mercredi 31 août 2022

أسطورةُ الرجلِ الذي يمشي وهو حاملٌ رأسَه المقطوعَ بين يديه

 

الأسطورةُ:

كانت المسيحية، قبل تحوّلها إلى دين الدولة الرومانية عن طريق الامبراطور الروماني قسطنطين الأول في بداية القرن الرابع ميلادي، كانت تُعتبَرُ فِرقة سريةً مهمشةً (une secte) وكان أتباعُها ملاحَقِينَ من قِبل أصحاب السلطة. عَقَدَ بعضُ المسيحيين في باريس اجتماعًا سريًّا كعادتهم برئاسة أسْقُفٍ منتَخَبٍ. فاجأتهم الشرطة، وحتى ترهبهم قطعت رأسَ الأسقفِ أمام مريديه، لم يسقط الرجل بل انحنى قليلا وبلطفٍ أخذ رأسَه المقطوعَ بين راحتَيه وصعد به مشيًا إلى ربوة مونمارتر وفي أعلى نقطةٍ في القمة دفن رأسَه المقطوعَ  وصلى عليه صلاة الجنازة بكل سكونٍ وثباتْ.

تعليق المؤلف محمد كشكار:

كانت أسطورة لا تُصدق، كيف يمكن لرجلٍ أن يحملَ رأسَه المقطوعَ بيديه حتى ظهر الحاسوبُ المحمولُ (Ordinateur Portable). أليس الحاسوبَ هو رأسُنا اليوم المحمولُ بين راحتَينا ؟ أليس هو ذاكرتنا التي تحفظ ذكرياتنا المسموعة والمرئية، الثابتة والمتحرّكة ؟ أليس هو مصدر معلوماتنا قبل اتخاذ قراراتنا ؟ أليس هو امتدادٌ وتقويةٍ لحواسِّنا البيولوجيةِ المحدودة فِطرِيًّا ؟ كسبنا عينًا وأذنًا آليتان متطوّرتان لم نكن يومًا نحلم بأٍّفضلِ منهما !  عينٌ نرى بها العالَمَ أجمعَ وأذنٌ نسمعُ بها محاضرةً في باريس أو نيويرك في ساعتها ولحظتها.

الحاسوبَ هو رأسُنا الافتراضي الذي طوّر وضخّم قُدُراتَ رأسِنا البيولوجي ! نحمله في الدارِ، في قاعة الدرسِ، في الطائرة والقطارْ. يَبِيتُ معنا ونرفعه بلطفٍ، ثم نضعه على الطاولة أو على ركبتينا في الليلِ والنهارْ، وتتعطّلُ ذاكرتنا لو انقطع الاتصال أو التيّارْ.

 

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire