مَن هو؟
هو Mohamed Ali Souidi
هو شاب تونسي، من معارف الفيسبوك الفكرية والجدية، زارني
لأول مرة اليوم صباحًا في محرابي المسمَّى "مقهى الشيحي التعيسة التي لم تعد
تعيسة".
رجعتُ من المقهى فعلاً فرحًا مسرورًا بلقائه فخطرتْ
ببالي المقامة الهمذانية التالية، همذانية لكنها واقعية:
-
هو نار تِـﭬْدِي... وأنا رْمادْ مْهَبِّي!
- هو يتّقد حيوية... وأنا البيولوجيا اختصاصي هدّتْني مجازًا وفعلاً !
-
هو شاب
وسيم في الأربعين... وفي السبعين فعن الوسامة لا تسأل !
-
هو تحمّلَ مشقة التنقل 45كلم... وأنا "هاالكُبْرْ
هذا إهُودِي***حَطْلِي شِكايِرْ ملح على نْهُودِي" (الشاعر المرزوﭬـي بن ﭬِطَنِّشْ)
!
-
هو يصمم ويصنع
وسائل الإيضاح للتلامذة (Les
moyens didactiques)… وأنا أحلم
للتلامذة بعالَم الديداكتيك المثالي (La didactique) ! قلتُ له: ديداكتيكك وديداكتيكي موش كيف كيف، ديداكتيكك
عملي وديداكتيكي نظري، ديداكتيكك ينفع في الحاضر وديداكتيكي قد في المستقبل،
لكنهما يكمّلان بعضهما بعضًا ولا أحد يقدر أن يستغني عن الآخر.
-
هو يشتغل على Imprimante 3D... وأنا لا أشتغل أصلا ولم ألمس في
حياتي ولو مرة Imprimante 3D !
-
هو زار جل
البلدان الأوروبية والآسيوية... وأنا لا أعرف من البلدان الأجنبية إلا باريس وليون
!
-
هو يعمل لصالحه الخاص... وأنا "مسمار في حِيطْ"
!
-
هو تكذيبٌ حَيٌّ لمسلّمات من نوع: "C’était mieux avant" و"يا حسرة
على جيلنا جيل بورﭬيبة"... وأنا في هذه معه على طول !
-
حتى لا أطيل على نفسي وأبكي على حظي أكثر، في الخلاصة
أقول: هو النسر، مستقبل تونس الناجح الواعد... وأنا ماضيها، البطريقُ الأكْتَعُ ناقدُ نفسِه !
-
خاتمة: "حذارِ
فَـــــتَحْتَ الرَّمادِ اللهيبُ"... يكفي أن تحرّكه !
إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ
القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة"
(جبران)
النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ، أنا لا أقصدُ فرضَ
رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل
مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ
القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ
الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ ما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 22 أوت 2020.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire