jeudi 30 novembre 2017

أسبابُ الإرهاب الإسلامي في العالمِ: يبدو لي أنها ليست مربوطةً بالفقرِ، ولا بالجهلِ، ولا بالتخلّفِ، ولا بالاستعمارِ، ولا بالسلفيةِ، ولا بالوهابيةِ، ولا بالإخوانيةِ، ولا بالقاعدةِ ولا حتى بداعشَ؟ مواطن العالَم

هي مربوطةٌ بتورُّمِ عائداتِ النفطِ الخليجي، وتحديدًا بتسلّطِ ملوكِ وأمراءِ السعوديةِ والإماراتِ وقَطرْ. ظَهَرَ الإرهابُ الإسلامي في العالمِ في بداية الثمانينيات متزامنًا مع ارتفاع سعر النفط الخليجي بعد الحظر سنة 1973، سنة حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.
"وداوِني بالتي كانت هي الداءُ": اغتنى الخليجُ دون جهدٍ (ثروة أحفورية) فبدأت الحروبُ الأهلية، وفي رحمها نشأ الإرهابُ، ولن يتوقفَ الشرُّ إلا عند نزول سعرِ البترول وإفقارِ أمراءِ الخليجِ.

ماذا فعل أمراءُ الخليج حتى نحمّلهم كل هذه المسؤولية؟
أجرموا في حق العالم العربي وسأكتفي بذكر جريمتين نقلاً عن مجلة "لوموند ديبلوماتيك" (عدد نوفمبر 2017):
-         "ما زال أثرُ التشوّهِ الذي أحدثته عائدات البترول يلعب دورَهُ السامّ بالتمام، وذلك بتوظيفِ مبالغَ مالية خيالية (دولة قطر لوحدها صرفت 137 مليار دولار لتمويل الحرب الأهلية في سوريا، مبلغٌ يساوي تقريبًا 9 أضعاف ميزانية تونس السنوية المقدّرة حاليًّا بحوالي 30 ألف مليون دينار) لخدمة مصالح أنانية حقيرة خاصة (البذخ والفسق) وتطبيق سياسات قمعية في الداخل وتمويل حروب أهلية في الخارج. (...) ولن يكبح جِماحَ حِدة تدخلاتهم إلا انهيار أسعار البترول مما سيحرمهم أيضًا من الموارد الضرورية للمحافظة على السلم الاجتماعي الداخلي. (...) أو يكبحها تطوُّرُ إنتاج الطاقة البديلة المتجددة (ريح، شمس) وتعميم استعمال السيارات الكهربائية في سياق الحد من الاحتباس الحراري المتزايد أكثر فأكثر. نُظيفُ إلى ما سبق ظهور غاز الشيست في الأسواق العالمية والذي سوف يساهم في منافسة النفط وتحطيم أسعاره."
-         "في العشريتين الأخيرتين، استثمرت دول الخليج المصدرة للبترول جانبًا مهمًّا من رساميلها السيادية التي تُقَدّر بآلاف ملايير الدولارات مما أجبر الحكومات الخليجية على تكريس جهودها في إدارة هذه المبالغ الضخمة الموظفة عادة في الخارج عوض توظيفها في تنمية اقتصاديات بلدانها. يلح علينا السؤال الأساسي التالي: مَن هو المالِك الشرعي لهذه الثروة؟ السلطان، عائلته، الشركات  العمومية (أرامكو مثلاً)، البنوك الأجنبية أين أودِعت هذه المبالغ المالية الهائلة، أو بالأحرَى البلد كله."

خاتمة: يبدو لي (ليس اجتهادًا ولا تأويلاً بل هو قِياسٌ مجازيٌّ) أن الآية الكريمة "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" أمر مترفيها بالطاعة، ففسقوا فيها بمعصيتهم الله (الطبري)،  يبدو لي أن هذه الآية تنطبق على وضعنا الحالي: مُتْرَفِيهَا هم ملوك وأمراء الخليج والقرية هي سوريا واليمن والصومال، والله أعلمُ!
قال فرنسوا بورڤا، عالِم السياسة الفرنسي والمختص في دراسة الإرهابِ الإسلامي: "حلُّ مسألة الإرهاب الإسلامي يكمن في إحلالِ العدلِ في العالَم، خاصة بين العربِ والغربِ أو بين الجنوبِ والشمالِ، والإسلامُ هو صوتُ العربِ خاصة والجنوبِ عامة".

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 30 ديسمبر 2017.


Source: Le Monde diplomatique, novembre 2017, « Urgence économique, Impasse idéologique », par Hicham Alaoui, chercheur à l`Université Harvard, p.  22

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire