lundi 10 mars 2014

موقف مبدئي، عاطفي، انطباعي، ظرفي، اعتباطي، فوضوي- سَمِّهِ ما شئت - المهم أنه معاكس للسائد لدى اليمين الإسلامي (قيادة النهضة) و اليسار الماركسي-القومي (قيادة الجبهة الشعبية). مواطن العالَم د. محمد كشكار (يساري غير ماركسي و غير منتم لأي حزب أو جمعية)

موقف مبدئي، عاطفي، انطباعي، ظرفي، اعتباطي، فوضوي- سَمِّهِ ما شئت - المهم أنه معاكس للسائد لدى اليمين الإسلامي (قيادة النهضة) و اليسار الماركسي-القومي (قيادة الجبهة الشعبية). مواطن العالَم د. محمد كشكار (يساري غير ماركسي و غير منتم لأي حزب أو جمعية)

تعليق حول ما بُثَّ بقناة "التونسية"، في برنامج سمير الوافي "لمَن يجرؤ فقط"، الأحد 9 مارس 2014، الساعة التاسعة ليلا:
لأول مرة بعد الثورة أتعاطف مع عبد الرؤوف العيادي (الشخصية المكروهة عادة من قِبل اليسار الماركسي و القومي، رغم ماضيه اليساري بحركة "برسبكتيف" و ماضيه النضالي الحقوقي ضد نظام بن علي)، أتعاطف معه ضد منتقديه من رموز "التجمّع الدستوري الديمقراطي"، و أؤيده و أحيّيه في تمسّكه بـ"قانون تحصين الثورة"، الإجراء الثوري الذي يتمثل في الإقصاء السياسي لرموز التجمّع و ذلك بحرمانهم من الترشح و الانتخاب لمدة خمس أو عشر سنوات متتالية، و هذا في نظري يُعدّ أضعف الإيمان بالثورة، و لا تعارضني بقولك، خاصة عندما تصدر المعارضة من يساري معارض و ليس موالي لبن علي: هات ملفات لإدانتهم. فأرد عليك صارخا غاضبا: و هل طلب الثوار المهمشون ملفات بن علي و الطرابلسية قبل الإطاحة بهم؟ و أضيف مزمجرا: و هل نحتاج إلى ملفات حتى ندين رموز التجمّع؟ و أنهي بأدب و عقلانية:  صفتهم و منزلتهم في التجمع تكفي لإدانتهم، إدانة سياسية و ليست قضائية، و هذا ما نطلبه و هو أضعف الإيمان بالثورة.

أضعف الإيمان بالثورة الذي تخلى عنه - للأسف الشديد - اليسار الماركسي المـ"تجمّع" في الجبهة الشعبية، هذه الجبهة التي وضعت اليد في اليد - تكتيكيا أو استراتيجيا، أمر لا يعنيني - مع عدو الأمس "رموز الدساترة و التجمّعيين" و أحيتهم بعد ما حكمت عليهم الثورة بالموت السياسي الأبدي - و إلا ضد مَن قامت الثورة؟ أجيبوني بربكم يا جبهويين - و أقول عدو الأمس و ليس خصم سياسي الأمس، لأن العدو السياسي هو الذي يقتل و يعذب و يسجن و يشرّد و ينفي و يجوّع و يروّع و يرهب و يرعب عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء طيلة ستين عاما من حكمه (قلة منهم تنتمي لليسار الماركسي أو التيار القومي و الأغلبية تنتمي للتيار الإسلامي و خاصة حركة الاتجاه الإسلامي التي أصبحت حركة النهضة لاحقا). كيف بربكم تبررون ما لا يتبرر، كيف تتحالفون أو تلتقون - ليس المهم في الكلمة، المهم في الفعل و قد حصل - مع مَن صنّفه ماركس بنفسه كعدو طبقي، و هو فعلا مستغل الطبقة العاملة التي تدعون الدفاع عنها، و أنتم في الواقع تدافعون على امتيازاتكم و مصالحكم الضيقة المادية منها و المعنوية كبرجوازية صغيرة، و قد قال ماركس فيكم ما لم يقله مالك في الخمر، قال بما معناه: البرجوازية الصغيرة فئة انتهازية متذبذبة محدودة و أقصى طموحها يتمثل في الالتحاق السريع بالطبقة البرجوازية الكبيرة.

تاريخ أول نشر على النت: الاثنين 10 مارس 2014.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire