dimanche 9 mars 2014

قاهر وزارة التربية الفرنسية: أستاذ ثانوي يسند لكل تلامذته دَومًا 20 على 20. مواطن العالَم د. محمد كشكار



قاهر وزارة التربية الفرنسية: أستاذ ثانوي يسند لكل تلامذته دَومًا 20 على 20. مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 8 نوفمبر 2012.

مَن هو قاهر وزارة التربية الفرنسية؟
هو أستاذ ثانوي يسند دوما لكل تلامذته 20 على 20.
م، هو مواطن العالَم د. محمد كشكار؟
هو مترجم مبتدئ و صياد هاو للمفاهيم و التصورات و التمثلات غير العلمية حيث ما وُلدت و حيث ما انتشرت كالسرطان في العالم و خاصة في جسمنا العربي - الإسلامي.

الزمان: العشرية الأولى من القرن 21.
المكان: معهد ثانوي عمومي بباريس.
البطل: أستاذ ثانوي مختص في تدريس التاريخ.
Pascal Diard
Lycée Suger à Saint Denis
Site:

http://lesempecheursdenseignerenrang.over-blog.org/article-pascal-diard-1ere-partie-stage-sud-education-creteil-liberalisme-et-management-a-l-ecole-102524050.html


الخبر كما وصلني بالسماع و ليس بالمعاينة:
أستاذ أقام وزارة التربية الفرنسية منذ سنوات و لم يقعدها حتى الآن لأنه قرر فجأة أن يسند لكل تلامذته دوما 20 على 20 في كل الامتحانات الرسمية و غير الرسمية داخل المعهد الذي يدرس فيه بباريس.
حجته في ذلك أن الأعداد الجزائية المسندة إلى التلامذة هي بالأساس أعداد تقييميه اعتباطية و قد تصدم أو تؤلم أو تحبط أو تخيف أو تفزع التلميذ، لذلك رأى بطل قصتنا و ارتأى أن واجبه يحتم عليه عدم إرباك أحبته التلاميذ.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الأستاذ المتنطع و الثائر على قوانين وزارة التربية الفرنسية يرى أن لا وصاية على الأستاذ في المسائل البيداغوجية و من بين هذه الأخيرة حرية إسناد الأعداد كما يشاء هو لا كما يشاء وزير التربية. حتى و لو لم أجرؤ طوال حياتي المهنية على فعل ما فعل لكنني تمنيت في داخلي أن أفعل ما فعل، فأنا متعاطف مبدئيا مع زميلي الفرنسي و أؤيد تبريره المنطقي دفاعا عن سيادة و حرية الأستاذ داخل قسمه و اقتناعا مني باعتباطية الأعداد (تظهر هذا الاعتباطية أساسا في أن مَن يسند الأعداد و يقيّم التلاميذ لم يدرس أكاديميا و لو شهرا واحدا "علم التقييم" فمدرّسنا إذن مثَلُه كمَثَلِ "تاجر يقدّر وزن سلعة دون ميزان"، أتوجد اعتباطية أكثر من هذه الاعتباطية؟

حاولت الوزارة ثنيه عن صنيعه هذا فلم تفلح في ردعه، لا بالجزرة و لا بالعصا. قاموا بتفقده قصد إرهابه 8 مرات خلال 11 عاما تدريس. عرضت عليه الوزارة القيام بعمل إداري و الاستقالة من التدريس فرفض. "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، أرادت الوزارة إسكاته و إخماد صوته فذاع على العكس صيته في كامل التراب الفرنسي و تأسست من أجل حمايته و مساندته لجنة قومية و تكوّن حول هذه الأخيرة حزام نقابي يضم الآلاف من المتعاطفين الفرنسيين و غير الفرنسيين و حصل لي الشرف أن أكون واحدا منهم و لو بالإيمان بقضيته فقط و قد بلّغته فعلا تحياتي عن طريق ابن أختي، زميله في نفس المعهد. عن ابن أختي قال: أن زميله تنازل أخيرا قليلا لصالح الوزارة و أصبح يسند لتلامذته أعدادا أقل من 20 لكن تفوق 17 على 20.

مع العلم أن بطل قصتنا الواقعية هذه، هو أستاذ تاريخ كفء و قدير و من تجلياته أنه عندما يدرّس تاريخ حركة المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، يستدعي إلى القسم بطلا من أبطالها الناجين و من إنجازاته أيضا أنه يؤطر و يحث تلامذة الباكلوريا على البحث العلمي و بواسطة علاقاته الثقافية و الصحفية و الجمعياتية يسهّل لهم نشر إنتاجهم الفكري في مجلات مختصة و يساعدهم على إخراج أقراص رقمية مضغوطة تروي التاريخ بأسلوب بيداغوجي و طريقة تعلّمية إلى تلامذة المعهد و تلامذة المعاهد الأخرى.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire