يبدو لي أنه كُرهٌ موروثٌ. وَرَثَهُ
اللائكيّون التونسيّون عن فِكر الثورة الفرنسية غير الملحد لكنه معادي للمسيحية (Pensée déiste non athée mais anti-théiste)،
ووَرَثَهُ النهضاويّون التونسيّون عن فِكر الإخوان المسلمين المصريين المعادي
لـ"اللائكية الناصرية".
بكل ودٍّ ولطفِ، أدعو الطرفين
إلى حلحلة موقفَيْهما الإقصائيَّين وإلى محاولة كل واحد منهما الاقتراب من خصمه
الإيديلوجي التاريخي، هذا لو أرادا التعايش السلمي في كَنَفِ الديمقراطية
التمثيلية دون توافقٍ مزيّفٍ كالذي يحدثُ الآن بين النهضة والنداء. وأدعوهم أيضًا
إلى التعاملِ مع الواقع كما هو وليس من خلال النصوص النظرية الخصوصية على
أهمّيتِها.
على اللائكيّين التونسيّين أن
يطّلعوا على التجارب العَلمانية في الدول الأنڤلوسكسونية (أمريكا وبريطانيا
وألمانيا) حيث يتعايش اللائكي مع المتدين في كَنَفِ الاعترافِ المتبادَل دون
تنازلاتٍ مبدئيةٍ، ومن أجل كسبِ ثقة الناخب الحر، فَلْيتنافس المتنافِسون.
لَوْمِي سيكون أشد على بعض
قيادات النهضة الذين اطلعوا على هذه التجارب وتمتعوا بِمزايا العَلمانية الأنڤلوسكسونية
في مَنفاهم القَسري.
ومن نَكَدِ الديمقراطية على الخصمِ أن يرى خصمًا له ما من التعاون معه مَهْرَبُ!
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
« Aux yeux de Socrate, un homme de valeur ne peut être lésé
par quelqu`un qui ne le vaut pas. » Michel Onfray
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 3 فيفري 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire