samedi 2 février 2019

القانون لا يحمي المغفلين من أمثالي! مواطن العالَم



أساس المشكل: سنة 2012، فاجأني الكنام (CNAM)، الصندوق الوطني للتأمين على المرض، كما فاجأ جل المنخرطين، وطالبني بتسديد دَين قدره 1800د. ما زلتُ أسدده أقساطًا شهريّةً إلى اليوم (50د ثم 20د). في البداية لم أفهم، كنت أظن أن ما دام الطبيب أمَرَ ومخبر التحليل نَفَّذَ فلا تثريبَ عليَّ ولا هم يحزنون.
سألتُ طبيب العائلة ومخبر التحليل والصيدلي وموظفي الكنام بحمام الأنف! للأسف لم ينبّهني إلى خطئي الجسيم أحدٌ، خطأ ثمنه 1800د.
عندي (APCI)، أي تغطية صحية مجانية كاملة على الأمراض المزمنة مثل السكري نوع 2 (دون حقن الأنسولين): لا أدفع شيئًا لطبيب السكري ولا لمخبر التحاليل وأدفع للصيدلي ثلث ثمن دواء السكري (دفتر المنظومة الخاصة tiers payant).
كل ثلاثة أشهر أزور الطبيب ولا أدفع شيئًا، يعطيني عشرين تحليل (سكري، كولسترول ورفاقه، كرياتينين، دم، إلخ.)، أذهب إلى مخبر التحليل الخاص ولا أدفع شيئًا أيضًا، ثم أعود إلى بيتي فرحًا مسرورًا بدولتي الحنون التي ترعاني في شيخوختي و"مَجّانًا"! لستُ مِمْراضًا ولا أزور طبيبي إلا لمتابعة مَرَضِي المزمن فقط.
سنة 2019، فاجأني الكنام (CNAM) مرة ثانيةً، وطالبني بتسديد دَين ثانٍ قيمته 1000د، فقلتُ في نفسي أن في الأمر وَاوٌ!
مَن نبّهني إذن؟ هاتفٌ من السماء: أول أمس،  وبعد مرور ست سنوات وأنا أجري التحليلَ وراء التحليلَ، في بالي على حساب (APCI)، فجأة صحوتُ وعرفتُ أنني كنتُ مغفَّلاً غافلاً.
أمس صباحًا، سألتُ رِحابْ، "المحلِّلَةَ البيولوجية الجميلةَ"، التي تعمل في مخبر التحليل فتأكدتُ. قالت لي: "بالنسبة لمريض السكري المتمتع بـ(APCI)، لا يُحتسَب مجانيًّا إلا تحليلَان اثنَان، الصائم والتراكمي، بالدارجة المَخزون (à jeun+glycosylé)"
أخيرًا فهمتُ سبب مشكلتي: يبدو لي أن (APCI) السكري لا تشمل إلا تحليلَيْ السكري فقط وعليَّ أنا تسديد ثمن باقي التحاليل (كولسترول ورفاقه، كرياتينين، دم، إلخ.) التي دأبتُ على إجرائها وكنتُ أظنها خطأ أنها كلها مضمونة المجانية في رخصة (APCI).

خاتمة: احذروا هذا النوع من الغفلة لأن الفاتورة لا يدفعها الطبيب ولا مخبر التحليل ولا الصيدلي، تدفعها أنت ثمنًا لتحاليل لا تشملها (APCI) "امتاعَكْ"، وجلها غير ضروري لصحتكَ في أكثر الأحيان لكنها ربحية-ضرورية وفي كل الأحيان لمخبر التحاليل والصيدلي. جنيتُ على نفسي وما جَنَى عليّ أحدٌ!
يقولون: "لا خابَ مَن استشارَ".. إلا في تونس، حيث يخيبُ مَن لا يستشيرُ ومَن يستشيرُ أيضًا. غَلطوني، الله يهلكهم الكلْ، وحسبِيَ الله ونِعمَ الوكيل، أستثني منهم طبيبي الخاص، لا أشك لحظةً في نيته الطيبة رغم أنه لم يُنبّهني هو أيضًا!

إمضاء مواطن العالَم
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 3 فيفري 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire