1. الأخلاق مواقفَ تُمارَس في الفضاءات العامة وليست معرفة تُدَرّس داخل أسوار
المدارس (تربية إسلامية ومدنية). كيف نعلّمها إذن ؟ أكتفي بمثالٍ واحدٍ بليغٍ
ومعبّرٍ: في كندا يُطالَب تلامذة المعاهد بالقيام بـ40 ساعة عمل تطوّعي، ينجزونها
فُرادَى أو مجموعات خارج المعهد ولا يحصل على الباكلوريا مَن لم يتمّمها مهما كان
معدله مرتفعًا.
2. النوادي الثقافية في مؤسساتنا التربوية مسجّلة رسميًّا بالآلاف لكن قليلٌ
منها ينشط فعليًّا. لماذا لا نفعل مثل اليابان، حيث تُدارُ النوادي ذاتيًّا من
قِبل التلامذة المنتسبين المغرومين وتُمنَح لهم ميزانية تسيير متواضعة وهم الذين
يرسمون خطة النشاط ويختارون الأستاذ المنشّط.
3. ظاهرة الإتلاف المتعمّد للتجهيزات في الإعداديات والمعاهد من قِبل بعض
التلامذة غير المنضبطين. ما الحلّ ؟ تمكين كل مدرّس من مفتاح (Passe)، يفتح القاعة في أول الحصة ويغلقها في آخرها. والله
لو فعلوها زملائي الميامين لَقضينا على المشكل نهائيًّا ولَخفّضنا عبء تنظيفها على
عمال النظافة.
4. يومٌ مفتوحٌ للأولياء يُنظَّم داخل كل مؤسسة تربوية في آخر السنة، يومٌ يَعرِضُ
فيه التلامذة المهارات والكفاءات التي اكتسبوها في المدرسة بعد سنة من التدريب: مثلاً،
تلامذة الشعب العلمية يعرضون في الساحة تجاربهم المخبرية حتى يطّلع الولي على
المعرفة المتقدمة التي يدرسها ابنه ليطمئن قلبه وعقله فيشجّع ابنه أكثر على تحصيل
العلوم والتقنيات والأدب والفلسفة.
5. إشراك المحيط في التدريس. كيف؟ مثلاً، أستاذ التاريخ في درس الحركة الوطنية
يستدعي في قسمه مناضلاً شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي ليحدّث التلامذة عن
تجربته بلغته وتعبيراته الجسمية. حصةٌ لن ينساها التلميذ مدى حياته.
6. الاجتماعات البيداغوجية مع المتفقد في مراكز التكوين الجهوية (CREFOC) لا يستفيد منها معرفيًّا المدرّسون. لماذا ؟ لأن
المتفقد هو الذي يحاضر في كل الاختصاصات (الديداكتيك، علم نفس الطفل، علم التقييم،
علوم التواصل، إلخ) وهو ليس مختصًّا في أي علمٍ من هذه العلوم. ما ضرَّ لو استدعى
في كل حصة قمةً من القِمم الجامعية وترك لها مهمة تكوين المكونين، واحترم نفسَه
واكتفى بمهة التنسيق، وعاش مَن عَرَفَ قدرَه ووقفَ عندَه.
7. خُلِق المتفقد لمساعدة المدرّس والإدارة على تذليل صعوبات التعلم ومحاولة
تجاوز العوائق التعلمية والمعرفية والنفسية. لماذا لا نخصص متفقدًا لكل مؤسسة
تعاني من مشاكل تربوية ونكلفه بمساعدة الأسرة التربوية على حلها على عين المكان،
أي يباشر عمله يوميًّا داخل المؤسسة صباحًا مساءً ويوم الأحد إن اقتضى الأمر ولا
يغادرها إلا وجل صعوباتها قد ذُلِّلت، عام، عامين، ليس مهمًّا، المهم في النتيجة.
8. نحن نعرف مجلس القسم (يلتئم كل ثلاثي للتباحث في نتائج التلامذة) ولا نعرف
مجلس المادة. هو مجلسٌ خاص بكل مادة يلتئم كل أسبوع، يتباحث فيه المدرّسون أحوال
تدريس المادة وأساليب تطويرها، يستفيدون، يتبادلون ويتقاسمون خِبراتهم وقِراءاتهم
الذاتية حول الجديد في اختصاصهم.
9. المجلس البيداغوجي يضم المدير والأساتذة وهو مسؤول عن تخطيط وإنجاز السياسة
التربوية داخل المؤسسة، والسهر على إنجاحها وتقييمها تقييمًا داخليًّا يكمّله
تقييمٌ خارجيٌّ ينجزُه المتفقدون البيداغوجيون وزملاؤهم الإداريون والماليّون.
للأسف هو اليوم غير موجودٍ وإن وُجِدَ فهو شكليٌّ ولا يقوم بالدور المُوكَلِ إليه.
10.
مجلس المؤسسة يضم الأسرة التربوية داخل المؤسسة
والأولياء وممثلي المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الكائنة بمحيط
المدرسة، مجلسٌ لا يخطط للسياسة التربوية ولا يتدخل في محتوى البرامج التعليمية
الرسمية وإنما يساعد على إنجازها مادّيًّا ومعنويًّا. للأسف هو اليوم غير موجودٍ.
أسوق مثالاً واحدًا على نجاعته إن أوجِد: يوم 11 فيفري 2018، نظّم معهد جمنة ندوةً
بيداغوجيةً بِيَومٍ واحدٍ، شاركتُ في فعالياتها المتعددة متطوّعًا بمحاضرة
إبستمولوجية حول الإصلاح التربوي. "جمعية حماية واحات جمنة" ساندت
وموّلت هذه المبادرة القيّمة بمبلغ قدره على حد علمي 2000 دينار، مثالٌ يُحتذَى.
ملاحظة:
لا أحمّل
مسؤولية عدم تفعيل هذه الأفكار لأي جهة محددة بذاتها وبمفردها رغم وجود هذه الإصلاحات نظريًّا على مكاتب
المسؤولين، أحمّلها لجميع الفاعلين في الحقل التربوي، مسؤولين، إداريين، متفقدين،
مدرّسين، أولياء، ممثلي المؤسسات الثقافية والاجتماعية
والاقتصادية الكائنة بمحيط المؤسسات التربوية وفي آخر السلسلة للتلامذة أنفسهم.
إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 24 جوان
2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire