samedi 15 mars 2014

حضرت اليوم حفل تكريم زميلي و صديقي و رفيقي في النضال النقابي رضا بركاتي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

حضرت اليوم حفل تكريم زميلي  و صديقي و رفيقي في النضال النقابي رضا بركاتي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المناسبة: إحالته على التقاعد في سن الستين.
المكان: معهد برج السدرية بحمام الشط و لاية بنعروس.
الحضور: 60 أستاذ، 25 امرأة و 35 رجل.
الجهة المنظمة: سمير خليفي (أستاذ بالمعهد و عضو النقابة الأساسية بحمام الشط) و إدارة المعهد.
كرم الضيافة: حلويات تقليدية أنواع و أشكال و  و كوكا و شويبس و ڤاتو.

أشرف على الحفل سمير خليفي. افتتح التكريم ثم أحال الكلمة إلى السيد طارق الرزڤي مدير المعهد، و بعده مباشرة جاء دوري أنا.

كلمتي:
في معهدي الذي عشت فيه عشرون سنة من أخصب سنوات التعليم في حياتي المهنية، أرحّب بالزملاء الأعزاء و ضيوفنا الكرام، و أرجو من حضرتكم الإنصات إلى هذه الكلمة غير المرتجلة، و التي حاولت -  خلال خمسة عشر يومًا (يومًا: تمييز منصوب و قد استشرت لغويا صديقي لسعد النجار، أستاذ العربية القدير بإعدادية أسد بن الفرات بحمام الشط و عضو النقابة الأساسية بحمام الشط) - حاولت تنقيتها من الشوائب بهدف الابتعاد عن الذاتية و الاقتراب بها - قدر المستطاع - من الموضوعية.

يشرفني اليوم أن أشارك في تكريم زميلي  و صديقي و رفيقي في النضال النقابي رضا بركاتي.
عرفت رضا لأول مرة بهذا المعهد منذ عشرين سنة.
قال الفيلسوف و الناقد الأدبي و السينمائي الفرنسي جيل دولوز: "من يتحدث أو يتكلم و من يفعل أو يتحرك و من يعمل ؟ إنه دائما تعدّد وكثرة، حتى داخل الشخص الذي يتحدث أو يفعل". 
في نصف الطريق، اكتشفت في رضا شخصيتين: رضا المثقف و رضا السياسي.
رضا المثقف، هو صديقي الحميم، أما رضا السياسي، فهو اتجاهي المعاكس المستديم.

سأتحدث اليوم عن الصديق و أترك الحديث عن المعاكس إلى مناسبات أخرى، و لكل مقام مقال:
رضا، أستاذ جِدي و مجتهد. رضا يحب تلامذته و يمزح معهم و يصادقهم دون عُقدِ، مع المحافظة على مسافة بيداغوجية ضرورية من الاحترام المتبادل، إن هذه العلاقة العاطفية التربوية مع التلاميذ و هذه المسافة البيداغوجية من التلاميذ تخدمان مصلحة التلميذ قبل أن تخدما مصلحة الأستاذ لو كانوا يعلمون.

رضا - قبل و بعد الثورة - ناشط بارز في نوادي السينما، و ناشط بارز أيضا في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و أحد أبرز مؤسسي المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب في عهد بن علي.

رضا، ناقد أدبي و سينمائي، و صحفي مجاز، و كاتب مبتدئ، و قد قرأت له بعض المقالات النقدية الفنية في جريدة الشعب و عدة قصص قصيرة مجمّعة في كتاب بعنوان "غربال الضوء".

رضا، نقابي قاعدي. فضّل النضال في النقابة الأساسية بحمام الشط رغم العروض الملحّة للانضمام ثانية إلى النقابة الجهوية ببنعروس. كنت أتبادل أنا و إياه تنشيط أيام الإضرابات  في هذه القاعة بالذات، و لم نختلف يوما في دفاعنا عن كرامة الأستاذ و لا في نقدنا العلني الصريح و اللاذع للبيروقراطية النقابية المتمثلة في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل و "اعبيدهم" و مرتزقتهم و مأجوريهم و مأموريهم.

بيني و بين رضا المثقف ساعات صفاء بالمقهى - و هي لذيذة، لكنها  للأسف قليلة - أعرض عليه خلالها الجديد مما قرأت، فأجد بحره أعمق من بحري، و معلوماته أوفر من معلوماتي في المجالات الثقافية الأدبية و الفنية، و الشيء من مأتاه لا يُستغرب في هذه الحالة، فهو مختص في العلوم الإنسانية و أنا مختص في العلوم البيولوجية.

أغتنم هذه الفرصة و هذا المنبر لتوجيه التحية لعائلة رضا بركاتي المناضلة بڤعفور الصامدة، و أخص بالذكر منها شقيقه نبيل بركاتي شهيد الحرية و العدالة الاجتماعية. ولد النبيل في 31 ماي1961 بقعفور، و اغتيل الشاب الحالم بمستقبل أفضل لتونس و للتونسيين جميعا، اغتيل بمسقط رأسه في 8 ماي 1987، اغتالته الأيادي القذرة لجلادي بن علي، الذي كان وقتها على رأس وزارة الداخلية، في آخر عهد بورقيبة.

أغتنم هذه الفرصة أيضا لتوجيه تحية خاصة إلى زميلتي العزيزة أستاذة الرياضيات القديرة، السيدة الهادئة اللطيفة، مامية زوجة رضا. يقولون أن "وراء كل رجل عظيم امرأة"، و أنا أقول أن مامية زوجة رضا ربما كانت جنبه،  أو ربما كانت غير ثابتة كالفراشة، مرة قبله و مرة بعده، فهنيئا لرضا بمامية، و هنيئا لمامية برضا، و هنيئا لنا بهما الاثنين، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 15 مارس 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire