samedi 29 décembre 2018

ليلى كتبتْ روايةً جديدةً: كلامٌ في الثورة والحب، كلامٌ ممنوعٌ على أقل من سنة عِشق، عِشق المرأة والمستقبل، والمرأة تحلم، تحبل، تحمل، تلد، وتجدّد المستقبل! مواطن العالَم



اختارتني لقراءة روايتها قبل نشرها. لم تخترْني لتضلّعٍ في اللغة العربيةِ ولا لتخصصٍ في النقد الأدبي. اختارتني لسببٍ آخر بعيد كل البعد على كل الكفاءات المعتادة في هذا المجال. اختارتني لِمِسحةٍ من الجِدية تراءت لها فيّ، لذلك حاولتُ أن أكون عند حسن ظنها.
قرأتُها فحملني نصُّها في دوار حد الانتشاء. يا لهذا النصِّ العميقِ الأنيقِ الرقيقِ! نصٌّ، تمتعتُ بشاعريةِ نثره، عذوبةِ قَصِّه، انسيابِ كلماته كالماء في منحدَرٍ خفيفْ، بعض جُمَلِه فائقة الروعة ومجازِه أروعَ.
إلى عشاق اللغة، تمتعوا بما تقوله ليلي الفنانة على لسان أبطال روايتها المحبين الولهانين الفائضين:
-         ملأت أوردته وغطّست في طست الحلم روحه.
-         كان الغمام خوابئ مترعة بخمرة الرحمة.
-         رفع العابرون أصواتهم بالغناء وفي وجوههم لهفة الطين إلى الماء، ومن السماء، يطلبون عودة المياسم التي ضيّعها الامّحاء...
-         وهو يقفز ويترنّم في الطريق التي تتجفّف كمغتسلة من بللها.
-         تلك المرأة، فاكهة الخريف ووشوشة الينابيع، شجر التلّة، مرح السناجب في الربيع، مرج الشتاء، ورق الغار، بريق الماس,
-         واستلقت على الأرض سكرى وقد فاضت عيناها عسل السماء.
-         وجهها.. كيف يرسم غابة ورد في الوجنتين؟ وسديم الضوء في العينين؟ وحبّة الكرز في الشفتين؟ وتلك الأشياء البسيطة بين الصدغ والغمّازتين؟ وذلك البلور الذي يشفّ عن ماء الروح؟
-         ابتسمت ففاحت شجرة الحور وأشعّت أوراقها الذهبية.
-         اقترب منها وأمسك بيديها برفق فارتعشت غابة الورد في وجنتيها وانتشر العبق وامتلأت والطرقات باللّيلك.
-         أمسك بيديها وقبّلها. وجلسا عند شجرة الحور ساكنين.
-         مطرود من جنّتها. ينقذف بعيدا ويظلّ خاويا يطلب الامتلاء.
-         فراحت مع الأجسام في دوار حد التلاشي.. يا لهذا الكون الأنيق.

إمضاء مواطن العالَم
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 29 ديسمبر 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire