هو المواطن
العربي المسلم الواعِي بوضعه والذي يقاوم سلميًّا أو عسكريًّا أو إرهابيًّا الإخلالات الخطيرة الثلاثة التالية (L`islamiste):
1. يوجد الخلل
الأول والأكبر في النظام العالمي (للتدقيق الغربي أي الأمريكي-الأوروبي) ويتجسم في
الإمبريالية وإعادة الاستعمار والعولمة الإجبارية الثقافية والاقتصادية الرأسمالية
المتوحشة (استغلالٌ بالسلم وإن قاومتَه يا مسلِم يا مظلوم فبالحرب وليس لك منها
مهربٌ).
2. يتمثل
الخلل الثاني في كيفية إدارة الصراع العربي الصهيوني أي سياسة الكيل بمكيالين
التي ينتهجها الغرب منذ قرنٍ.
3. يكمن الخلل
الثالث، وهو الوحيد الداخلي، في انعدام التمثيلية الديمقراطية في الدول العربية.
تعليق: لو قاوم المواطن العربي
الإسلامي هذه الإخلالات الثلاثة سلميًّا لاعتبرته صديقي وحليفي وأنا اليساري غير
الماركسي، لكنه سيبقى في الوقت نفسه خصمي السياسي لأن مشروعه المستقبلي (رأسمالية
وتجارة حرة وخلافة إسلامية وشريعة حسب تأويل علماء الدين ومعاداة للعَلمانية
فرنسية كانت أو أنڤلوسكسونية أو إسلامية مبتكرة) يتناقض مع مشروعي المستقبلي
(اشتراكية عل الطريقة الأسكندنافية، تجارة دون شطط في الربح ووحدة عربية وقوانين
وضعية وعَلمانية مِن تراثنا ومِن صُنعنا).
أين الإسلامي الإخواني المصري في عهد
مرسي مِن تعريف بورڤات وحكومته الإسلامية عاشت مُطبِّعةً مع إسرائيل؟
أين الإسلامي النهضاوي التونسي مِن
تعريف بورڤات وحزبه متحالِفٌ في الحكم مع رموز النظام البائد ودعاة الثورة
المضادة والمستفيدين من التجارة الحرة والليبرالية المتوحشة؟ (على فكرة أصدقائي
النهضاويين الحميمين ينطبق عليهم تعريف بورڤات ولذلك صاحبتُهم).
ولو قاوم المواطن
العربي الإسلامي الإخلالات الثلاثة بالسلاح فمن حقه، ولو بالإرهاب فليس من حقه قتل
المدنيين الأبرياء حتى ولو كانوا صهاينةً في إسرائيل وحتى لو كان عدونا الأمريكي-الأوروبي-الإسرائيلي
يستعمل إرهاب الدولة العسكري ضدنا.
4. الخللُ
الرابع مِن تأليف أمين معلوف وهو عبارة عن نبوءةٍ سابقة لواقع الحروب الأهلية
العربية ولظاهرة الإرهاب ذي التعبيرة الإسلامية، وفيه يقول: "عندما يُظلَم
المرء، مسلمًا أو غير مسلمٍ، ينطوي على نفسه ويكره الآخر ويتقوقع ويحتمي ويلجأ إلى
هوياته البدائية (التعصب الديني أو القومي أو القبلي أو الطائفي أو العرقي) التي
أسمّيها أنا الهويات القاتلة". للأسف أظهرَ واقعُنا العربي اليوم في سوريا
والعراق وليبيا أن تسمية معلوف ليست تسمية نظرية بل هي تسمية واقعية مائة بالمائة.
وحسب رأيي الشخصي يبدو لي أن المسلمَ المعاصرَ ليس مكرهَ الرجوع إلى هذه الهويات
القاتلة وله هويةٌ عالميةٌ بامتيازٍ، وهي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للعالَمين
أجمعين مسلمين وغير مسلمين.
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 16 فيفري 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire