lundi 6 septembre 2021

ثلاثة إجراءات ضد السائد قد تساهم في إصلاح المنظومة التربوية التونسية. مواطن العالَم والديداكتيك

 

 

مقدمة ديونتولوجية:

أقدم اعتذاري مسبقَا للسادة المتفقدين والقيمين وتلامذة النموذجي إذا فكرتي هذه مسّت من كرامتهم دون قصدٍ مني والله: أنا أحترم الأشخاص ولي في الأسلاك الثلاثة أصدقاء محترمين حميمين أعزاء (متفقدين وقيمين وخرّيجي نموذجي)، لكنني أخالفهم في الأفكار، فرجاء ردّوا بالمثل، وبما أن ناقدَكم أستاذٌ، تستطيعوا أن تقولوا مثلاً: "نطالب بإلغاء سلك الأساتذة المباشرين وتعويضهم بأساتذة افتراضيين". لَمْ ولن أتعرّض لأشخاصكم، أرجوكم في المقابل أن لا تتعرّضوا لشخصي المتواضع وشكري أقدّمه مسبقًا لكم على تفهّمِكم المأمولِ.

 

ملاحظة مهمه:

مناقشة المسائل الفكرية لا علاقة لها بحب أو كره الأشخاص، فمثلا: فنلندا، أفضل نظام تربوي في العالَم، لا يوجد فيها سلك التفقد البيداغوجي. فهل هذا يعني أنهم يكرهون المتفقدين ؟ أمريكا، لا يوجد فيها سلك القيمين (في فترات الراحة (Récréations)، يُكلَّف بعض الأساتذة بتأطير التلامذة كما يفعل المعلمون اليوم في كل مدارسنا الابتدائية). فهل هذا يعني أنهم يكرهون القيمين ؟

 

1.     أطالب بإلغاء تدريجي لمؤسسة التفقد البيداغوجي:

أطالب بالكَفُّ عن انتداب متفقدين جُدُدٍ وتَرْكِ المنتدَبين يكملون مهامهم بسلام. أطالب بإغلاق المركز الوطني لتكوين المكوّنين في التربية (CENAFFE Carthage) بسبب هشاشة التكوين الذي يُقدّم فيه (عام واحد فقط غير كافٍ) وأطالب بفتح كلية تربية مكانه. كلية يمر منها إجباريًّا المعلم وأستاذ الثانوي وأستاذ الجامعة والمدير والناظر والقيم العام. لا يدخلها إلا الحاصل على إجازة فما فوق.

لا أعمّم، قد يكون في سلك السادة المتفقدين أناس أكفّاء وهم قلة قليلة. لا يوجد تفقد في جميع جامعات العالَم، فهل المعلم وأستاذ الثانوي أقل يقظةً وضميرًا من أستاذ الجامعة حتى نراقبه دوريًّا ؟

 

2.     أطالب بإلغاء تدريجي لمؤسسة القيمين في الإعداديات والمعاهد:

أطالب بالكَفُّ عن انتداب قيمين جدد وتَرْكِ المنتدَبين يكملون مهامهم بسلام. يَسَمّونهم رسميًّا مأطرين بيداغوجيين ! لا أدري أين تكوّنوا في علوم التربية وماذا يأطرون ؟

 

3.     أطالب بإلغاء تدريجي للإعداديات والمعاهد النموذجية:

Le philosophe et généticien Albert Jacquard a dit : « on ne peut pas catégoriser l’intelligence ».

يبدو لي أنه يكون من الأفضل أن لا نفصل بين التلامذة المجتهدين (لم أقُلْ الأذكَى) عن زملائهم غير المجتهدين (لم أقُلْ الأقل ذكاءً)، لأن التلامذة يتعلمون من بعضهم البعض و"القرينُ للقرين ألقنُ". الدولة أنشأتْ هذه المؤسسات طمعًا في تخريج نخبة جيدة تنفع البلاد: أولا، الطفل ليس حصانَ سباقٍ نَحقِنه بالمنشطات (Dopage)، أضِفْ إلى ذلك أن النتيجة المُثلَى المرجوة من تكوينهم ليست أوتوماتيكية ولا مضمونة مثلها مثل نتائج المدرسة السلوكية عمومًا (Je dis non au béhaviorisme pur et dur). ثانيًا، لاحِظْ أن أكثر خرّيجي هذه المؤسسات يهاجرون طمعًا في المال فأصبحنا وكأننا نكوّن نُخَبًا لغيرنا ودون مقابلٍ.

 

 

إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 فيفري 2020.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire