lundi 3 mars 2014

حضرت اليوم ندوة حول التعليم نظمها الحزب الجمهوري، فرع حمام الشط. مواطن العالَم د. محمد كشكار

حضرت اليوم ندوة حول التعليم نظمها الحزب الجمهوري، فرع حمام الشط. مواطن العالَم د. محمد كشكار

التاريخ: السبت 1 مارس  2014، على الساعة الثانية و نصف بعد الزوال. دامت الندوة تقريبا ساعة و كانت أخف ندوة من الندوات الثقافية التي شاركت فيها. و من أهم إيجابياتها أن المسؤول الحزبي الحاضر، أحمد نجيب الشابي لم يحتكر الكلمة، لا بل فسح المجال للمتدخلين و اكتفى هو بكلمة ختامية مختصرة جدا، لم تدم إلا عشر دقائق.
المكان: القاعة الصغرى بقصر بلدية حمام الشط.
الحضور: حوالي 35 مشارك منهم 5 نساء.
الجهة المنظمة: الحزب الجمهوري، فرع حمام الشط. ندوة فكرية تحت إشراف رئيس الحزب الأستاذ نجيب الشابي.

أ‌.        نص التدخلات:
I.                  المتدخل الأول: أستاذ
تطرق إلى موضوع العنف في المؤسسات التربوية و أدانه بحماس و شدة و أدان أيضا ظاهرة الغش و حمّل المسؤولية للتلميذ وحده.

II.               المتدخل الثاني: صديقي التهامي الشايب، متفقد طفولة
أشار إلى ما لم يشر - عادة - إليه أحد و تطرق إلى موضوع لا يتطرق - عادة - إليه أحد، و هو موضوع التربية ما قبل المدرسية، أعني الروضات و التعليم التحضيري في سن الخمس سنوات.

III.           المتدخل الثالث: محمد كشكار
لقد أعددت مسبقا ورقة مكتوبة للغرض و عنوانها "طرح بعض الإشكاليات العامة في التعليم التونسي"، و هذا ما ورد فيها مع إضافات أو تحويرات بسيطة للضرورة، لقد شرحت شفويا الإشكاليات  التالية بصفة مقتضبة جدا:
1.    التعليم في تونس هرم مقلوب.
2.    خطأ التلميذ محرك القسم.
3.    الغش مسؤولية الجميع.
4.    مضار تبسيط المفاهيم.

5.    نبدأ بطرح الأوهام الثلاثة المقترحة لحل إشكاليات التعليم:
-         الاعتقاد أن الحل يكمن في الرجوع إلى الماضي و هم عادة من المتقدمين أو المتوسطين في السن، أن تعليمهم القديم أفضل و أجدى من التعليم الحالي و أن جيلهم أذكى من هذا الجيل.
-         يعتقد أصحاب الوهم الثاني أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ستجيب على كل الإشكاليات المطروحة و أن الحاسوب سيأخذ مكان المدرس.
-         أما دعاة الوهم الثالث فيقولون أنه يكفي أن تقوم بالدرس حتى يتعلّم التلاميذ و لا فائدة من التفلسف في الموضوع.

6.         نذكّر ببعض النماذج التعلّمية المستعملة:
-         التعلّم عن طريق التقليد.
-         التعلّم التقليدي عن طريق التلقين.
-         التعلّم عن طريق العقوبة و الجزاء.
7.    التعلّم عن طريق البناء المعرفي الاجتماعي: تنشيط الذكاء المحتمل لدى التلميذ.
8.    وسائل التعلّم:
-         معرفة تصورات التلميذ قبل الشروع في الحصة.
-         بعض صفات التلميذ: أواجه نفسي بمعلومات مغايرة و مختلفة. أتراجع ثم أتكئ وقتيا على تصوراتي القديمة. أنهض و أستوعب ثم أكتسب التصورات العلمية الجديدة و أنطلق.
-         بعض صفات المدرس: عليه خلق رغبة التعلّم عند التلميذ و توفير المحيط المناسب لها.
9.    إشكاليات التفقد.
10.          تعليم الستينات و النموذج الفنلندي: تشابه في الشكل و تناقض في المضمون.
11.          المجالات المنسية في تكوين مدرسي العلوم: الإبستمولوجيا، تاريخ العلوم، المنهجية.
12.          حالة البنية التحتية و التجهيزات المخبرية و البيداغوجية في المؤسسات التربوية.

13.          موقف من ظاهرة تعنيف التلاميذ من قبل المدرسين: أعي جيدا أن زملائي المدرسين (ابتدائي و إعدادي و ثانوي و عالي) يتعرضون أيضا إلى ظاهرة العنف اليومي من قبل بعض التلاميذ أو بعض الأولياء، لكنني - منهجيا - اخترت اليوم أن أتناول فقط ظاهرة تعنيف التلاميذ من قبل المدرسين:
أولا العنف لا يُعالج بالعنف و الخطأ لا يُصلح بخطأ أفظع منه.


ثانيا يبدو لي أن التجاء المدرس لتعنيف التلميذ هو أكبر دليل على فشله البيداغوجي في تبليغ رسالته. وفاقد الشيء لا يعطيه في هذه الحالة، أعني أن المدرّس (ابتدائي و إعدادي و ثانوي و عالي) لم يدرُس جامعيا البيداغوجيا (كيفية التدريس) و لا التعلمية (كيفية تقبّل المعرفة من قبل التلميذ) و لا أعتبر الندوات البيداغوجية التكوينية في مراكز التكوين الجهوية تحت إشراف المتفقدين، لا أعتبرها تكوينا أكاديميا كافيا لأن المتفقد نفسه لم يدرُس جامعيا البيداغوجيا و لا التعلمية و لا علم التقييم و لا علم نفس الطفل و لا علم التواصل و يصح على المتفقد ما يصح على المدرس: "فاقد الشيء لا يعطيه". ماذا بقي إذن للمعلم غير المجتهد ذاتيا؟ بقي له - للأسف الشديد - سلاح العنف لكي "يسيطر" على قسمه.

ثالثا، هذا الموقف التي اتخذته من ظاهرة تعنيف التلميذ من قبل المدرس، لا يعني البتة أن المدرس لا يخطئ و أنا أقر أنني أخطأت عديد المرات لكن هذا لا يمنعني من تدارك نفسي و محاولة إصلاح أخطائي و لا يمنعني أيضا من إدانة ظاهرة تعنيف التلميذ من قبل المدرس (أدين طبعا تعنيف المدرس من قبل التلاميذ أو الأولياء) إدانة شديدة لأنها تتنافى مع قداسة الحرمة الجسدية للإنسان ( و خاصة الطفل لأنه يمثل الحلقة الأضعف بدنيا و ذهنيا). يرد بعض المدرسين مبرّرين العنف بقولهم: و كيف نسيطر على قسم فيه 30 تلميذ يشوّش؟ من طبيعة التلميذ يشوّش أن لكن من غير الطبيعي أن نعاقبه بالضرب. ما هي الحلول للسيطرة على القسم؟ أولا، المدرس ليس مطالبا بالسيطرة على القسم كما يفهمها بعض المربين، و ثانيا، قبل البحث عن الحلول و البدائل، علينا تجريم العنف و تحريمه بكل وضوح و هذا ما كنت أقوله لبعض زملائي الذين يبدؤون بتعنيف التلميذ و عندما يرد التلميذ عنفا بعنف، يقدمون فيه تقريرا مطالبين بتأديبه: يا زميلي العزيز، لو بدأت بالاعتداء على تلميذ، يسقط حقك في تأديبه حتى لو رد عنفك بعنف، بل يصبح من واجبك الاعتذار للتلميذ و الولي و للأسرة التربوية عموما، و عليك أن تخفض لهم جميعا جناح الذل لعلك تستفيد من خطئك و لا تكرره أبدا.

IV.            المتدخل الرابع: صديقي فاضل رواشد، مرشد بيداغوجي في التعليم الابتدائي
أكد على مراجعة البرامج و أشار إلى أهمية توفير الوسائل التعليمية و خاصة في المرحلة الابتدائية.

V.               المتدخل الخامس: صديقي التهامي الشايب، متفقد طفولة
رجع للحديث حول أهمية التعليم ما قبل المدرسي و قال جملته المنقولة و المشهورة "Tout se joue avant 6 ans "

ب‌.    ختْم الندوة من قبل الأستاذ نجيب الشابي:
قال أنه استفاد من تدخلات المشاركين ثم أضاف منتقدا سياسة الانتقاء التي سادت قديما في المناظرات الوطنية (السيزيام و النوفيام و الباكلوريا) و هو يستبشر خيرا بدمقرطة التعليم و منح الفرص لأكثر عدد ممكن من التلاميذ للوصول إلى الجامعة عكس ما كان سائدا في الستينات و السبعينات من القرن الماضي. أشاد بالنظام التربوي الألماني لأنه ردّ الاعتبار للتعليم التقني (بعد مرحلة التعليم الأساسي التي تدوم 10 سنوات، يُوجّه ما يقارب السبعين في المائة من الناجحين إلى شعب تقنية قد تؤدي إلى الجامعة إذا رغب التلميذ في ذلك). تحدث أيضا على إمكانية مجانية التعليم مع وجبة يومية مجانية مثل ما هو معمول به اليوم في فنلندا، الدولة الرأسمالية المتقدمة جدا و الناجحة جدا في التعليم). أنهى تدخله القصير بتوصية موجهة إلى الجامعة الحزبية ببنعروس تحثهم على تنظيم ندوات تفكير حول التعليم و أمر بإحداث لجنة مختصة.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 2 مارس 2014.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire