الخبر (TV SCIENCE & VIE, le
2\03\16):
قرية في اليابان: لاحظ
العلماء أن كثيرا من سكانها يعمِّرون أكثر من مائة سنة وفي صحة جيدة أيضا. سألوهم
عن سبب ارتفاع متوسط العمر المتوقع عندهم (espérance de vie)؟ فأجابوا: "نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا
أكلنا لا نشبع ونعتمد في أكلنا على الخضروات والغلال والسمك أكثر من
لحم البقر والضأن". انطلق البحث العلمي من هذه الملاحظة وشرع البحّاثة
الغربيون في إجراء تجارب على أقرب الحيوانات للبشر (قرد صغير جدا في حجم فأر) من
أجل إيجاد نظام غذائي قد يُعتمد في المستقبل ويُعمّم لِرفع
متوسط العمر
المتوقع في العالَم أجمع.
التعليق:
هذه المقولة الرائعة "نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع" موجودة في تراثنا وهنالك مَن ينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم وهنالك مَن ينكر ذلك أما أنا فلا أرى مانعًا من نسبة كل جميل للجميل واستبعاد كل حديث لا يتماشى مع مقاصد القرآن السامية وأخلاق الرسول العالية حتى ولو دوّنه مسلم أو البخاري. يبدو لي أن النظام الغذائي المتّبَع من قِبل معمِّرِي القرية اليابانية هو شبيه بالنظام الغذائي المتوسِّطِي
(Le régime méditerranéen )
الذي كان سائدا عندنا في تونس الستينيات
حيث كنا نعتمد في غذائنا على البروتينات النباتية (فول، عدس، جلبانة، إلخ.) أكثر
من الحيوانية (اللحم الأحمر) والكثير من الخضروات والغلال. لكن رغم وجود هذه
الكنوز في تراثنا العربي الإسلامي، فقد اكتفينا بترديدها دون تفعيلها ولم يلتفت
لها علماؤنا ولم يبحثوا فيها دكاترنا الميامين وهم يُعدون بالآلاف. يوجد فينا مَن يجوع ولا يجد ما يأكل وفينا مَن يأكل ولا
يشبع. لم نفلح إلا في التباهي المزيف بالقول أن كل ما توصل إليه الغرب من تقدم
بالعلم والعمل هو موجود عندنا في قرآننا وسيرة رسولنا: فهمٌ خاطئٌ لنشأة العلم
وتطوره، العالِم الغربي لم يرفع غطاءً فوجد تحته عِلمًا.
العلم يا سادة يا كرام هو أعقد من هذا الفهم
السطحي، العلم بحثٌ واجتهادٌ ومعاناةٌ ومراكمةٌ لتجارب مَن سبقونا وفشلٌ ونجاحٌ
وخيبةٌ وأملٌ. ما توصل إليه العلم في القرن 21 م لا يمكن بأي حال من الأحوال أن
يتوصل إليه علماء القرن 7 م في المدينة أو في أثينا ومعرفة القرن 21 يستحيل
التفكير فيها في عهد الرسول إلا "علم الغيب" وهو من معجزات الله وليس
للبشر أي جدارةٍ فيه أو استحقاقٍ، أنبياءً كانوا أو بشرًا عاديين،
والله أعلم.
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن
يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في
كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise
principale : « Faire avec » les conceptions non scientifiques
(elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système
d`explication qui marche) « pour aller contre » ces mêmes conceptions
et simultanément aider les autres à auto-construire leurs propres conceptions scientifiques
Mon
public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme les enseignants,
les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la
fonction publique, etc
Mauris Barrès :
Penser solitairement mène à penser solidairement
T Ben B : Nomme-moi
offrande, et je m`offrirai
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 3 مارس 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire