المسلم الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بـ"حريته
الطبيعية" التي تتجسم في القتل والتنكيل في جهاد الكفار!
قبل ظهور الحضارات والديانات وبعدها،
كان الإنسان ولا يزال بعضه حرًّا كالحيوان "حوت يأكل حوت وقليل الجهد
يموت"، أي بمفهوم الانتقاء الطبيعي لداروين. قال الفيلسوف الأنڤليزي هوبز:
"الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان"، وأنا أقول عن المسلم الداعشي أنه آلة مدرّبة على
القتل تفوق بكثير شراسة الذئاب يا هوبز! لأن الذئب لا ذنب عليه فهو متوحش بالغريزة
أي رغم أنفه أما المسلم الداعشي فهو متوحش واعٍ بتوحشه، توحشًا اكتسبه ولم
يرثه!
كانت حرب الكل ضد الكل (Le chaos) تسود العالم تقريبًا حتى الثورة الفرنسية سنة 1789م، حينها خاف الفردُ أن يفقد حياته فوضع بموافقته وإرادته الحرة حدًّا لـ"حريته الطبيعية" في المتعة الجنسية الغريزية ومتعة القتل، وانبثق فيه حب الحياة
(L’instinct de la conservation de l`intégrité physique)
وحكّم عقله خوفًا من الموت وقال: حتى لا أفقد حياتي سأتخلى عن "حريتي الطبيعية"
(Je t`obéis et tu me protèges)
لفائدة
سلطة تمثلني (Le contrat social de Rousseau, 1762). أما المسلمون الدواعش الوهابيون فهم لا يخافون الموت بل يمجّدونها
وينشرون ثقافتها ولا يعترفون حتى اليوم بالديمقراطية ولا بالعقد الاجتماعي.
يبدو لي أن هذه المسألة لا علاقة لها بالدين ولا بالتقدم لأن النزعة الشهوانية والتدميرية نجدها قديمًا عند الملوك المستبدين وحديثًا عند الديكتاتوريين وعند الأنظمة الرأسمالية المتوحّشة والأنظمة الاستعمارية أيضًا
(سلبوا حرية مواطنيهم دون عقد اجتماعي Les citoyens ont obéi, les dictateurs ne les ont pas protégés):
كان جل الملوك دواعش عصرهم، كانوا
الوحيدين الذين يتمتعون بـ"حريتهم
الطبيعية" في ممارسة الجنس مع أي امرأة من جواريهم ولهم حق قتل أي مواطن دون
أن يُسألوا عما يفعلون من فواحش أو جرائم. وكان الديكتاتوريون كذلك أيضًا ولا
يزالون، هتلر وبول بوت فعلا أشنع مما فعله الدواعش، الأول في ألمانيا، أحرق اليهود وقتل الملايين من الروس والناس
أجمعين وأخصى الألمان المعاقين واستعمر نصف العالم، والثاني في كمبوديا أباد رُبع
شعبه في أربع سنوات، مليون ضحية. أما الرأسماليون الجشعون والدول الاستعمارية، القديمة
والحديثة والحالية، فلا شيء يردعهم أمام الربح الحرام والسريع، دمروا دولاً
بأكملها، أفغانستان، الصومال، العراق، ليبيا، سوريا والقادم أظلم، وأهانوا وأذلّوا
أخيرًا المواطنين اليونانيين أبناء دينهم وعِرقهم، أبناء بُناة حضارتهم ومؤسسي
ديمقراطيتهم وفلسفتهم.
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 27 ديسمبر 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire