samedi 18 février 2017

حضرتُ اليوم ثاني اجتماع لِـمجموعة 17\14. مواطن العالَم

 المكان والزمان: مقر رابطة الثقافة والتعدّد بباردو من 9 إلى 13:45
الحضور:  9 رجال و4 نساء
الموضوع: بَلورة هدف لهذه المجموعة المؤمنة بثورة 17\14
رئيس الجلسة: محمد كشكار

مرّ أكثر الوقت في الاجتماع الأول والثاني في التعارف وهذا أمرٌ جيدٌ حسب وجهة نظري لأن التعارفَ والتوادُدَ والإنصاتَ أشياءٌ مهمّةٌ قد تمكننا من تذليل عديد العوائق النفسية التي قد تقف حجر عثرة في طريق التعدّدِ وقبولِ الآخرِ المختلفِ. ميلادُ الإنسان صعبٌ وميلاد الفكر أصعبُ خاصة عندما يكون فكرًا حرًّا، فكرٌ لا يأتي بالبديلِ جاهزًا، و"الذهنُ غير المتقلّبِ ذهنٌ غير حرٍّ" و"إن العقول إذا ارتقت التقت". البديل يُصنَعُ ولا يُهدَى، البديلُ سوف ينبثق من نقاشاتنا واختلافاتنا ولا يعرفه أحدٌ مسبقًا، لا أنا ولا أنتم.
للتوضيح، أنا جئتُ هنا والمتعة الفكرية والعلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام المتبادل وحدهما تقودانني، ولا شيء غيرهما ولو كانا الواجب والوطنية، وإن افتقدتُ الأولى أو الثانية فلن أجيء مرة أخرى. لستُ مناضلاً سياسيًّا ولو حصرتُم دورَ المجموعة في النشاط السياسي فمِن حقكم مع الاعتذار عن المشاركة.
ألاحظ أن أغلب المشاركين ينتمون إلى التيار الإسلامي، وهذا لا يزعجني بل يشرفني كعَلماني يساري غير ماركسي، وما لقيتُ مِن أمثالكم دومًا إلا المنبر المفتوح والجمهور المُنصِت والقارئ والمرحِّب بما أنشر والمعترِف بي كمفكر حر ومستقِل، ولمستُ عندكم التبجيلَ والتقديرَ واللطفَ والاحتضانَ رغم الاختلاف، أشياءٌ لم أجدها في عائلتي اليسارية إلا مَن رحم ربي مع الإشارة أنني أحب رفاقي الماركسيين حتى لو لم يبادلونني نفس الشعور وما أنا بِـنَكَّارٍ للعِشرةِ ولا ناكِرٍ للجميلِ القديمِ. وما تشريفكم لي اليوم برئاسة الجلسة وأنا اليساري الأقلي بينكم إلا خير دليلٍ على ما أقول (وفي تونس كلها يمثل اليسار أقلية وهذا وصفٌ وليس حكمًا). هل لاحظتم أنني لم أقل أنكم تنتمون أو تتعاطفون مع تيار "الإسلام السياسي" بل أقول عنكم أنكم مِن التيار السياسي السائد "بِـتعبيرة إسلامية- بِـلغة إسلامية - بِـرمزية إسلامية" كما كان التيار السياسي السائد في الخمسينيات "بِـتعبيرة قومية" وفي السبعينيات "بِـتعبيرة ماركسية". الإسلاميزم هو صوت الجنوب، شاء محمد كشكار أم لم يشأ!

إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 18 فيفري 2017.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire