وجهة نظر بسيطة و متواضعة حول
إضراب أساتذة الثانوي؟ مواطن العالَم و أستاذ ثانوي متقاعد د. محمد كشكار
تحية نقابية حارّة و مساندة
مطلقة لكل زملائي المضربين المدافعين عن مصالحهم الشرعية بطرق مؤسساتية شرعية. لكن؟
مقدمة إخبارية
بكل تجرد، أعرض عليكم أيها الزملاء
الأساتذة المسئولين في الهياكل النقابية للتعليم الثانوي، القاعدية و الجهوية و
العامة، وجهة نظري المحدودة التالية، و دون مزايدة من فضلكم، لقد عملت أستاذا
نقابيا قبل التقاعد، و نشطت نقابيا على
مدى 28 عاما، قضيت منها 6 سنوات كعضو مؤسس لأول نقابة أساسية بمعهد غار الدماء و عضو
افتكاك في النقابة الجهوية بجندوبة في السبعينات من القرن العشرين، و 6 سنوات أخرى
ككاتب عام مؤسس لأول نقابة أساسية بحمام الشط. شاركت في تنظيم و إعداد و تسيير
صباحا مساءً كل الإضرابات التي حضرتها في
المعاهد التي درّست فيها من غار الدماء إلى حمام الشط إلى برج السدرية و حضرت كل الاجتماعات و التجمعات التي قامت بها
نقابتنا العامة أو الجهوية بتونس و بنعروس من سنة 1990 إلى 2011. و بعد التقاعد و بعد ما "اخْلِيتْها" إضرابات على مدى 28 عاما، أقول - دون تبرير أو تفسير - أنني ندمت على كل دقيقة تغيبت فيها على التلميذ بسبب الإضراب، مطلبيا كان أو سياسيا. و أكيد أن للنضال النقابي الأستاذي طرقا أخرى تحيّد التلميذ، علينا اكتشافها أو استنباطها
وجهة النظر النقابية الجديدة البسيطة
و المتواضعة
بالتزامن مع إرسال برقية الإضراب
إلى وزارة التربية، عشرة أيام قبل موعد تنفيذ الإضراب، أودّ من كل نقابة أساسية أن
ترسل إلى كل معهد يتبعها، جدول أوقات
تلمذي تعرض فيه مسبقا تعويض ساعات التغيب النضالي الشرعي يوم الإضراب. و بهذا
الإجراء تثبت النقابة أنها حقا مَلَكِيّة أكثر من الملك فتسحب بساط الاحتجاج من تحت
أقدام الوزارة و الأولياء و تثبت للتلميذ و الرأي العام حرصها الفعلي على عدم
إضاعة و لو دقيقة واحدة من تكوين التلميذ العلمي الضروري لإجراء امتحاناته في أفضل
الظروف
خاتمة
يبدو لي أن الخصومة المطلبية أو
السياسية محصورة بين الوزارة و الأستاذ. فما دخل التلميذ في خصومات غيره، مطلبية
كانت أو سياسية؟ و لماذا نواجه الوزارة - الحلقة الأقوى - بالضغط على أضعف و أهش حلقة
في المنظومة التربوية، ألا و هي التلميذ البريء؟
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين:
في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما
طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن
علّموكم؟
الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالتهكم السخيف أو العنف المادي أو اللفظي أو الرمزي
تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث
حمام الشط في 17 أفريل 2013
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire