mercredi 17 août 2022

لِمَنْ أكتب ؟

 

يقولون: "رضاء الناس غاية لا تُدرك".

أقول: رضاء شخص واحد غاية لا تُدرك. ولم أسع ولن أسعى لإدراكها ولا يمكن الوصول إليها حتى وإن أردتُ ذلك ولا يهمني أصلا إدراكها لأنني لستُ داعية لفكرة أو إيديولوجية أو دين أو سياسة ولا أقصد فرض رأيي على أحدٍ بالأمثلة والبراهين بل أدعو كل الناس إلى تجريب وجهة نظر أخرى. "الفكر غير المتحول فكرٌ غير حرٍّ" وأنا أعتبر نفسي مفكرًا حرًّا، لا وصاية لي على أحدٍ ولا أحدٌ وصيٌّ عليَّ. لو أقنعته اليوم فلن أقنعه غدا ولو أقنعته في موضوع فلن أقنعه في كل المواضيع. ولو حصل أن أقنعَ شخصٌ مَا شخصًا آخر بكل أفكاره فالأرجح أن يكون الأول مستبدا أو ساحرًا أو محتالا والثاني مستلب الإرادة أو غبيا أو انتهازيا.

سبق وأن تعرضتُ لنقد شديد حول كتابي الأخير (Le système éducatif au banc des accusés) فعرفتُ أن النقد مؤلمٌ لكنني عرفتُ أيضا أنه مفيد جدا لذلك أحمد الناقد الذي لا يُحمد على إيلام بشري سواه، ولذلك أعذر ردة فعل الذين أنقدهم ولكنني لن أعذرهم في عدم الاستفادة من النقد إن كان صادقًا ونزيهًا، صوابًا كان أو خطأ.

يبدو لي أن الناقد يعيش مأساة مزدوجة، يؤلمه عدم الترحيب بنقده ويؤلمه أكثر عدم الاستفادة منه. الإبستمولوجيا هي معرفة المعرفة أو نقد المعرفة الماضية والحاضرة أو التشكيك في البراديڤمات السائدة أو نزعُ هالة التقديس المضفاةِ خطأً على العلم. في أكثر الأحيان يقبل العالِم النقد ويستفيد منه أيّما استفادة وبه -وبه فقط- يطوّر نظرياته العلمية ويحسّنها ويرتقي بها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire