dimanche 2 août 2020

كلنا أنانيون وغير الأناني فينا نتهكم منه ونحبِطه! مواطن العالَم

 

قال تعالى: " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا". حسب تأويلي الحر: الفجور هو الأنانية، والتقوى هي الاستقامة ونكران الذات إيثارا للآخر، الآخر المختلف عنا جنسا أو لونا أو عرقا أو دينا أو فكرا أو ثقافة أو إيديولوجيا أو تاريخا أو جغرافيا. قَدَرُنا إذن أن نحب هذا الآخر، ولو لم نحبه فكيف سنهديه أفضل ما عندنا: كنوز تراثنا المتمثلة في حضارتنا العربية-الإسلامية المتسامحة نسبيًّا مقارنة بمنافستها الحضارة المسيحية وقِيمنا الإسلامية السمحة وتراثنا وتاريخنا المجيد في بعض حِقبه وكرمنا وتقوانا. وهل تُقدم الهدايا لغير الأحبة؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". أخوه في الإنسانية، ملحدا كان أو لاأدريا أو يهوديا أو نصرانيا أو بهائيا أو بوذيا أو هندوسيا.

         أما نحن اليوم معشر التونسيين، فعِوض أن ننهي عن المنكر، ترانا نحارب المعروف بأمثالنا الشعبية المحبِطة التالية المتداولة باللغة الدارجة وكل إناء بما فيه يرشح:

-         "ابعِد عَالشَّرْ وغَنِّيلُو"

-         "أخْطَأ رأسي واضربْ"

-         "سَيّبْ عْلِيكْ"، "آشْ إهِمِّكْ"، "آشْ لَزِّكْ"، "آشْ دَخِّلِكْ"، "تِلْهَى بَحْوايْجَكْ"

-         "الكَفْ مايْعانِدْ المِخْيِطْ"

-         "لا اتدخّل يدّك للغار، لا تلدغك العڤارب"

-         "قِيمْ الفرضْ وانڤب لَرْضْ"

-         "خلّي أهل البْلِي في بْلاهم"

-         "اللِّخافْ اسلِمْ"

-         "رِزْڤ البِيلِيكْ"

-         "اعْملْ كِيما جاركْ وَلَّ حوِّل باب داركْ"

-         "عامِلْ فيها مُصلح اجتماعي"

 

إيه يا سيدي "عامِلْ فيها مُصلح اجتماعي"! ألمْ يأمرنا قرآننا الكريم: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ". والله لا توجد أمة في التاريخ تصلي خمس مرات في اليوم وتذكر كلام الله وتتذكره أكثر من أمة المسلمين فالمفروض إذن أننا أكثر الأمم خشية لله!

 

لكننا والحق يُقال ولو على أنفسنا لكن دون تعميم: نحن أمة لم تبدع ولم تنجح إلا في محاربة النجاح رغم قلة تواجده في مطارِحِنا وأراضينا منذ عشرة قرون. أمة تحارب الناجحين منها على ندرتهم وتتهكم من نجاحاتهم وتقلل من شأنها. وفي المقابل تتستر على الفاسدين فيها وتحميهم تحت غطاء القبلية والعروشية والمحسوبية.

أمة لا تحاول أبد تغيير ما اعتراها من وهن بل تقعد عن العمل وتمجد الكسل وتنتظر تغييرا قد يأتي وقد لا يأتي من السماء ولله في حكمته شؤون، سبحانه يَسأل ولا يُسأل، يُحاسِب ولا يُحاسَ.  أمة ناسية أو متناسية قوله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". غيّر الألمان ما بأنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك فعل اليابانيون فغيّر الله ما بهم ورفعهم إلى مرتبة  أفضل الشعوب والدول دون أن يطلقوا رصاصة واحدة ضد أعدائهم بعد الهزيمة أما نحن فما زلنا في مكاننا قابعون وللرصاص ضد أنفسنا مُطلقون وللقدر دون عملٍ مستسلمون. الله يستر العاقبة...

 

إمضائي

يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.

لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

Ma devise principale : « Faire avec » les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) « pour aller contre » ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques

Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc

Mauris Barrès : « Penser solitairement mène à penser solidairement »

T Ben B : « nomme-moi offrande, et je m`offrirai ! »

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاربعاء 2 مارس 2016.

 

 

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire