samedi 4 février 2017

الإرهابُ سلاحُ القَوِيِّ وليس سلاحُ الضعيفِ. مقولة لِـنعوم شومسكي، استشهد بها فرانسوا بورڤات. ترجمة ونقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

 يردّد الناس عادة أن "الإرهابَ هو سلاحُ الضعيفِ". وهذا خطأ شائعٌ ومُفبرَكُ مُدبَّرٌ. الإرهابُ هو سلاحُ القوي وليس سلاح الضعيف، والأنكَى أن هذا القوي الخبيث هو مَن ابتدع هذه الحيلة ونجح في إيهامِنا خطأ بأن الضحيةَ  هي الجلادُ (الحركات الإسلامية بما فيها حزب الله وحماس والإخوان المسلمون المصريون)، وبأن الجلادَ هو الضحيةُ (الحكومات الغربية ومخابراتها وجيوشها ورجال أعمالها والحكومات الإسلامية التابعة لها كآل سعود وبن علي والسيسي والأسد).

Kochkar :
L`occident a réussi de nous jouer  un tour de prestidigitateur et de nous convaincre que le terrorisme est l`arme du faible
الداعشي الذي قتل بالكلاشنكوف غدرًا عشرات المدنيين الفرنسيين العُزّل في مسرح باريسي هو إرهابيٌّ هاوٍ ومُدانٌ بلا تردّدٍ.
بوش الذي قتل بالطائرة المُقنبِلة غدرًا آلاف المدنيين العراقيين العُزّل هو إرهابيٌّ محترفٌ ومُدانٌ بأكثر شدةٍ.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 5 فيفري 2017.
Haut du formulaire




تعريف التيارات الإسلامية الخمسة السائدة في الوطن العربي خلال القرنينِ الماضيينِ والقرن الحالي (19 و20 و21)؟ على لسانِ محمد حسن، المختص في دراسةِ التياراتِ الإسلاميةِ، ترجمة ونقل وإضافة (بين مُعَقّفَنِ اثنينِ) مواطن العالَم د. محمد كشكار

 المصدر: Livre de Grégoire Lalieu, Jihad made in USA, 2011, Préface de Michel Collon

1.     الإسلاميون التقليديون: هُمُ المجاهدون المقاومون للاستعمار الغربي: المغربي عبد الكريم خطابي (1882-1963)، الجزائري الأمير عبد القادر (1808-1883)، الليبي عمر المختار (1862-1931)، وغيرهم كثيرٌ. كان هَمُّهم الوحيد هو تحرير بلدانهم، دون التركيز على إقامة دولة إسلامية.

2.     الإسلاميون الرجعيون: العربية السعودية وباكستان، دولتان تأسستا بإيعاز ومساعدة من قِبل بريطانيا الاستعمارية (الأولى في سنة 1932 والثانية في سنة 1947) وعوضتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ نصف قرن تقريبًا. وظفَتهما الإمبريالية الغربية لمحاربة التيار القومي الاشتراكي العَلماني التقدمي الناصري في الوطن العربي والنهرَوِي في الهند. نجح الرجعيون العرب وفشل الرجعيون الباكستانيون، فنِعمَ الفشلِ وبِئسَ النجاحِ.

3.     الإخوان المسلمون: حاربوا الإصلاح الزراعي والتيار القومي الاشتراكي العَلماني التقدمي، سلميًّا في مصر وعسكريًّا في سوريا. جماعةٌ أسسها حسن البَنّا في مصر سنة 1928، كَرَدِّ فِعلٍ أربع سنوات فقط بعد إلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية من قِبلِ كمال أتاتورك، الزعيم التركي اللائكي. قَمَعَهم عبد الناصر في الخمسينيات من القرن الماضي فاحتضنتهم السعودية نِكاية في الناصرية، وفي المهجرِ تحول بعض قادتهم من مقاومة الغرب الاستعماري إلى مقاومة القومية والشيوعية واللائكية. هدفُ الإخوان المسلمين الأساسي - وهُمُ البارعون في الواقعية والذرائعية والنفعية والانتهازية - يتمثل في إحياء الخلافة الإسلامية وتحقيق  العدالة الاجتماعية عن طريق الزكاة والصدقة.
"لم يتعرض محمد حسن لِـحزب النهضة التونسي، الذي أصنفه أنا في خانة الأحزاب المدنية السلمية الديمقراطية اعتمادًا على خطابه السياسي المُعلن (أعلن انفصاله عن حركة الإخوان المسلمين العالمية بعدما نهل من أدبياتها الكثيرَ بِغثِّهِ وسمينِهِ، وأعلن في مؤتمره الأخير عن فصلِ المجالِ السياسي والمجالِ الدينِي الدَّعَوِي عن بعضِهِما البعضِ) واعتمادًا على بعض علاقاتي الشخصية مع أصدقائي النهضاويين الرائعين المؤدَّبين. أنا أعِي أنه زادٌ غير كافٍ لتقييمِ أكبر حزبٍ جماهيري تونسي مُحكم التنظيم والانضباط على المنوال الستاليني للمفارَقة، وهذا الحكمُ لا يُعدّ شكرًا عند المفكرين الأحرار. أنا لا أقرأ النوايا وهذا ما عندي حول هذا الحزب وهو قليلٌ، ومَن يملك الكثيرَ أرجوه يُنوِّرُنِي جازاه الله خيرًا"
4.     الإسلاميون القوميون المقاومون: حركة حماس الإخوانية (1987) وحزب الله الشيعي اللبناني (1985). "أفضِّلُ شخصيًّا حزب الله على حماس لأنه لم يقم بعمليات إرهابية ضد المدنيين العُزّل في إسرائيل أو خارجها.  أفضِّلُ شخصيًّا حماس على حزب الله لأنها لم توجه سلاح المقاومة ضد إخوانها العرب كما يفعل حزب الله اليوم في سوريا".
5.     الإسلاميون السلفيون الجهاديون: داعش والقاعدة والنصرة وأنصار الشريعة وبوكو حرام وسلالتهم. "أتفهّم مقاومتهم للاستعمار الروسي في أفغانستان والاستعمار الأمريكي في العراق نتيجة ثلاثة إخلالات أساسية على حد قول فرانسوا بورڤا، الخلل الأول على المستوى العالمي ويتمثل في نهبِ الثروات الطبيعية في البلدان الإسلامية (بترول وفسفاط وغاز)، الخلل الثاني يتمثل في سياسة الكَيلِ بِمِكيالين في إدارة الصراع العربي-الصهيوني والانحياز الكُلي والأعمَى لإسرائيل، الخلل الثالث يتمثل في انعدام التمثيلية الديمقراطية في الوطن العربي. لكنهم عِوض أن يوجهوا سلاحهم إلى العدو المتجسم في جحافل الجيوش الغازية الصهيونية والأمريكية والروسية والأوروبية،  وجهوها ظلمًا وبُهتانًا - للأسف الشديد - إلى المدنيين، ضحاياهم عربًا وعجمًا في تونس وبغداد وباريس وبرلين ونيويورك وأنقرة، في الساحاتِ والمسارحِ والملاهِي الليليةِ والحافلاتِ والجوامعِ والكنائسِ، وقتلوا من الأبرياءِ العُزّلِ أكثر ألف مرة مما قتلوا من الجنودِ الغُزاةِ. وعلى حد قول أمين معلوف، ارتدّوا إلى هُويّاتِهم القاتلةِ المتمثلةِ في العصبيةِ الدينيةِ والنقلِ دونَ عقلٍ والطائفية والقبلية والعِرقية والشوفينيةِ، عِوض أن يرتقوا بها إلى العَالمية والأممية، قِيمٌ تدعو لها الرسالة المحمدية، حيث "يحب المؤمن لأخيه في الإنسانية ما يحب لنفسه"، وحيث "لا فرق بين أعرابي وأعجمي إلا بالتقوى"، وحيث "لا إكراه في الدين"، وحيث حكمة الله "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"، وحيث "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، وحيث "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 4 فيفري 2017.
Haut du formulaire




vendredi 3 février 2017

مؤتمر الجمهوري: تنظيمٌ رائعٌ والمُضَيِّفاتُ أروعُ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

مؤتمر الجمهوري: تنظيمٌ رائعٌ والمُضَيِّفاتُ أروعُ! مواطن العالَم د. محمد كشكار

ثلاثةٌ من حمام الشط، استقبلنا القيادي في حزب الجمهوري، صديقي خليفة الفاهم وأدخلنا إلى قاعة التشريفات، فوجدتُ نفسي ولأول مرة في حياتي وسط لَفِيفٍ من الشخصيات السياسية المعتبرة، وزراء، نُوّاب، رؤساء أحزاب، صحفيون مشهورون. أحسستُ بِضيقٍ في صدري وفضلتُ على مجالستهم "سيڤارو بين" في الهواء الطلق.
لم أجد في نفسي رغبة في التعرف على أي واحد منهم إلا مورو، قصدتُه، سلّمتُ عليه، وقف احترامًا، فقلتُ له: "أنا يساري وأحترمك جدا". نَطَقَ جارُه الشرقي قائلاً: "سي عبد الفتّاح نهضاوي مِن برّه، يساري مِن داخل". بقيتُ واقفًا أتفرّج في الخصومِ السياسيين وهم يتبادلون القبلات والمجاملات ورأيتُ بأم عيني نهضاويًّا قياديًّا وزيرًا سابقًا يسلّم على ضيفةٍ بالبوس (حتى هي كعبة). غيرُ كشكار يقول هذا رِياءٌ ونفاقٌ، أما أنا فأقول تَحضُّرٌ ولُطفٌ وكِياسةٌ ولِياقةٌ، لا تصادِفُها بين المختلفين إلا في تونس.
دخلنا قاعة المؤتمر ودخلت أيقونة المعارضة السلمية العلنية في زمن المخلوع، المناضلة مية الجريبي فصفّقتُ لها واقفًا كما لم أصفّق في حياتي لِسياسي، وكذلك كل الحضور فَعَلْ، الله يشفيها ويعافيها.
صعدت فرقة البحث الموسيقى إلى المنصّة وأمتعتنا بـ"هيلا هيلا يا مطر". تعبتُ من الجلوس فروّحتُ.

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 3 فيفري 2017.
Haut du formulaire



ما هو مصدرُ مخزونِ الكُرهِ المُتَبادَلِ للأسف بين اللائكيّين التونسيّين والنهضاويّين التونسيّين؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أنه كُرهٌ موروثٌ. وَرَثَهُ اللائكيّون التونسيّون عن فِكر الثورة الفرنسية غير الملحد لكنه معادي للمسيحية (Pensée déiste non athée mais anti-théiste)، ووَرَثَهُ النهضاويّون التونسيّون عن فِكر الإخوان المسلمين المصريين المعادي لـ"اللائكية الناصرية".
بكل ودٍّ ولطفِ، أدعو الطرفين إلى حلحلة موقفَيْهما الإقصائيَّين وإلى محاولة كل واحد منهما الاقتراب من خصمه الإيديلوجي التاريخي، هذا لو أرادا التعايش السلمي في كَنَفِ الديمقراطية التمثيلية دون توافقٍ مزيّفٍ كالذي يحدثُ الآن بين النهضة والنداء. وأدعوهم أيضًا إلى التعاملِ مع الواقع كما هو وليس من خلال النصوص النظرية الخصوصية على أهمّيتِها.
على اللائكيّين التونسيّين أن يطّلعوا على التجارب العَلمانية في الدول الأنڤلوسكسونية (أمريكا وبريطانيا وألمانيا) حيث يتعايش اللائكي مع المتدين في كَنَفِ الاعترافِ المتبادَل دون تنازلاتٍ مبدئيةٍ، ومن أجل كسبِ ثقة الناخب الحر، فَلْيتنافس المتنافِسون.
لَوْمِي سيكون أشد على بعض قيادات النهضة الذين اطلعوا على هذه التجارب وتمتعوا بِمزايا العَلمانية الأنڤلوسكسونية في مَنفاهم القَسري.
ومن نَكَدِ الديمقراطية على الخصمِ أن يرى خصمًا له ما من التعاون معه مَهْرَبُ!

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 3 فيفري 2017.
Haut du formulaire




jeudi 2 février 2017

مَن هُمُ هؤلاء الإسلاميّون الذين حَيّرُوا العالَم بأكمله؟ نقل مع إضافةٍ بسيطةٍعن ميشال كولون، صحفي وكاتب بلجيكي. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر: Livre de Grégoire Lalieu, Jihad made in USA, 2011, Préface de Michel Collon

الإسلام السياسي، هذا المفهوم الواسع الفضفاض الذي حشرنا فيه كل التيارات المنتسبة للإسلام حضارةً ودينًا وثقافةً وفكرًا وسلوكًا، بِغثها وسَمينها؟ (Islamisme: le concept fourre-tout qui désamorce nos neurones).
يُخفِي الإسلام السياسي حقائقَ متناقضةً:
-         العربية السعودية "الإسلامية" تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وحزب الله اللبناني "الإسلامي" يحاربهما بِشراسةٍ!
-         قَطَرْ "الإسلامية" تتخابر مع العدو الإسرائيلي، وحماس "الإسلامية" تقاومه بِبَسالةٍ!
-         وزيرُ خارجية بلجيكا يُحَيِّي المجاهدين "الإسلاميين" البلجيكيين عند انطلاقهم نحو سوريا للجهاد ضد بشار الديكتاتور ويريد إقامة نَصْبٍ تذكارِيٍّ تكريمَا لهم، واليوم كل أوروبا تروم القبضَ عليهم بل سَجنهم عند عودتهم من سوريا!
-          حزب النور "الإسلامي" المصري يتحالف مع السيسي المسلم والسعودية "الإسلامية" ضد الإخوان "المسلمين" المصريين!
-         حزب "النهضة" "الإسلامي" صنّف حركة أنصار الشريعة "الإسلامية" حركةً إرهابيةً وقاومها بالسلاح عندما كان في السلطة ولا يزالُ!
-         أمريكا وأوروبا تساندان "الإسلاميين" في ليبيا وسوريا وتحارب "الإسلاميين" في أفغانستان والصومال!
-         هل يُعقَل أن نضع في نفس السلّة  "الإسلامية" مواطِنًا تونسيًّا "إسلاميًّا" يقدّم ترشحَه في انتخاباتٍ ديمقراطيةٍ حرّةٍ ونزيهةٍ وشفّافةٍ، و مواطنًا تونسيًّا "إسلاميًّا" آخَرَ يدهسُ بواسطةِ شاحِنةٍ ويقتُلُ مدنيينَ عُزَّلَ في برلين؟

ينقسم الإسلام السياسي إلى خمسة تياراتٍ متباينةٍ وفي بعض الحالاتِ متناقضةٍ، وهي الإسلاميون التقليديون والإسلاميون الرجعيون والإخوان المسلمون والإسلاميون القوميون والإسلاميون السلفيون الجهاديون.
تقرأون تعريفًا لهذه التياراتِ الإسلاميةِ الخمسةِ في المقالِ القادمِ على لسانِ محمد حسن، المختص في دراسةِ التياراتِ الإسلاميةِ (نفس المصدر)، وإلى اللقاء غدًا في الحلقة القادمة إن شاء الله وشاء بعده محمد كشكار.



إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 2 فيفري 2017.
Haut du formulaire



lundi 8 août 2016

يرونه نفاقًا ورياءً وأراه تفتحًا وثراءً: الجلوس مع أصدقاء من كل الحساسيات السياسية! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

يرونه نفاقًا ورياءً وأراه تفتحًا وثراءً: الجلوس مع أصدقاء من كل الحساسيات السياسية! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

-         دعاني صديق مسلم ملتزم إلى مناظرة مع صديقه النهضاوي. تهيّأتُ للحجاج. التقينا، بدأ هو بنقد حزب النهضة ولم يترك لي ما أضيف، نقدتُ اليسارَ فلم يجد ما يضيف.
-         أجالس صديقًا ماركسيا، يحدثني بصدق على قِيمِ الإسلام الكونية النبيلة كما لم يحدثني إسلامي في حياتي.
-         أجالس صديقًا بهائيا يتكلم باحترام ومودة عن القرآن والرسول أفضل من جل المسلمين أنفسهم.
-         أجالس صديقًا بوكت لا يقبل مثقال ذرّة من النقد في ستالين يمقت النهضاويين ويراهم سبب الداء وشرّ البلاء. يبدو لي أن كُرْهَ النهضة أعماه عن المنطق.
-         أجالس صديقًا متعاطفا مع البوكت ينقد حمّة والبوكت ويكره منذ زمان أحزاب العائلة الوطنية الديمقراطية (الموحد لشكري بلعيد والوطد الثوري لجمال لزهر والعمل لعبد الرزاق الهمامي).
-         أجالس صديقًا تجمعيّا سابقًا جميلا مرحًا لم يضر قبل الثورة أحدا لكنه أضر نفسَه فجمده التجمع بعد عملية "سْلِيمَانْ" وهو اليوم يحظى باحترام جميع الحساسيات السياسية بحمام الشط.
-         لم يحصل لي شرف مجالسة القوميين بحمام الشط، أخالفهم الرأي وأكنّ لهم احترامًا شديدا.
-         شرّفني الجمهوري والمؤتمر والنهضة والاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس بدعوتي لإلقاء محاضرات علمية رغم أن كل مَن دعاني يعرفني مواطنا عالميا مسلما علمانيا يساريا تحرريا (القطاع العام والخاص في خدمة المجتمع مثل ما هو معمول به في الدول الأسكندنافية الاشتراكية الديمقراطية) معادِيا  لليبرالية (المجتمع و القطاع العام في خدمة القطاع الخاص مثل ما هو معمول به في الدول الأخرى غربية وإسلامية وبوذية، أمريكية وأوروبية وعربية وآسيوية وإفريقية) ولن يوهني الرداء، يساريا كان أو ندائيا أو نهضاويا. لم ولن أنتمي لأي حزب فيهم و"لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري". فكريا وسياسيا، أنا لستُ محايدا كما قد يتبادر إلى ذهن مَن لا يعرفني أو مَن لم يقرأ هذا المقال بتمعن وجد.

خلاصة القول: أنا سعيد بنفاقي لو أصررتم على اعتباره نفاقًا ورياءً وأكون أسعد لو اعتبرتموه تفتحًا وثراءً!

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الإثنين 8 أوت 2016.