ لِمَن رعاكَ سِنينًا في دار الفناءْ.

القلب: ومَن سببُ المصائب ؟ مِن صانع الألغام الشخصية إلى مفجّر القنبلة الذرّية، يا عديم المروءة والإنسانية، يا مُبيد البشرية في حروب أهلية. أنا الحبُّ، أنا الرِّفقُ، أنا الإحساس، أنا الرقّةُ أنا الحِنِّية، وكل العواطف النبيلة والنقيّة سُمِّيت عليَّ ولن أسلّمك تاجي طوعًا يا رأس البلِيّة. لك العلم والعقلانية ولي صدور الصبايا سكنًا وأحلامهن قضية.

 المخ: موعدنا غدًا، آخذك في جولة علمية، أسحبكَ تحت تلافيفي، في الطابق الأرضي وفي الدهاليز السرية، وأنا شبه متأكدٍ أنك سوف ترجع من هذه السفرة المشوّقة راضيًا تمام الرضا عليَّ ومسلِّمًا أمرَك إليَّ.

القلب: اتفقنا يا سالب عرشي، يا وائد البناتْ، يا مشكك في الذاتْ الإلهية، يا مَن خلقك الله للخير وأنتَ سخّرت ذكاءك للذاتْ والرغبة والأنانية ، وبِعتَ ضميرك بِوسخ الدنيا ونسيتَ الحسابَ بعد المماتْ.

 

إمضائي

أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه !

و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 10 نوفمبر 2018.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire