mercredi 20 février 2019

في أمريكا اليوم، بدأتِ الرياحُ غير الرسميةِ تجري بما لا تشتهي سُفُنُ إسرائيل اليمين المتطرّف! لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم



لقد توتّرت العلاقة أخيرًا بين إسرائيل ويهود أمريكا "التقدّميين" (أضعها بين ظفرين لأنني غير مقتنعٍ بتقدميتهم، هم الذين صفّقوا واحتفلوا وانتشوا بعدوان 1967 على مصر وسوريا والقدس الشرقية والضفة الغربية).
انحرفت إسرائيل نحو اليمين المتطرّف فتَجذّرَ يهود أمريكا أكثر فأكثر في المعسكر "التقدّمي" وشرعوا يهاجمون سياسة الاحتلال والاستيطان، سياسة تساندها واشنطن ترامب.
تضمّ قائمة المدعوّين لحفل تدشين مقر سفارة أمريكا الجديد في القدس يوم 14 ماي 2018: القس جون هاجي وروبرت جيفريس. الأول يعتبر هتلر "الذراع المسلحة للرب"، أما الثاني فيتزعّمُ التيار المتحمس لإسرائيل في المجتمع الأمريكي، أي تيار المسيحيين المحافظين الصهاينة. لا يوجد أحدٌ من يهود أمريكا "التقدّميين". لم تُوجَّه لهم الدعوة أساسًا مع أنهم يمثلون أغلبية يهود أمريكا. ترامب ونتنياهو يتمتعان بمساندة المسيحيين المحافظين الصهاينة، والاثنان يبرّران فشلهما السياسي بالاعتماد على نظرية المؤامرة.

في انتخابات نوفمبر 2018، ثلاثة أرباع الناخبين اليهود صوّتوا للمرشح الديمقراطي حسب سبر آراء تمّ عند الخروج من مراكز التصويت. هؤلاء ساندوا أوباما وشجبوا الاحتلال. اليهود التقليديون والأشد تديّنًا يُنكِرون الصهيونية  أيضًا اعتقادًا منهم أن مجيء "المملكة العبرية" من مشيئة الرب وليس من صُنع البشر. عالِم الألسنية (Le linguiste)، المفكر الشهير نعوم شومسكي، والصحفي الحر إيزادور فنشتاين، الاثنان لم ينقطعا، وخلال العشريات الأخيرة، عن نقد المعاملة السيئة للأقلية العربية في إسرائيل ونقد رَفْضِ هذه الأخيرة المطلق البحثَ عن حل لوضعية اللاجئين الفلسطينيين (تأسيس إسرائيل رافقه تهجير حوالي 700 ألف لاجئ فلسطيني).  أقلية من الشباب اليهودي، أكثرهم متعاطفين مع اليسار، نجوا من شعور التعاطف العضوي مع إسرائيل، لأنهم ودون شك آمنوا بالمقاربة الثورية التي تقول أن فلسطين، فيتنام، الجزائر، كوبا وحتى أمريكا السوداء، يندرجون في نفس الخانة، خانة  النضال ضد الإمبريالية.

أما بيڤين، وبعقليته الأركاييك وعجزه عن استلطاف العرب ومساندته المنهجية للمستوطنين اليهود وحكمه على العرب كشعبٍ متخلّفٍ، فقد وضع حدًّا لشهر العسل الطويل بين بلاده ويهود أمريكا "التقدّميين"، واجتياح لبنان في 1982 ومذبحة مخيمات صبرا وشاتيلا (إضافة م. ع.: نفذتها ميليشيات حزب الكتائب المسيحي، وهذا لا يُخلي إسرائيل من المسؤولية الجنائية لأن الجريمة وقعت بموافقتها كقوة احتلال مباشر آنذاك حتى ولو لم تقم بالتنفيذ)، تضافرت هذه العوامل  فعمّقت القطيعة بين إسرائيل ويهود الشتات.
لأول مرة في أمريكا، وسائل إعلام كبيرة تعالج الأحداث بطريقة غير مؤاتية للإسرائيليين: بعض الصحفيين تأثّروا بكتاب أصدره المفكر الأمريكي-الفلسطيني في 1979 وعنوانه "مسألة فلسطين" فكثّفوا من المنابر للدفاع عن القضية الفلسطينية.
تَعاونُ تل أبيب  الوثيق مع إفريقيا الجنوبية ومع عدة ديكتاتوريات من أمريكا اللاتينية في المجال العسكري والمخابراتي أزال الغشاوة عن عيون  الكثير من اليهود الأمريكان "التقدّميين".

خاتمة لوموند ديبلوماتيك: لكن حكومة نتنياهو ما زالت تصرّ وتلحّ، وترى أنه في استطاعتها الاستغناء عن مساندة اليهود الأمريكان "التقدّميين" الذين تعتبرهم أحيانًا كخونة، وتكتفي بمساندة السيد ترامب واليمين المتطرّف، مثل ما هو حاصلٌ في البرازيل وقِسمٍ كبيرٍ من العالَمِ.

المصدر:
Le Monde diplomatique, février 2019, Extraits de l`article «À rebours de la politique proche-orientale de Donald Trump. Israël s`aliène les juifs américains», par Eric Alterman, Journaliste, pp. 18 & 19

إمضاء مواطن العالَم
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 21 فيفري 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire