mardi 2 avril 2013

السيناريوهات الأمريكية-الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، لا زالت هي هي، مضمونها سراب و العربي أزلي العطش! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار


صدقتَ يا "صادق"، يا متنبي: السيناريوهات الأمريكية-الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، لا زالت هي هي - مضمونها سراب و العربي أزلي العطش - ما دام الجهل المقدس قد زاد و تفشى للأسف الشديد في أمتي العربية! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

كتاب "زيارة السادات و بؤس السلام العادل"، صادق جلال العظم، دار الطليعة للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، بيروت 1978، 248 صفحة.

نص المؤلف صفحة 242:
... بالنسبة للولايات المتحدة، إذا أدّت مبادرة السادات إلى تحقيق تسوية سلمية شاملة ترضى عنها إسرائيل (و أمريكا طبعا) فممتاز و عظيم، و إذا أدّت إلى تسوية إسرائيلية ثنائية مع مصر و الأردن فجيّد جدا، و إذا أدّت إلى تسوية إسرائيلية منفردة مع مصر فقط فهذا أمر مطلوب و مفيد، و إذا أدّت إلى مجرد استمرار الحال على ما هو عليه فهذا أمر له ميزاته و حسناته الأمريكية و الإسرائيلية المعروفة، و إذا أدّت إلى عودة توترات حالة اللاسلم و اللاحرب فلا بأس بذلك لأنها حالة أصبحت مألوفة و معروفة  جيدا و الولايات المتحدة أثبتت أنها أكثر المتعاملين معها مهارة و حذقا و استفادة، و إذا أدّت المبادرة إلى حرب جديدة فلا ضير في ذلك لأن الانتصار الإسرائيلي مضمون سلفا في ظل الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية المهيمنة على عالمنا العربي في الوقت الحاضر(سنة 1978).

تعليق م. ع. د. م. ك:
للأسف المخجل و المحزن و المُحبط، ، يا "صادق" يا متنبي يا معلمي و أستاذي،  لا زلنا إلى اليوم، الثلاثاء 2 أفريل 2013، في نفس الوضع أو أسوأ، حتى بعد الربيع العربي الذي لم يزهر في بلادنا إلا شوكا و تخلفا و رجعية و ظلامية. قلت في كتابك العظيم يا عظيم، صفحة 142: "الجواب الأمريكي بسيط و مرن: سنعبر ذلك الجسر عندما نصل إليه". أقول لك بعد مرور 34 عاما على استشرافك العلمي هذا: أما نحن، العرب، فلم نعبر الجسر بعدُ، و يبدو لي أننا لن نعبره قريبا، ما دمنا لم نشارك في تجسير الجسر بيننا و بينهم و ما دام الجسر جسرهم و التجسير تجسيرهم لأن العدو لا يجسّر للعبور إلا لنفسه.

يواصل المؤلف تحليل نفس الفكرة صفحة 143
... من الغباء الاعتقاد بأن دولة مثل الولايات المتحدة يمكن أن تُقدم على إدخال تعديلات جذرية على سياسة برهنت عن نجاح منقطع النظير في فترة زمنية قصيرة قبل أن تصطدم هذه السياسة بعقبات جدية من النوع الذي يمس المصالح الأمريكية الحيوية بسوء و يؤذيها أو قبل أن تؤدي إلى انهيارات تضر ضررا بالغا بتحقيق أهداف أمريكا الإستراتيجية في المنطقة المعنية.

يواصل المؤلف تحليل نفس الفكرة صفحة 144:
... و طالما أنه لا توجد أية قوة في منطقتنا تقارع أمريكا جديا لإرغامها على الاختيار الحاسم بين هذا العدد الكبير من الاحتمالات المفتوحة لن تُقدم أمريكا على أية اختيارات حاسمة بهذا الشأن. و لن تقوم بإغلاق احتمالات من الأفضل لأمريكا أن تبقيها مفتوحة و متوفرة للمستقبل. في ظل الظروف السائدة في الوطن العربي ما الداعي لاستعجال الحسم و الانحياز و الاختيار النهائي؟

يواصل المؤلف تحليل نفس الفكرة صفحة 145:
... أما مَن تسول له نفسه بالتطاول على سياسة الاحتضان و الاحتواء، أو بالخروج عن التوازنات و المعادلات كما رست مؤخرا، أو بتهديد مواقع الهيمنة المذكورة فعليه أن يعدّ نفسه إعدادا جيدا لمجابهة الحديد و النار إذا اقتضى الأمر ذلك. و مَن لم يستوعب الدرس بعدُ في منطقتنا فليمعن النظر بما حدث للثورة الفلسطينية في الأردن و لبنان، و ما حل بالحركة الوطنية اللبنانية أيضا.

تعليق م. ع. د. م. ك:

اليوم، الثلاثاء 2 أفريل 2013، أستطيع أن أضيف إلى كل ما حدث في ذلك العصر (سنة 1978) و أقول: و مَن لم يستوعب الدرس بعدُ في منطقتنا فليمعن النظر في ما حدث للسلطة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني الواحد و الموحّد من تقسيم بين الضفة و غزة أو بين "فتح" و "حماس" أو بين عَلمانيين و إسلاميين، و ما حل بغزة أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2008، و ما حل بلبنان أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006 ، و ما حل بالسودان أثناء تفجير مصنع الأدوية من قبل الطيران الإسرائيلي عام 2012، و الكارثة الكبرى تتمثل في الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، أما الكارثة الأكبر فهي سرقة الحلم العربي بعد الربيع العربي من عيون المهمشين الثوريين الصادقين التونسيين و المصريين و اليمنيين و السوريين
هذا لا يعني أن عدونا عدوٌّ لا يُقهر، و من حسن حظنا أن لنا في التاريخ عِبرٌ و دروسٌ لو توفرت الإرادة السياسية العربية الصادقة و المخلصة لأمتنا، و جيش إسرائيل ليس أقوى من جيش هتلر أو جيش إفريقيا الجنوبية في عهد "الأبارتيد" و إرادتنا و إصرارنا ليسا أقل من إرادة غاندي و إصرار مانديلا.


ملاحظة للأمانة العلمية
نص عنوان هذا المقال، هو من تأليفي الشخصي.

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا و غير مباشر.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث
حمام الشط في 2 أفريل 2013.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire