dimanche 2 décembre 2018

ظاهرةُ تعدّدِ الأربابِ البشريةِ؟ مواطن العالَم



1.     ربُّ المسيحيين: المسيح
بعثه الله رسولاً، فجعلوه ربًّا يعبدونه. مات المسيحُ أو رُفِعَ، رحمه الله!
2.     أرباب المسيحيين: باباوات الكنيسة
نصّبوا أنفسهم ربوبًا وأخذوا يوزّعون صكوكَ الغفران لدخول الجنة. رحم الله الأولين واللاحقين!
3.     ربُّ الديكارتيين: العقل
هو لم يدّعِ يومًا ذلك، فدعوا باسمه وألّهوه. خذل مريديه وعزل نفسه، قتلته عواطف، رحمه الله رحمة واسعة!
4.     ربُّ الماركسيين ومُخلِّصُهم: البروليتاريا
هي لم تدّعِ يومًا ذلك، فدعت لها الأحزاب الشيوعية، ألّهوها، وحكموا باسمها. بعد سبعين سنة من هيمنة النومنكلتورا، خذلت البروليتاريا مريديها وخانتهم مع الليبراليين والمحافظين، وهمٌ اغتالته الحرية، صوتت لفائدة خصومهم، ماتت الفكرة، رحمها الله!
5.     ربُّ الأمّيين الكسالى: المثقف
"ظهر في القرن التاسع عشر وسوف ينقرضُ في أواخر القرن العشرين أو الواحد وعشرين على أكثر تقديرٍ، فلا معنى لإنسانٍ يفكّر للآخرين. خليقٍ بأي إنسانٍ حرٍّ أن لا يكون محكومًا بفكرِ الآخرين، وجب على كل فردٍ إذن أن يفكّرَ بنفسه". مات المثقف، سارتر تنبأ بقرب ساعته، رحمه الله مسبقًا!
6.     ربُّ سجينِي البراديڤمات الفكرية: الإيديولوجيا
"الإيديولوجيات حرية عند بداية تشكّلِها، جَوْرٌ وطُغيانٌ عند نهاية تشكّلِها". ماتت الإيديولوجيا، تنبأ سارتر أيضًا بقرب ساعتها منذ 1948، رحمها الله مسبقًا!
7.     ربُّ علماء الحياة البيولوجيين الأرتدوكسيين: ADN
كانوا يعتقدون أن ADN بجيناته الثلاثين ألف، قادرٌ على تحديد صفاتنا وسلوكاتنا مسبقًا. قتله أساتذتي، علماء ما بعد الوراثي 
(L`épigenèse: Interaction entre l`inné et l`acquis)، 
رحم الله ألوهيتَه!
8.     ربُّ الحداثيين المستلَبين المبهورين: المركزية الأوروبية والدولة-الأمة (Eurocentrisme et État-nation)
فككها الفلاسفة منتقدو الحداثة من أمثال نيتشه وفوكو وإدڤار موران (يجب إعادة أنسنة الإنسانية) وميشيل أونفري (تفسّخ الحضارة اليهودية-المسيحية). ماتت الدولة-الأمة أو في طريقها إلى الفناء وأولها في القائمة دولة إسرائيل اليهودية العنصرية الإرهابية ودولة داعش الإسلامية العنصرية الإرهابية أيضًا، قتلها المتدينون المتزمّتون القوميون العنصريون المتعصبون، رحمها الله مسبقًا!
9.     ربُّ السياسيين الانتهازيين: الأحزاب
سوف تقتلهم الحركات الشعبية العفوية المنظمة ذاتيًّا، هم في حالة احتضارٍ، رحم الله مسبقًا جميع الأحزاب في العالَم!
10.                        رب الرأسماليين الجشعين الإمبرياليين: الدوائر المالية العالمية
ربٌّ قويٌّ وفتِيٌّ قضى نهائيًّا على مفهوم السيادة للشعب وأصبح يتحكم في مصائرنا دون وسيط. يا الله عجِّلْ بزواله، رحمه الله مسبقًا!
11.                        ربُّ الغربيين الاستعماريين: الهيمنة عن طريق المراقبة السائلة (زيجمونت باومان)
ربٌّ يراقب من السماء عن طريق الأقمار الصناعية، يرانا ولا نراه، يتهم، يدين، يقرر، يحكم، لا يهمل ولا يمهل، ودون انتظارِ استئنافٍ أو تعقيبٍ يبعث طيارة دون طيار وحكمه يُنفِّذ. لا نملك سلاحًا ضده إلا الدعاء عليه، الله يهلكه، لا تجوز عليه الرحمة!
12.                        ربُّ السلفيين الجهاديين: داعش
ربٌّ يقطع الرقاب ويحرق بالنار، ربٌّ منتحلٌ لصفة الله سبحانه وتعالى،  ربٌّ نَسِيَ أن الله يغفر كل شيء إلا انتحال صفته. تُوفِّيَت داعش والحمد لله!
13.                        ربُّ المستثمرين: الربحُ
قدّموا من أجله قوتَ العاملِ وعرقَه قُرْبانًا، أشعلوا من أجله حروبًا وأبادوا وضحّوا بملايين الفقراء (منذ تأسيسها، أي منذ 500 عامًا، شنّت أمريكا الشمالية الرأسمالية لوحدها على الدول الضعيفة 200 حربًا استباقية، آخرها ضد العراق وأفغانستان واليمن)، لوّثوا الأرضَ، جوفَها وجوَّها وبحرَها. في تونس، أول طعنة أخذها هذا الربّ، جاءته من الجمنين في تجربتهم الرائدة: خلعوا المستثمر بالضربة القاضية ولم يُنجِدْه ربه الربحُ، ومن أجل خدمةِ المصلحة العامة تطوّعَ عشرةُ أنفارٍ منهم مجانًا لتسيير التجربة، وتنازل عمال الواحة الـ130عن تقاسم المحصولِ، فذهب كل ثمن الصابة لمصلحة القرية الآمنة بعد ما كان يذهب في جيبِ مستثمرٍ واحد. نكرانٌ للذاتِ وتحدٍّ للأنانيةِ، إعلانُ بقربِ زوالِ معبود الرأسماليين الربحُ، هزمته جمنة، ادعوا له بتسريعِ لفظِ أنفاسهِ الأخيرةِ.

خاتمة: عدّدتُهم لتحذَروهم، كلهم ظلمة عنصريين إقصائيين، أربابٌ من صنعِ البشرِ ومن طينتِهم، ولا يبقى فيها إلا الباقِي، الواحدُ، العالِي، المُجَرَّدُ، الرحمانُ، الرحيمُ، يُمْهِلُ ولا يُهْمِلُ، ربُّ العالمينَ، مسلمينَ وغير مسلمينَ، وربُّ الحيوانِ والنباتِ والجمادِ.

إمضائي
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"الأساتذةُ لا يَفهَمونَ أن تلامذتَهم لا يَفهَمونَ" باشلار
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 3 ديسمبر 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire