تاريخ أول نشر على النت: حمام
الشط في 4 أوت 2012.
يبدو لي أن حل مشكلة حرية التعبير يتمثل في مزيد من حرية
التعبير وليس في الحد منها بأي شكل من الأشكال لكن على شرط أن نتمسك
بالديونتولوجيا التالية (أخلاق العمل والتعامل المطلوبة في مجالٍ ما كالطب مثلا أو
الصحافة): "على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي
وعلى كل سلوك غير حضاري، نرد بسلوك حضاري لا بالإقصاء أو العقاب أو التهميش".
أعرف مسبقًا أنني قد لا أصيب، لذلك أنا أقنعُ وأكتفي بأجر
المجتهد الذي يخطئ وأستعمل حقي الشرعي والعلمي في ارتكاب الخطأ: يبدو لي أن أول وأكبر
مَن مسّ بالمقدسات وتحدّى الله سبحانه وتعالى هو الشيطان الرجيم، وبالرغم من ذلك أوصل
الله لنا في قرآنه الكريم كل ردود الشيطان وعصيانه، آيَاتٌ
بَيِّنَاتٌ، أمرنا الله أن نقرأها، نتعظ بها، ونرتّلها بكرة وأصيلا.
ألا تتعظون أيها المسلمون وتستفيدون من فائض الحرية دون
سقفٍ المعطى من رب العالمين لأكبر معارضيه، الشيطان الرجيم، لعنة الله عليه. لم يحجب
الله حُجَجَ أكبر معارضيه وكان في مقدوره حَجْبَ الشيطان نفسه من الوجود.
لو اقتديتم بالقرآن الكريم أيها المنتمون للأحزاب، لَفعلتم
الآتي:
-
حزب
حركة النهضة يخصص في جريدته الحزبية اليومية صفحة لليساريّين يكتبون فيها ما يشاءون
ويَخُطُّون فيها ما يريدون من نقد وانتقاد لسياسة النهضة وإيديولوجيتها.
-
حزب
الجبهة يخصص في جريدته الحزبية اليومية صفحة للنهضاويّين يكتبون فيها ما يشاءون ويَخُطُّون
فيها ما يريدون من نقد وانتقاد لسياسة الجبهة وإيديولوجيتها.
-
يتفاعلان
ويعرفان بعضهما البعض، ومن تفاعلهما وتعارُفهما قد ينبثق تقارُبٌ وتفاهمٌ غير
مألوفَين مسبقًا. الحزبان المتخاصمان قد يستفيدان وربما يتحالفان ويلتفتان للفعل
والبناء ونرتاحُ نحن، الشعب المفعول به، من شغبِهما وصخبِهما الفارغَين.
خاتمة: كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول: "رحم الله امرَأً
أهدى إلي عيوبي". وقال أيضًا: "انصحوا الناسَ بِصمتٍ". قالوا:
"كيف يا عمر؟". قال: "بأخلاقِكم!".
إمضاء مواطن
العالَم
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ
ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ
الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ
هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو
هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا
كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
لا أقصدُ فرضَ
رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل
مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
تاريخ إعادة نشر وتحيين على حسابي
ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء
26 فيفري 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire