- نكوّنُ في
الجامعة من جيوب دافعي الضرائب محاميا للدفاع عن المظلومين، يتخرّجُ
فينقلب لسانا سليطًا يدافع عن الظالمين الميسورين طمعًا في أموالهم.
- نكوّنُ
طبيبًا، يؤدي اليمين ويتعهد بعلاج كل الموجوعين، يتخرجُ فيهجر المستشفى الذي درّبه
ويترك المرضى الذين علموه مهنته ويفتح عيادة خاصة ويتهرب من دفع الضرائب.
- نكوّنُ أستاذا لنقل العلم
لأبناء الفقراء والمحرومين، يترسمُ فيصبح مقاولا يبيع العلم في الڤاراجات
والدكاكين.
- ندرّسُ معارفَ جافة خالية من القيم
الإنسانية الكونية ونحن نعرف مسبقا أن دراسة المعارف لا تغير أوتوماتيكيا القيم
فأصبحنا كالحمار يحمل أسفارا.
- نغتالُ
الإبداعَ في عيون أطفالنا بدعوى الانضباط السلوكي والتجانس الذهني. نقدّم تعليما
موحّدا لتلامذة مختلفين في الذكاء (الذكاء الفني والذكاء العملي والذكاء النقدي،
إلخ.) ظنًّا منّا أننا نعدل بينهم وبعد التخرج نزجّ بهم في مجتمع غير متجانسٍ إلا
في عقول المربّين، مَثلنا كمثل مَن يطالب متسلقَا بأن يوظف في الجبل ما تعلمه في
دروس السباحة.
-
- لا نُولِي عناية خاصة لتنمية الميول الفنية وصقلها ونتعجب من انتشار
الرداءة في الإنتاج والأذواق متجاهلين أن حاسة التذوق الفني ليست هِبةً من السماء
بل هي انبثاقٌ من تفاعل المكتسب مع الوراثي. الموهبة وحدها لا تصنع فنانا مبدعا
وكذلك لن يصنعه التدريب وحده مهما فعلتَ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire