نقد المفاهيم غير العلمية
الشائعة والمسلَّمات المقولَبات (Les
stéréotypes).
كلمة "فلسفة" تعني حرفيا حب الحكمة وأنا أعشق
الحكمة منذ وعيت هذه الدنيا فأنا إذن فيلسوف بالقوة (بالمعنى الفلسفي لمفهوم
القوة) حتى وإن لم أكن فيلسوفا بالفعل. الفلسفةُ تساؤلٌ وتأويلٌ وتفكيرٌ حول
العالم والوجود الإنساني وهذا ما أفعله عن هواية ودون تكوين في الاختصاص بهدف
تقصير زمن انتظار الموت.
أطرح الإشكاليات التالية
للنقاش؟ إشكاليات لا رابطَ ظاهرَ بينها:
1. يقولون: "الشك طريق إلى اليقين".
أقول: يختلف
التفكير الديني والتفكير العلمي ولا يلتقيان إلا في المقاصد الأخلاقية السامية وفي
رفض هذه المقولة. أما الأول فيرفضها لأنه مبني على اليقين من أساسه ولا يحتاج للشك
كطريق للوصول إلى اليقين، هو يقينٌ في يقينٍ من بدايته إلى آخرته. أما الثاني فيرفضها
لأنه يعتبر الشك طريقا إلى شك أكثر تعقيدا وليس من مهامه ولا من أهدافه الوصول إلى
اليقين إلا في بعض الحقائق العلمية المعدودة الثابتة حسب المجتمع العلمي العالمي (La communauté scientifique internationale)،
وليس حسب شخصي المتواضع، مثل مركزية الشمس وكروية الأرض ودورانها حول الشمس والداروينية
ودور (L`ADN) في نقل الصفات الوراثية وجاذبية نيوتن
ونسبية أنشتاين وغيرها. لو وصل إلى العلمُ إلى اليقين في كل فرضياته، لا قدّر
الله، لتوقف إنتاجُه ونفى نفسَه بنفسِه لأنه وبطبيعته مُعرّضٌ دومًا وقابلٌ للدحضِ
والتكذيبِ.
2. يقولون: "الإنسان أنانيٌّ بطبعه والفنانُ موهوبٌ بطبعه
والعربيُّ عنيفٌ بطبعه والمسلمُ إرهابيٌ بطبعه والغربيُّ متحضّرٌ بطبعه واليهوديُّ
بخيلٌ بطبعه والمسيحيُّ متسامحٌ بطبعه وغيرها من الصفات البشرية المنسوبة خطأ إلى
الطبع والموروث".
أقول: ماذا يعني
بطبعه؟ هل كُتبت هذه الصفات برموز الشفرة الجينية على جينات البشر قبل ولادتهم؟ طبعا
سيكون الجواب العلمي بالنفي، إذا كان الغربي متحضّرا بطبعه فمن يا تُرى يرمينا
بالقنابل العنقودية المحرّمة دوليا ومن يحرقنا بالفوسفور الأبيض والنابالم؟ وإذا
كان المسلم إرهابيا بطبعه فمِن أين أتانا أحمد زويل وفاروق الباز ونجيب محفوظ
ومحمد الأوسط العياري وفرحات حشاد؟ وإذا كان العربي عنيفا بطبعه فمن أين أتانا
نزار قباني ومحمود درويش وصادق جلال العظم ونوال السعداوي وأم كلثوم ونجاة الصغيرة
وفيروز ومارسيل؟ نحن نعرف أن رموز الشفرة الجينية تكوّن موروثا مشتركا بين
الكائنات الحية، فلو أخذنا مثلا الجينة البشرية المسؤولة عن صناعة هرمون الأنسولين
في الجسم (المسؤول عن تخفيض نسبة السكر في الدم) وأدرجناها بيوتكنولوجيا في الحمض
النووي (ADN)
لخلية بكتيريا لصنعت لنا هذه الأخيرة أنسولين بمواصفات بشرية ليست بكتيرية. وهنا
أطرح السؤال الإنكاري التالي: هل توجد جينات بشرية مسؤولة عن ظهور قدرات ذهنية
كالذكاء والعنف والفن؟ إلى حد الآن لم يثبت العلم ذلك. مع العلم أن الإنسان والقرد
يشتركان في ما يقارب 99 في المائة من طبيعة وتركيب جينات الحمض النووي والواحد
المتبقي وحده أنتج كل هذا الفرق في الذكاء بحكم تفاعله مع المحيط والناس مما أفرز
نقلة نوعية وقعت إثر خطأ كيميائي في الحمض النووي البشري لذلك لا يمكن للقرد أن
يصبح بشرا حتى ولو علمناه ودربناه لأنه لم يرث مخا بشريا، مُخٌّ اكتسب تطوره وتعقده
عبر ملايين السنين، مع العلم أيضا أن عدد الجينات عند الإنسان لا يتخطى الثلاثين
ألف وهي عاجزة مثلا عن التخطيط الكامل مسبقا لمليون مليار من الوصلات العصبية بين
الخلايا العصبية داخل المخ البشري، فللمكتسب إذن فِعلٌ هام في صنع القدرات الذهنية
كالذكاء والإبداع والفن.
3. يقولون: "ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
أقول: نسوا أو تناسوا
أن الله لا يأخذ شيئا من عبدِه ولا يحتاج شيئا من الأرض والبشر. كل ما خصصوه زورا لله،
ماديا كان أو مجردا، قد أخذه قيصر أيضا ولم يترك للمعذبين في الأرض شيئا.
4. يقولون: "يحب الإنسان بقلبه ويفكّر بعقله".
أقول: ينبثق الحب
والتفكير من المخ ولا دخل مباشر للقلب في المشاعر والإحساس إلا كعضو مثل باقي
الأعضاء يتفاعل إيجابيا مع المخ، يمدّه بمعلومات ويأخذ منه معلومات. لا يمثل المخ
قائد فرقة متسلط على أفراد جوقته المتكونة من باقي الأعضاء، المخ قائد ديمقراطي
يستشير باقي الأعضاء في الصغيرة والكبيرة ولا يعطي أوامر إلا في كنف التناغم
والتنسيق مع باقي أعضاء الجسم، يتساوى في هذا صغيرهم مع كبيرهم. ومن قال: أحب
بقلبي، كمن قال: أحب بعضلة ذراعي. والدليل المادي التجريبي على سلامة هذا الطرح الأخير
هو الآتي: لو قام طبيب بعملية زرع قلب، من شخص ميت حديثا، وهو المانح بموافقته
مسبقا أو بموافقة عائلته مؤخرا، إلى شخص مستفيد، فمشاعر المانح وعواطفه وأحاسيسه
لا تنتقل مع قلبه إلى المستفيد ويحافظ المستفيد على نفس مشاعره التي كان يملكها وما
زال قبل وبعد تعويض قلبه الوراثي المريض بقلب سليم لشخص آخر. لننتظر قليلا عملية
زرع المخ المستقبلية حتى نتكلم وبتحفظ عن انتقال المشاعر والتفكير من المانح الميت
إلى المستفيد الحي لأن الإنسان السليم بدنيا لا يفكر مثل الإنسان المعوق ولا يعني
هذا أنه يفكر أحسن منه بل هو مختلف عنه فقط.
5. يقولون: "بدون مجاملة"، عندما يخاطب الصديق صديقه.
أقول: أطرح هنا
سؤالا على محدثي وصديقي: لماذا يا صديقي لا تجاملني دون أن تنافقني وتحرمني من
كلمات رقيقة تقولها لي صدقا عوض أن تقولها نفاقا لغير الأصدقاء.
6. بكل تواضع، أعتبر
نفسي من أكثر الناس انضباطا في عملي ووفيّ بالتزاماتي وحريص على واجباتي ومحافظ
على مواعيدي لكنني في الوقت نفسه أعادي "النظام" و"التنظّم"
و"التنظيم" بالمفهوم المتعارف عليه
لمعانى هذه المفاهيم في الثقافة السائدة. النظام السائد هو نظام مركزي يسود فيه
رئيس الجوقة بقية الموسيقيين وهم مسلوبي الإرادة رغم مشاركتهم الفعالة في الأداء.
النظام الذي أصبو إليه هو نظام نابع من الذات وفي تفاعل مستمر مع الذوات الأخرى
دون الحاجة إلى قائد أو تخطيط مسبق أو تسيير فوقي خارج عن إرادتنا. نظام بشري ذاتي
مثل النظام السائد داخل خلية النحل لكن يتميز عن النحل بوعي البشر بما يفعلون.
7. يقولون: "خلية النحل تحكمها نحلة ملكة".
أقول: هي الملكة الوحيدة التي تملك ولا تحكم شيئا ولا تمارس
أي نوع من التسلط أو التحكم، ويا حبّذا لو تشبّه بها كل الملوك والرؤساء، لأن
تنظيم خلية النحل هو تنظيم ذاتي (Auto-organisation)
تقوم فيه كل نحلة بدورها الوراثي الجزئي الغريزي البسيط دون تلقّي أوامر من الملكة
ودون انتظار جزاء منها. تنبثق عن هذا التنظيم الغريزي الذاتي لأفعال النحل خلية سكنية
كبيرة، غاية في الروعة وذات تصميم هندسي إنشائي رائع لا يقدر على تقليده أكفأ مهندسي أمريكا
وتسود خلية النحل ديمقراطية غريزية منبثقة من تطور بيولوجي دام ملايين السنين
ونظام محكم وتوزيع أدوار دون منافسة واستبطان ذاتي حر ومستقل الانضباط للقانون.
مجتمع يحكم نفسه بنفسه بالمعنى الحرفي وليس المجازي للكلمة. ديمقراطية بيولوجية لم
يحلم بها أفلاطون ولا الفارابي في مدينتيهما الفاضلتين.
8. يقولون: "لا يكون الإنسان وطنيّا إلا عندما ينحاز لقضايا
بلده العادلة".
أقول: لماذا لا
ينحاز في نفس الوقت لكل القضايا العادلة في العالم بما فيهم قضية وطنه ويصبح عندئذ
مواطنا عالميا. فهل هذه العالمية تكمّله وتجمّله أم تعيبه؟ يعيب مواطن العالم على المواطن
الوطني ضِيقَ أفقه وانغلاقه على بني وطنه وعنصريته ضد الأجانب وإقصائه للآخر؟
فماذا يعيب الوطني على العالمي؟ مواطن العالم تنغرس جذوره في وطنه كما تنغرس جذور النخلة
في الأرض وتنتشر فروعه في كل أوطان العالم كما ترتفع أوراق النخلة محلقة حرة في
الجو العالي النظيف، مواطن العالم يحب ويعشق أبناء وطنه كما يحب ويعشق أبناء
الأوطان الأخرى دون تمييز.
9.
يقولون: "لا يأتي التغيير إلا من السلطة
السياسية الحاكمة".
أقول: من أهداف الحزب الحاكم تأبيد السلطة وأنا مع تداول
السلطة في الدولة وفي كل المنظمات من اتحاد العمال إلى منظمة حقوق الإنسان. و من
أهداف الأحزاب المعارضة تغيير السلطة التنفيذية والتشريعية وأنا أدافع علنا في
المقاهي والفيسبوك والمؤتمرات العلمية والنقابية وفي نادي جدل السابق بالاتحاد
الجهوي للشغل ببنعروس عن رؤيا فلسفية مغايرة. أنا أرى أن الدولة ليست الخصم الوحيد
المباشر للشعب. أرى هذا الرأي - لا تقية أو تحسّبا لبطش الحاكم - وإنما لأنني أؤمن
أن السلطة لا تنحصر في قمة الهرم بل هي مقسّمة ومجزأة ومبثوثة في المجتمع كله كما
يؤكد الفيلسوف الفرنسي "فوكو" الذي قرأته أخيرا ولم أفهمه إلا بمساعدة
أستاذ فلسفة زميل لي في معهد برج السدرية. الوزير سلطة، رئيس المركز سلطة، وكذلك الأستاذ
سلطة، والحاجب سلطة، وكاتب البلدية سلطة، والزوجة سلطة، والأب سلطة، والبنكي سلطة،
والعادات والتقاليد سلطة، والدين سلطة، والفقه سلطة، وأبو هريرة سلطة، والتراث العربي
الإسلامي سلطة، والإعلام سلطة، وسائق الحافلة سلطة، واتحاد العمال سلطة، واتحاد
الفلاحين سلطة، واتحاد أرباب العمل سلطة، والنقابي سلطة، ورئيس الشعبة سلطة، وشرطي
المرور سلطة، والجزار سلطة، وبائع الغلال سلطة، والطبيب سلطة، وكل موظفي الدولة
سلطة، مع تفاوت في الأدوار طبعا، وكل دور نجد فيه العادل والظالم والكفء وغير الكفء
والصادق والمنافق. فكيف نغيّر كل هذه السلطة المركبة والمعقدة؟ هل الانتخابات
الديمقراطية والشفافة تكفي؟ هل بين دورة ودورة رئاسية أخرى أو تشريعية يتغيّر
المجتمع العربي بعصا سحرية من متخلف إلى نامٍ
إلى متطور إلى متحضّر؟ هل التغيير يتم بالعنف أم بالتعليم والثقافة وحرية الرأي
وحرية الصحافة والديمقراطية والإقناع؟ هل يتم التغيير بالثورة الدموية العنيفة؟
وماذا جنينا من الثورات العنيفة، الروسية والصينية والجزائرية والناصرية والقذافية
والصدّامية؟ جنينا أنظمة متخلفة عن التي سبقتها! جنينا جمهوريات أتعس ألف مرة من
المملكات! هل يتم التغيير من أعلى الهرم أو من قاعدته؟ لو قام كل مواطن من المجتمع العربي بواجبه في
عمله لاستقام حال الأمة العربية ولتغيّرت السلطة أوتوماتيكيا لأن السلطة لم تأت من
المريخ بل أفرادها هم إخوتنا وأبناء عمومتنا وعرب مثلنا. المواطن العربي، "قتلته
الردة، يحمل في الداخل ضدّه" كما قال الشاعر العظيم مظفر النواب. نجد الأستاذ
المتقاعس في عمله يشارك الأستاذ المستقيم نفس الخطاب النقدي في المقهى وفي النقابة
وفي أحزاب المعارضة ويرمي كسله وفشله بنسبة مائة بالمائة على الحاكم ولا يعترف ولو
بجزء بسيط من المسؤولية الفردية.
ملاحظة حول الفقرة 9 السابقة
كتبت هذه الفقرة ونشرتها هي وكل المقال قبل الثورة التونسية والثورة
المصرية. أتت الثورتان وأكدتا ما ذهبتُ إليه من تحليل استشرافي وهذا دور المثقف في
المجتمع. وإلا ماذا يفعل بثقافته إن لم تسعفه وتكشف وتنير له الطريق عن بعد؟ أطاح
الشعبان بأعلى هرمين في السلطة، "بن علي" و"مبارك" فهل سقط
النظام في تونس وفي مصر وهل تغيرت عقلية التونسي والمصري؟
10.
يقولون: "الرئاسة دورتان
لا ثالثة لهما".
أقول: جميل لكن هل طبقتم هذا المبدأ على
أنفسكم في المعارضة وفي اتحاد العمال وفي البلديات وفي المنظمات الحكومية وغير
الحكومية؟
11.
يقولون: "العقل
السليم في الجسم السليم".
أقول: لو عكسوا
لأصابوا فالعقل السليم يحبّذ السكن في الأجسام العليلة حتى تشاركه هموم هذه الحياة
السقيمة. ولكم عبرة في هؤلاء العقول السليمة أصحاب الأجسام العليلة:
-
غاندي النبئ، جسمه هزيل لأنه نباتي لا يأكل اللحم ومشتقاته.
-
شي ڤيفارا، لم يمنعه مرض الربو من قيادة "الثورة" الكوبية صحبة
فيدال كاسترو.
-
طه حسين والمعري والشيخ إمام وسيد مكاوي، لم يسلبهم فقدان البصر القدرة على
الإبداع، كل في ميدانه.
-
هوميروس Homère، الشاعر الأعمى، حظي بتكريم مماثل لتكريم إله. لقد
خسر رؤية أشياء هذا العالَم ليكتسب أكبر بصيرة ممكنة هناك بالذات حيث كل شيء ظلام
بالنسبة إلى الآخرين (المصدر: صفحة 86 من كتاب "المثقفون
والديمقراطية"، تعريب الدكتور خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات
والنشر و التوزيع، الطبعة الثانية 1977، 152 صفحة).
-
أوديب Œdipe ، المصاب بالعمى، يعرف أشياء كثيرة و يعرف سر الناس.
نفس المصدر السابق صفحة 86.
-
اختارت الولايات المتحدة الأمريكية رئيسا مشلولا، ثم رئيسا مصابا بالتهاب
شديد في عموده الفقري. نفس المصدر السابق
صفحة 88.
-
عمر المختار، الشيخ ذو السبعين حولا، لم يثنه الكِبر عن مقاومة الاستعمار
الإيطالي حتى الاستشهاد.
-
العالم الأنقليزي ستيفن هاوكينق (Stephen W. Hawking) المُنظِّر
العالمي في فيزياء الفضاء، لم يقعده شلله الرباعي عن مواصلة أعماله واكتشافاته في
علوم النسبية العامة.
12.
يقولون: "لَعَنَ الله المعصية والعاصي".
أقول: مردّدا ما قاله
بعض الفقهاء العقلانيين: المعصية مفروغ منها ومتفق على مضرتها للفرد والمجتمع مثل
المعاصي التالية: الإدمان على الخمر أو المخدرات والغش في العمل واحتكار السلع
الضرورية للمواطن والزيادة في الأسعار والربح غير المشروع (خاصة في شهر رمضان شهر
التقوى والرحمة وصحوة الضمير النائم. لماذا نترك قيمنا الإسلامية حبيسة الكتب
الفقهية لمدة 1401 سنة منذ موت عمر رضي الله عنه عام 23 هجري ولا نتمرّن على
تفعيلها وتحيينها بهذه المناسبة الكريمة) والكذب والنفاق والخطاب المزدوج
والاحتراف السياسي والنقابي. أما العاصي فأمره مخالف، هو بشر ضعيف بطبيعته غير
مكتمل التكوين والتربية، نستطيع بالتعليم والتأهيل تغيير تصوراته غير العلمية وغير
المنطقية وغير الحضارية وغير الإنسانية ولا نيأس منه مهما كانت درجة إدمانه على
المعاصي ولا نحكم عليه بمجرد ارتكابه معصية مهما كانت كبيرة أو صغيرة -"إن
الكبائر عند الله كاللمم" كما قال البصيري في البردة- بل نثق في إنسانيته
ومستقبله الأفضل ونحاول تكثيف وتنمية الجانب الخيري في شخصيته وتقليص مساحة الشر
داخله ونأخذ بيده كما يأخذ الطبيب بيد المريض حتى يُشفى من مرضه ويقف على ساقيه
ويستغني عن الدواء والمداوي. خلاصة القول: "اِلعن المعصية ولا تلعن العاصي
وقل ربي يهديه".
13.
يقولون:
"العنف لا يولِّد إلا العنف".
أقول:
وهل ولّد عنفا، عنف نظام "بن علي" في تونس وعنف نظام "مبارك"
في مصر وعنف نظام "علي عبد الله صالح" في اليمن؟ هذه مقولة من المقولات
"الكليشيهات" أو "المقولبات" الزائفة التي أطاحت بها الثورة
العربية. "جح العرب جزئيًّا في ثوراتهم الحالية في إحياء وتفعيل إصرار الفيلسوف
الهندي غاندي على مواجهة العنف باللاعنف. كلما ازداد النظام الديكتاتوري قمعا إلا
وقابله الشعب الأعزل بتحدٍّ أقوى من أسلحة الدمار الشامل.
أمضي مقالي كالعادة
بجملتين مفيدتين: أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع
لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..... وعلى كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا
بالعنف اللفظي أو المادي.
تاريخ إعادة النشر والتحيين على النت: حمام الشط في 23 فيفري 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire