محاولة فلسفية رابعة: أفكار
تعارض السائد و قد تحرّك الراكد! جزء 2. مواطن العالَم د. محمد كشكار
كلمة فلسفة تعني حرفيا حب الحكمة و
أنا أعشق الحكمة منذ وعيت هذه الدنيا فأنا إذا فيلسوف بالقوة (بالمعنى الفلسفي
لمفهوم القوة) حتى و إن لم أكن فيلسوفا بالفعل. الفلسفة هي تساؤل و تأويل و تفكير
حول العالم و الوجود الإنساني و هذا ما أفعله عن هواية بهدف تقصير زمن انتظار
الموت
أطرح الإشكاليات التالية
للنقاش؟ إشكاليات لا رابط ظاهر بينها
1. يقولون: " الشك طريق إلى اليقين
أقول: يختلف
التفكير الديني و التفكير العلمي و لا يلتقيان إلا في المقاصد الأخلاقية السامية و
في رفض هذه المقولة. أما الأول فيرفضها لأنه مبني على اليقين من أساسه و لا يحتاج
للشك كطريق للوصول إلى اليقين لأنه يقين و تسليم من بدايته إلى آخرته. أما الثاني فيرفضها
لأنه يعتبر الشك طريقا إلى شك أكثر تعقيدا و ليس من مهامه و لا من أهدافه الوصول
إلى اليقين فلو وصل إلى اليقين لا قدّر الله، لتوقف إنتاجه و نفى نفسه بنفسه لأنه
بطبيعته دائما مُعرّض و قابل للدحض و التكذيب
2. يقولون: " الإنسان أناني بطبعه و الفنان موهوب بطبعه و
العربي عنيف بطبعه و المسلم إرهابي بطبعه و الغربي متحضّر بطبعه و اليهودي بخيل
بطبعه و المسيحي متسامح بطبعه و غيرها من الصفات البشرية المنسوبة خطأ إلى الطبع و
الموروث
أقول: ماذا يعني
بطبعه؟ هل كُتبت هذه الصفات برموز الشفرة الجينية على جينات البشر قبل ولادتهم؟ طبعا
سيكون الجواب العلمي بالنفي، إذا كان الغربي متحضّرا بطبعه فمن يا تُرى يرمينا
بالقنابل العنقودية المحرّمة دوليا و من يحرقنا بالفوسفور الأبيض و بالنابالم؟ و
إذا كان المسلم إرهابيا بطبعه فمِن أين أتانا أحمد زويل و فاروق الباز و نجيب
محفوظ و محمد الأوسط العياري و فرحات حشاد؟ و إذا كان العربي عنيفا بطبعه فمن أين
أتانا نزار قباني و محمود درويش و صادق جلال العظم و نوال السعداوي و أم كلثوم و
نجاة الصغيرة و فيروز و مارسيل؟ نحن نعرف أن رموز الشفرة الجينية تكون موروثا مشتركا
بين الكائنات الحية، فلو أخذنا مثلا الجينة البشرية المسؤولة عن صناعة هرمون
الأنسولين في الجسم و أدرجناها بيوتكنولوجيا في الحمض النووي لخلية بكتيريا لصنعت هذه
الأخيرة لنا أنسولين بمواصفات بشرية و ليست بكتيرية. و هنا أطرح السؤال الإنكاري
التالي: هل توجد جينات بشرية مسؤولة عن ظهور قدرات ذهنية كالذكاء و العنف و الفن؟
إلى حد الآن لم يثبت العلم ذلك. مع العلم أن الإنسان و القرد يشتركان في ما يقارب
99 في المائة من طبيعة و تركيب جينات الحمض النووي و الواحد المتبقي وحده أنتج كل
هذا الفرق في الذكاء بتفاعله مع المحيط نتيجة نقلة نوعية وقعت إثر خطأ كيميائي في
الحمض النووي البشري لذلك لا يمكن للقرد أن يصبح بشرا حتى و لو علمناه و دربناه
لأنه لم يرث مخا بشريا اكتسب تطوره و تعقده عبر ملايين السنين. و مع العلم أيضا أن
عدد الجينات عند الإنسان لا يتخطى الثلاثين ألف و هي عاجزة مثلا عن التخطيط الكامل
مسبقا لمليون مليار من الوصلات العصبية بين الخلايا العصبية داخل المخ البشري
3. يقولون: "ما لقيصر لقيصر و ما لله لله
أقول: نسوا أو تناسوا
أن الله لا يأخذ شيئا و لا يحتاج شيئا من الأرض و البشر. كل ما خصصوه زورا لله، ماديا
كان أو مجردا، قد أخذه قيصر أيضا و لم يترك للمعذبين في الأرض و الآخرة شيئا
4. يقولون: "يحب الإنسان بقلبه و يفكّر بعقله
أقول: ينبثق الحب
و التفكير من المخ و لا دخل مباشر للقلب في المشاعر و الإحساس إلا كعضو مثل باقي
الأعضاء يتفاعل إيجابيا مع المخ، يمدّه بمعلومات و يأخذ منه معلومات. لا يمثل المخ
قائد فرقة متسلط على أفراد جوقته المتكونة من باقي الأعضاء، المخ قائد ديمقراطي
يستشير باقي الأعضاء في الصغيرة و الكبيرة و لا يعطي أوامر إلا في كنف التناغم و
التنسيق مع باقي أعضاء الجسم، يتساوى في هذا صغيرهم مع كبيرهم. و من قال: أحب
بقلبي، كمن قال: أحب بعضلة ذراعي. و الدليل المادي التجريبي على سلامة هذا الطرح الأخير
هو الآتي: لو قام طبيب بعملية زرع قلب، من شخص ميت حديثا، و هو المانح بموافقته
مسبقا أو بموافقة عائلته مؤخرا، إلى شخص مستفيد، فمشاعر المانح و عواطفه و أحاسيسه
لا تنتقل مع قلبه إلى المستفيد و يحافظ المستفيد على نفس مشاعره التي كان يملكها و
لا زال قبل و بعد تعويض قلبه الوراثي المريض بقلب سليم لشخص آخر. لننتظر قليلا عملية
زرع المخ المستقبلية حتى نتكلم و بتحفظ عن انتقال المشاعر و التفكير من المانح
الميت إلى المستفيد الحي لأن الإنسان السليم بدنيا لا يفكر مثل الإنسان المعوق و
لا يعني هذا أنه يفكر أحسن منه بل هو مختلف عنه فقط
5. يقولون: "بدون مجاملة" عندما يخاطب الصديق صديقه
أقول: أطرح هنا
سؤالا على محدثي و صديقي: لماذا يا صديقي لا تجاملني دون أن تنافقني و تحرمني من
كلمات رقيقة تقولها لي صدقا عوض أن تقولها نفاقا لغير الأصدقاء
6. بكل تواضع، أعتبر
نفسي من أكثر الناس انضباطا في عملي و وفيّ بالتزاماتي و حريص على واجباتي و محافظ
على مواعيدي لكنني في الوقت نفسه أعادي النظام بالمفهوم المتعارف عليه لمعنى النظام
في الثقافة السائدة. النظام السائد هو نظام مركزي يسود فيه رئيس الجوقة بقية
الموسيقيين و هم مسلوبي الإرادة رغم مشاركتهم الفعالة في الأداء. النظام الذي أصبو
إليه هو نظام نابع من الذات و في تفاعل مستمر مع الذوات الأخرى دون الحاجة إلى
قائد أو تخطيط مسبق أو عوامل خارجة عن إرادتنا تسيّرنا. نظام بشري ذاتي مثل النظام
السائد داخل خلية النحل لكن يتميز عن النحل بوعي البشر بما يفعلون
7. يقولون: "خلية النحل تحكمها نحلة ملكة
أقول: هي الملكة
الوحيدة التي تملك و لا تحكم شيئا و لا تمارس أي نوع من التسلط أو التحكم، و يا حبّذا
لو تشبّه بها كل الملوك و الرؤساء، لأن تنظيم خلية النحل هو تنظيم ذاتي تقوم فيه
كل نحلة بدورها الوراثي الجزئي الغريزي البسيط دون تلقي أوامر من الملكة و دون
انتظار جزاء منها. تنبثق عن هذا التنظيم الغريزي الذاتي لأفعال النحل خلية غاية في
الروعة ذات تصميم هندسي إنشائي رائع لا يقدر على تقليده أكفأ مهندسي أمريكا و تسود خلية النحل ديمقراطية
غريزية منبثقة من تطور بيولوجي دام ملايين السنين و نظام محكم و توزيع أدوار دون
منافسة و استبطان ذاتي حر و مستقل للانضباط للقانون. تسود داخل مجتمع النحل ديمقراطية
غريزية، مجتمع يحكم نفسه بنفسه بالمعنى الحرفي و ليس المجازي للكلمة. ديمقراطية لم
يحلم بها أفلاطون و لا الفارابي في مدينتيهما
الفاضلتين
8. يقولون: "لا يكون الإنسان وطنيّا إلا عندما ينحاز لقضايا
بلده العادلة دون البلدان الأخرى
أقول: لماذا لا
ينحاز في نفس الوقت لكل القضايا العادلة في العالم بما فيهم قضية وطنه و يصبح عندئذ
مواطنا عالميا. فهل هذه العالمية تكمّله و تجمّله أم تعيبه؟ يعيب مواطن العالم على
المواطن الوطني ضِيقَ أفقه و انغلاقه على بني وطنه و عنصريته ضد الأجانب و إقصائه
للآخر؟ فماذا يعيب الوطني على العالمي؟ تنغرس جذور مواطن العالم في وطنه كما تنغرس
جذور النخلة في الأرض و تنتشر فروعه في كل أوطان العالم كما ترتفع أوراق النخلة
محلقة حرة في الجو العالي النظيف، يحب المواطن العالمي و يعشق أبناء وطنه كما يحب
و يعشق أبناء الأوطان الأخرى دون تمييز
9.
يقولون: " لا يأتي التغيير إلا من السلطة
السياسية الحاكمة أو المعارضة
أقول: من أهداف الحزب الحاكم تأبيد السلطة و أنا مع تداول
السلطة في الدولة في كل المنظمات من اتحاد العمال إلى منظمة حقوق الإنسان. و من
أهداف الأحزاب المعارضة تغيير السلطة التنفيذية و التشريعية و أنا أدافع علنا في
المقاهي و الفيسبوك و المؤتمرات العلمية و النقابية و في نادي جدل بالاتحاد الجهوي
للشغل ببنعروس عن رؤيا فلسفية مغايرة. أنا أرى أن الدولة ليست العدو الوحيد المباشر
للشعب. أرى هذا الرأي، لا تقية تحسّبا لبطش الحاكم و إنما لأنني أؤمن أن السلطة لا
تنحصر في قمة الهرم بل هي مقسّمة و مجزأة و مبثوثة في المجتمع كله كما يؤكد
الفيلسوف الفرنسي "فوكو" الذي قرأته أخيرا و لم أفهمه إلا بمساعدة أستاذ
فلسفة زميل لي في معهد برج السدرية. الوزير سلطة و رئيس المركز سلطة و الأستاذ
سلطة و الحاجب سلطة و كاتب البلدية سلطة و الزوجة سلطة و الأب سلطة و البنك سلطة و
العادات و التقاليد سلطة و الدين سلطة و الفقه سلطة و أبو هريرة سلطة و التراث
الحضاري سلطة و الإعلام سلطة و سائق الحافلة سلطة و اتحاد العمال سلطة و اتحاد
الفلاحين سلطة و اتحاد أرباب العمل سلطة و النقابي سلطة و رئيس الشعبة سلطة و شرطي
المرور سلطة و الجزار سلطة و بائع الغلال سلطة و الطبيب سلطة و كل موظفي الدولة
سلطة، مع تفاوت في الأدوار طبعا، و كل دور نجد فيه العادل و الظالم و الكفء و غير الكفء
و الصادق و المنافق. فكيف نغيّر كل هذه السلطة المركبة و المعقدة؟ هل الانتخابات
الديمقراطية و الشفافة تكفي؟ هل بين دورة و دورة رئاسية أو تشريعية يتغيّر المجتمع
العربي بعصا سحرية من متخلف إلى نامي إلى
متطور إلى متحضّر؟ هل التغيير يتم بالعنف أم بالتعليم و الثقافة و حرية الرأي و
حرية الصحافة و الديمقراطية و الإقناع؟ هل يتم التغيير بالثورة الدموية العنيفة؟ و
ما ذا جنينا من الثورات العنيفة إن كانت روسية أو صينية أو جزائرية أو ناصرية أو
قذافية أو صدّامية؟ جنينا أنظمة متخلفة عن التي سبقتها! جنينا جمهوريات أتعس ألف
مرة من المملكات! هل يتم التغيير من أعلى الهرم أو من قاعدته؟ لو قام كل مواطن من المجتمع العربي بواجبه في
عمله لاستقام حال الأمة العربية و لتغيّرت السلطة أوتوماتيكيا لأن السلطة لم تأت
من المريخ بل أفرادها هم إخوتنا و أبناء عمومتنا و عرب مثلنا. المواطن العربي، "قتلته
الردة، يحمل في الداخل ضدّه" كما قال الشاعر العظيم مظفر النواب. نجد الأستاذ
المتقاعس في عمله يشارك الأستاذ المستقيم نفس الخطاب النقدي في المقهى و في
النقابة و في أحزاب المعارضة و يرمي كسله و فشله بنسبة مائة بالمائة على الحاكم و
لا يعترف و لو بجزء بسيط من المسؤولية الفردية
ملاحظة حول الفقرة 9 السابقة
كتبت هذه الفقرة و نشرتها هي و كل المقال قبل الثورة التونسية و الثورة
المصرية. أتت الثورتان العظيمتان و أكدتا ما ذهبت إليه من تحليل استشرافي و هذا
دور المثقف في المجتمع و إلا ماذا يفعل بثقافته، إن لم تسعفه و تكشف و تنير له
الطريق عن بعد؟ أطاح الشعبان الكريمان بأعلى الهرمين في السلطة، "بن
علي" و "مبارك" فهل سقط النظام في تونس وفي مصر و هل تغيرت عقلية
التونسي و المصري؟
10.
يقولون: "الرئاسة دورتان لا
ثالثة لهما
أقول: جميل لكن هل طبقتم
هذا المبدأ على أنفسكم في المعارضة و في اتحاد العمال و في البلديات و في المنظمات
الحكومية و غير الحكومية؟
11.
يقولون: " العقل السليم في
الجسم السليم
أقول: لو عكسوا
لأصابوا فالعقل السليم يحبّذ السكن في الأجسام العليلة حتى تشاركه هموم هذه الحياة
السقيمة. و لكم عبرة في هؤلاء العقول السليمة أصحاب الأجسام العليلة:
غاندي النبئ، جسمه هزيل لأنه نباتي لا يأكل اللحم و مشتقاته. شي قيفارا، لم يمنعه مرض الربو من
قيادة الثورة الكوبية صحبة فيدال كاسترو. طه حسين و المعري و الشيخ إمام و سيد
مكاوي، لم يسلبهم فقدان البصر القدرة على الإبداع، كل في ميدانه. عمر المختار،
الشيخ ذو السبعين حولا، لم يثنه الكِبر عن مقاومة الاستعمار الإيطالي حتى
الاستشهاد. العالم الأنقليزي ستيفن هاوكينق
(Stephen W.
Hawking
المنظّر العالمي في فيزياء الفضاء،
لم يقعده شلله الرباعي عن مواصلة أعماله و اكتشافاته في علوم النسبية العامة
12.
يقولون: "لعن الله المعصية و العاصي
أقول: مردّدا ما قاله
بعض الفقهاء العقلانيين: المعصية مفروغ منها و متفق على مضرتها للفرد و المجتمع
مثل المعاصي التالية: الإدمان على الخمر أو المخدرات و الغش في العمل و احتكار
السلع الضرورية للمواطن و الزيادة في الأسعار و الربح غير المشروع (خاصة في شهر
رمضان شهر التقوى و الرحمة و صحوة الضمير النائم. لماذا نترك قيمنا الإسلامية
حبيسة الكتب الفقهية لمدة 1401 سنة منذ موت عمر رضي الله عنه عام 23 هجري و لا نتمرّن
على تفعيلها و تحيينها بهذه المناسبة الكريمة) و الكذب و النفاق و الخطاب المزدوج
و الاحتراف السياسي و النقابي. أما العاصي فأمره مخالف، هو بشر ضعيف بطبيعته غير
مكتمل التكوين و التربية، نستطيع بالتعليم و التأهيل تغيير تصوراته غير العلمية و
غير المنطقية و غير الحضارية و غير الإنسانية و لا نيأس منه مهما كانت درجة إدمانه
على المعاصي و لا نحكم عليه بمجرد ارتكابه معصية مهما كانت كبيرة أو صغيرة -
"إن الكبائر عند الله كاللمم" كما قال البصيري في البردة - بل نثق في
إنسانيته و مستقبله الأفضل و نحاول تكثيف و تنمية الجانب الخيري في شخصيته و تقليص
مساحة الشر داخله و نأخذ بيده كما يأخذ الطبيب بيد المريض حتى يُشفى من مرضه و يقف
على ساقيه و يستغني عن الدواء و المداوي. خلاصة القول: اِلعن المعصية و لا تلعن
العاصي
13.
فقرة
عدد 13 التالية ، هي فقرة من وحي الثورات
العربية سنة 2011، أضفتها إلى هذا المقال الطويل يوم الاثنين 14/03/11 على الساعة
16 و 10 دقائق
يقولون:
"العنف لا يولّد إلا العنف
أقول:
و هل ولّد عنفا، عنف نظام "بن علي" في تونس و عنف نظام
"مبارك" في مصر و عنف نظام "علي عبد الله صالح" في اليمن؟ هذه
مقولة من المقولات "الكليشيهات" الزائفة التي أطاحت بها الثورة العربية.
نجح العرب في ثوراتهم الحالية في إحياء و تفعيل إصرار الفيلسوف الهندي غاندي على
مواجهة العنف باللاعنف. كلما ازداد النظام الديكتاتوري قمعا إلا و قابله الشعب
الأعزل بتحدّ أقوى من أسلحة الدمار الشامل
ملاحظة
أنشر هذا المقال، أظن لأول مرة في منتدى "تونيزيا سات"، اليوم 20
أفريل 2011، بعد ما سبق و إن نشرته في حسابي الفيسبوكي يوم 21 أوت 2010. أعدت نشر
هذا المقال مرتين لِما يحمله حسب تقديري من أفكار استشرافية، يبدو أن الثورات العربية الحالية قد أثبتت صحّتها
أمضي مقالي كالعادة
بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل
تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"....."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال
جيّد لا بالعنف اللفظي أو المادي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire