dimanche 26 février 2017

أين محلُّنَا من الإعرابِ في الإبداعِ؟ نحن عربُ العربِ! مواطن العالَم

 إدغار موران يقول: "توجد ثلاث ثقافات بشرية: ثقافة العلم والتكنولوجيا (La culture scientifique et technique ) وثقافة الإنسانيات (La culture littéraire dont la philosophie ) والثقافة الشعبية (La culture de masse ) ".
 يبدو لي أن الإبسمولوجيا (أي معرفة المعرفة أو نقد العلم) هي الجسر الأمثل والأفضل للربط بين ثقافة العلم والتكنولوجيا وثقافة الإنسانيات. ولكن للأسف الشديد لا ندرّس هذه المعرفة في جامعاتنا العلمية التونسية ولا ندرّسها خاصة لأحوج الناس إليها وهم مدرّسو العلوم (رياضيات وفيزياء وعلوم الحياة والأرض وغيرهم). وهذا النقص الفظيع في تكوين المدرّسين هو الذي جعل هؤلاء الأخيرين "لا يفهمون أن تلامذتهم لا يفهمون" كما وصفهم دون ثلبٍ عالِم الإبسمولوجيا ڤاستون باشلار.
 يبدو لي أن ما يُنشر في الفيسبوك التونسي لا يمكن تصنيفه إلا في خانة ثقافة الجماهير. أما ثقافة العلم والتكنولوجيا في تونس فأطروحاتها هي بمثابة نسخٍ باهتةٍ لعِلم أنتجه غيرنا ولذلك دُفِنت في رفوف مكتبات الجامعات ولم ولن تجرؤ على المواجهة في الخارج والداخل لتدني مستواها العلمي ولغياب تطبيقاتها التكنولوجية. بقيت الثالثة حيث الإبداع أصعب وسأعبّر عنها بتساؤل: هل يوجد فيلسوف أو أديب عربي خرج من المحلية إلى العالمية من أمثال المشهورين عالميا كَــنعوم شومسكي وإدڤار موران وميشال أونفري والفرنسي من أصل لبناني الذي يكتب بالفرنسية أمين معلوف؟ نجيب محفوظ هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة ولا ينفيها، أما أحمد زويل فهو أمريكي من أصل مصري (أكمل الدكتورا في أمريكا وبَحَثَ في مخابر أمريكية وحصل على جائزة نوبل كمواطن أمريكي). هذا لا يعني أن عقلَ العربي عاجزٌ عن الإبداع، إنما العجز الأبدي يكمن ويسكن في أدمغة المسؤولين عن أنظمتنا السياسية العاجزين عن توفير مناخٍ حرٍّ ومشجعٍ للمبدعين العرب.

إمضائي
 "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 25 فيفري 2017.
Haut du formulaire


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire