المصدر: Livre de Grégoire Lalieu, Jihad made in USA, 2011, Préface de Michel Collon
1.
الإسلاميون التقليديون: هُمُ
المجاهدون المقاومون للاستعمار الغربي: المغربي عبد الكريم خطابي (1882-1963)،
الجزائري الأمير عبد القادر (1808-1883)، الليبي عمر المختار (1862-1931)، وغيرهم
كثيرٌ. كان هَمُّهم الوحيد هو تحرير بلدانهم، دون التركيز على إقامة دولة إسلامية.
2.
الإسلاميون الرجعيون: العربية
السعودية وباكستان، دولتان تأسستا بإيعاز ومساعدة من قِبل بريطانيا الاستعمارية (الأولى
في سنة 1932 والثانية في سنة 1947) وعوضتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ نصف
قرن تقريبًا. وظفَتهما الإمبريالية الغربية لمحاربة التيار القومي الاشتراكي
العَلماني التقدمي الناصري في الوطن العربي والنهرَوِي في الهند. نجح الرجعيون
العرب وفشل الرجعيون الباكستانيون، فنِعمَ الفشلِ وبِئسَ النجاحِ.
3.
الإخوان المسلمون: حاربوا الإصلاح
الزراعي والتيار القومي الاشتراكي العَلماني التقدمي، سلميًّا في مصر وعسكريًّا في
سوريا. جماعةٌ أسسها حسن البَنّا في مصر سنة 1928، كَرَدِّ فِعلٍ أربع سنوات فقط بعد إلغاء الخلافة الإسلامية
العثمانية من قِبلِ كمال أتاتورك، الزعيم التركي اللائكي. قَمَعَهم عبد
الناصر في الخمسينيات من القرن الماضي فاحتضنتهم السعودية نِكاية في
الناصرية، وفي المهجرِ تحول بعض قادتهم من مقاومة الغرب الاستعماري إلى مقاومة القومية
والشيوعية واللائكية. هدفُ الإخوان المسلمين الأساسي - وهُمُ البارعون في الواقعية
والذرائعية والنفعية والانتهازية - يتمثل في إحياء الخلافة الإسلامية وتحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق الزكاة والصدقة.
"لم
يتعرض محمد حسن لِـحزب النهضة التونسي، الذي
أصنفه أنا في خانة الأحزاب المدنية السلمية الديمقراطية اعتمادًا على خطابه
السياسي المُعلن (أعلن انفصاله عن حركة الإخوان المسلمين العالمية بعدما نهل من
أدبياتها الكثيرَ بِغثِّهِ وسمينِهِ، وأعلن في مؤتمره الأخير عن
فصلِ المجالِ السياسي والمجالِ الدينِي الدَّعَوِي عن بعضِهِما البعضِ) واعتمادًا على بعض علاقاتي الشخصية مع أصدقائي
النهضاويين الرائعين المؤدَّبين. أنا أعِي أنه زادٌ غير كافٍ لتقييمِ أكبر حزبٍ
جماهيري تونسي مُحكم التنظيم والانضباط على المنوال الستاليني للمفارَقة، وهذا الحكمُ
لا يُعدّ شكرًا عند المفكرين الأحرار. أنا لا أقرأ النوايا وهذا ما عندي حول هذا
الحزب وهو قليلٌ، ومَن يملك الكثيرَ أرجوه يُنوِّرُنِي جازاه الله خيرًا"
4.
الإسلاميون القوميون المقاومون:
حركة حماس الإخوانية (1987) وحزب الله الشيعي اللبناني (1985). "أفضِّلُ
شخصيًّا حزب الله على حماس لأنه لم يقم بعمليات إرهابية ضد المدنيين العُزّل في
إسرائيل أو خارجها. أفضِّلُ شخصيًّا حماس على
حزب الله لأنها لم توجه سلاح المقاومة ضد إخوانها العرب كما يفعل حزب الله اليوم
في سوريا".
5.
الإسلاميون السلفيون الجهاديون:
داعش والقاعدة والنصرة وأنصار الشريعة وبوكو حرام وسلالتهم. "أتفهّم مقاومتهم
للاستعمار الروسي في أفغانستان والاستعمار الأمريكي في العراق نتيجة ثلاثة إخلالات
أساسية على حد قول فرانسوا بورڤا، الخلل الأول على المستوى العالمي ويتمثل في نهبِ الثروات الطبيعية
في البلدان الإسلامية (بترول وفسفاط وغاز)، الخلل الثاني يتمثل في سياسة الكَيلِ
بِمِكيالين في إدارة الصراع العربي-الصهيوني والانحياز الكُلي والأعمَى لإسرائيل، الخلل الثالث يتمثل في انعدام
التمثيلية الديمقراطية في الوطن العربي. لكنهم عِوض أن يوجهوا سلاحهم إلى العدو
المتجسم في جحافل الجيوش الغازية الصهيونية والأمريكية والروسية والأوروبية، وجهوها ظلمًا وبُهتانًا - للأسف الشديد - إلى المدنيين،
ضحاياهم عربًا وعجمًا في تونس وبغداد وباريس وبرلين ونيويورك وأنقرة، في الساحاتِ والمسارحِ
والملاهِي الليليةِ والحافلاتِ والجوامعِ والكنائسِ، وقتلوا من الأبرياءِ العُزّلِ
أكثر ألف مرة مما قتلوا من الجنودِ الغُزاةِ. وعلى حد قول أمين معلوف، ارتدّوا إلى
هُويّاتِهم القاتلةِ المتمثلةِ في العصبيةِ الدينيةِ والنقلِ دونَ عقلٍ والطائفية
والقبلية والعِرقية والشوفينيةِ، عِوض أن يرتقوا بها إلى العَالمية والأممية،
قِيمٌ تدعو لها الرسالة المحمدية، حيث "يحب المؤمن لأخيه في الإنسانية ما يحب
لنفسه"، وحيث "لا فرق بين أعرابي وأعجمي إلا بالتقوى"، وحيث "لا
إكراه في الدين"، وحيث حكمة الله "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ"، وحيث "وَلَوْ شَاءَ
رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"،
وحيث "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ
فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé
par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 4 فيفري 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire