samedi 6 août 2022

ندوة حوارية حول كتاب عزيز كريشان بحضور الكاتب. تقديم التلميذ الأبدي محمد كشكار

 

 

الجهة المنظِّمة: منظّمة شهيد الحرية نبيل بركاتي يرأسها رضا بركتي أخ الشهيد.

المكان: مقر بلدية حمام الشط في قاعة الاجتماعات الصغرى بالطابق الأول.

الزمان: يوم السبت 6 أوت 2022 من الساعة 9:50 إلى 12:50.

الحضور: 26 فيهم امرأتان فقط وجلهم يساريون.

الكتاب:

La gauche et son grand récit. Comprendre l’économie rentière, livre de Aziz Krichen, éd. Mots passants, Tunis 2021, 132 pages, prix 15 dinars tunisiens.

 

التقديم

مهمة طلبها منّي بلطفه المعهود صديقي بَرَكاتي وطلبات رضا بالنسبة لي أوامر لا تُرَدّ ولا حتى تُناقَش.

تقديم الكاتب عزيز كريشان:                                         

لم يحصل لي شرف معرفته عن قرب ولم أقابله في حياتي إلا مرتين، الأولى بمناسبة احتفال بذكرى تأسيس حركة "برسبكتيف العامل التونسي" وهي حركة يسارية وهو أحد مناضليها ومؤسسيها سنة 1963 والثانية اليوم. هو عالِم اجتماع واقتصاد (تعريف العالِم عندي هو الشخص المنتج للمعرفة)، شخصية يسارية عامة معروفة ومعترف بها من قِبل جل اليسار التونسي وله عدة مؤلفات أخرى باللغة الفرنسية. شغل منصب مستشار للرئيس الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي.

تقديم كتاب عزيز كريشان:

ملاحظة أولى: ترجمتي قد تتضمّن بعض الخيانة غير المقصودة للنص الأصلي ككل الترجمات لذلك أعتذر من الكاتب مسبّقًا، وإذا حصل وابتعد نصي عن نص المؤلف ولم يعترف به ففي هذه الحالة يصبح النص نصي وأتبنى مضمونه وأتحمل مسؤوليته الفكرية كاملة وحدي.

كتاب (أرفعه عاليًا وأقرأ عنوانه) هو كتاب صدر في تونس العاصمة سنة 2021 باللغة الفرنسية في 132 صفحة من الحجم المتوسط عن دار نشر اسمها "كلمات عابرة" وثمنه 15 دينار فقط.

ملاحظة ثانية: تعودتُ على نقد الكتب التي أقدمها لكن هذا الكتاب بالذات نزل عليّ بردًا وسلامًا ولم أجد في مضمونه النقدي ما أنقد لذلك سأكتفي بعرضه وأترك للحضور مهمة نقده.

ينقسم الكتاب إلى قسمَين كبيرَين:

1.     في القسم الأول، من ص 13 إلى ص 50، يتعرض الكاتب للسردية الكبرى لليسار التونسي ويقوم بنقد ذاتي منطقي وموضوعي لأطروحات اليسار المتناقضة والخاطئة معززًا كلامه بالحجج والبراهين وأنا كيساري غير ماركسي تعلمت منه وأوافقه في استنتاجاته القيّمة وبمناسبة حضوره أحيّيه وأشدّ على أياديه في ما حبّره هو والمرحوم رفيقه الرائع جيلبير النقّاش. كنتُ وما زلتُ أنتهج نهجهما، هما الاثنان ومعهما فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، نهجهم الثلاثة في النقد الذاتي للتجربة اليسارية في العالم عمومًا وفي تونس خصيصًا وأترك الحفر والغوص في التفاصيل للكاتب.

قال في الماركسية ما لم أتجرّأ أنا عن قوله، قال:

"الماركسية ماتتْ لكن استغلالَ الإنسان للإنسان ما زالَ حاضرًا وحيًّا ومتوصلاً".

"الماركسية ماتتْ. أتتْ عليها حروب الردة وهي في شيخوختها فقتلتها ليس كحروب الردة التي أتتْ على الإسلام وهو ما يزال في شبابه فانتصر".

"الماركسية ماتت لكن منهجية تحليلها للواقع أي الديالكتيك لم تَمُتْ (La dialectique, c’est ce qu’on appelle, nous en didactique, ma spécialité, l’Interaction entre les différents facteurs d’un même phénomène)".

"فشلتْ التجربة الماركسية فشلا ذريعًا فلا يمكن إذن أن تبقى النظرية الماركسية في مأمنٍ من النقد وإلا أصبحت دينًا مقدّسًا".

"ماتت الماركسية فهجرها مريدوها إلى منظمات حقوق الإنسان أو الليبرالية أو الإسلام السياسي وقِلّة منهم صمدت فانغلقت كالبوكت والوطد".

"الحركات اليسارية التونسية وُلدت في الستينات أي في اللحظة الخطأ من تطور الماركسية. ماركسية لو كان لها ماضٍ فلم يعد لها مستقبلٌ".

اليسار التونسي بجناحيه أخطأ في تحديد طبيعة المجتمع التونسي. الوطد يقول: "مجتمع شبه إقطاعي-شبه مستعمر"، والبوكت يقول: "مجتمع رأسمالي تابع".

"اليسار التونسي بجناحيه مَثله كمَثل دونكيشوت، خَلَقَ عدوّين وهميّين وهما الإقطاع بالنسبة للوطد والبورجوازية بالنسبة للبوكت".

طمأنني الكاتب عزيز كريشان وثبّتني في نقدي للماركسية كإيديولوجية، أعني بكلمة إيديولوجية،  الإيديولوجية اللينينية والتروتسكية والستالينية والماوية،  لكنني ما زلتُ متشبثًا ببعض مبادئ الفلسفة الماركسية مثل العقلانية، والفكر النقدي وخاصة النقد الذاتي، ومبدأ الأممية، ومعاداة العنصرية، ومنهجية التحليل الديالكتيكي، ودور "القيمة المضافة" في تراكم رأس المال عند قلة قليلة من البشر، والانحياز الكامل للمضطهدين كل المضطهدين وليس للبروليتاريا فقط، ونظرة ماركس للدين لا كـأفيون مدمّر للشعوب كما شوّهها ماركسيونا، بل كصرخة للمظلوم، كقلب لعالم بلا قلب، كروح لعالم بلا روح أما فيلسوف اليمين ريمون آرون فقد قال أن "الإيديولوجية الماركسية هي أفيون المثقفين"

قال المؤلف في الثورة جملةً مقتبسةً رائعة: "الثورة غيّرتْ كل شيء حتى لا يتغيّرَ أيُّ شيء".

ولفيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة رأيٌ آخر في مقولة موت الماركسية: "الماركسية كمنظومة فلسفية لم تمتْ والتي ماتتْ هي الإيديولوجية الماركسية".

2.     في القسم الثاني يتعرض الكاتب للاقتصاد الريعي (économie rentière) وقد أعطاه تعريفًا واضحًا أعجبني: "في الدول الرأسمالية الثراء يفتح الأبواب للوصول إلى السلطة أما في تونس الماقبل-رأسمالية فالسلطة هي التي تفتح الأبواب للوصول إلى الثراء".

3.     في آخر الكتاب عرض علينا الكاتب عدة بدائل لحل أزمتنا المالية والاجتماعية. أذكر منها البديل الأقرب إلى عقلي ووجداني وهو اقتراح تعميم تجربة جمنة في الاقتصاد التضامني والاجتماعي على الأراضي الدولية ومساحتها 500 ألف هكتار من الأراضي الخصبة المتروكة بورًا وعلى الأراضي الاشتراكية ومساحتها مليونَيْ هكتار من الأراضي الصالحة للمرعى. ، لو طُبِّقَ هذا الاقتراح الوجيه فقد يوفّر عشرين ألف موطن شغل للعاطلين عن العمل وما أكثرهم في بلادي.

 

إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 6 أوت 2022.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire