1.
الجار الأول: قصة واقعية حدثت في عائلة جارٍ زميلٍ، أستاذٌ تعليم ثانوي وصديقٌ
حميمٌ، وهو الأقرب إلىّ قلبي وطبقتي الاجتماعية:
أعرفه عن قربٍ، زميلٌ وصديقٌ وأبٌ لبنتٍ جميلة وولدين
وسيمين، مناضلٌ اجتماعي متميِّزٌ بحصوله على وسام الشغل، مناضلٌ متوسطُ الحالِ،
صامتٌ محترمٌ، زوجته لا تشتغل إلا في شؤون المنزل. أخذ قرضًا من البنك، وعِوَضَ أن
يبني به مسكنا يُكمل فيه سنين عمره المتبقية وهو "امْكَهَّبْ" (مُشرِف) على الستين، خصّص الأب كامل القرض لحاجيات ابنه
المرسّم على نفقته بالجامعات الفرنسية وبقي يسدّد بالتقسيط المتعب والمضني نفقات
الربا البنكي على مدى سنوات متحملا ضنك العيش من أجل أن يتعلم ابنه البكر في أرقى
الجامعات الغربية. أليست هذه قمة في نكران الذات ومثالا يُحتذي به في التضحية من
أجل مستقبل الأبناء ؟ أطلب من دولة ما بعد الثورة أن تكون حنونة وتضحّي من أجل أبنائها الفقراء اقتداءً بحنان هذا الأب المثالي
وحرصه على ضمان مستقبل ابنه العلمي ؟
والحمد لله، نجح الابن وأنهى دراسته الجامعية وتخرّج مهندسا في الاتصالات
واشتغل بفرنسا وفي العطلة المدرسية الماضية، أراد تكريم والديه فاستضافهما على
نفقته في جولة سياحية بفرنسا فأدخل السرور والبهجة والرضاء إلى قلبَيْ والديه
وعوّضهما أحسن وأفضل تعويض على تعب السنين وجازاهما على صبرهما أجمل جزاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire