الكِتابُ: الصادق بن مهني، سارق
الطماطم أو زادني الحبس عمرًا، سراس للنشر، تونس 2017، 130 ص، الثمن 12دت.
لم تكن لي سابق معرفة بالكاتب
إلا عبر ما وصلني عنه من حَسَنٍ عبر صديقي رضا بركاتي أو ما سمعته وشاهدته في التلفزة
التونسية والفرنسية حول نضالات ابنته لينا قبل الثورة وبعدها.
وصلني
الكتابُ اليوم صباحًا، فما
زِلتُ أستلُّ روحَه في لَطَفٍ حتى أنهيتُه ولي رُوحانِ في جسدي والكتابُ منْطَرِحٌ
جسْماً بلا روحِ. أعجبني قَصُّهُ وشدني إليه جمالُ لغةِ نَصِّهِ. لكنني لا أستطيع أن أقول أنني
استمتعتُ به، مضمونه مرّ كالعلقم، مواطن تونسي يُعذّبُ من قِبل مواطنٍ تونسي آخر
لا لذنبٍ اقترفه وحتى لو.. فلا يجوز، بل لأنه عبّر عن رأيه حول مستقبل بلده دون
استعمال العنف.
أعجبني فيما أعجبني، أعجبتني فقرةٌ
فلسفية في الكتابِ، ص 53، تقولُ: "وبعدها بأيام نُقِلنا إلى غرفةٍ جديدةٍ (في
سجن برج الرومي) بُنِيت خِصيصًا لنا نحن رُضوخًا لاستماتَتِنا في النضالِ من أجل
تحسينِ ظروفِنا. وكان موقعُ الغرفةِ الجديدةِ من السّجن ورفٌّ مبنيٌّ عاليًا على
كل جوانبِها يسمحان بإطلاقِ النظرِ من النوافذِ حتى الأسوارِ وشيءٍ مما بعدها،
استدرجتُ المنشطَ ورفيقَين أو ثلاثةً آخرين فاعتلينا الرفَّ وَوَصَفَ كلٌّ ما يراه
فاختلفَ الوصفُ، كانت النافذةُ هي النافذةُ والمشهدُ هو المشهدُ وكنا متقاربَين في
النظرةِ وفي النظرِ وفي المبتغَى يَجمَعُنا الظرفُ أو الشرطُ ذاته وتوحِّدُ بيننا
روابطٌ وثيقةٌ ومع ذلك اختلفَ بل تنوَّعَ وصفُنا (...) لم يكن أيٌّ منّا مُخطِئًا بالكاملِ
ولم يكن أيٌّ منّا مُصِيبًا بالكاملِ وذَكَرْنا جميعُنا الحقيقةَ لكن لا أحدٌ منّا
ذَكَرَ الحقيقَةَ كلَّها."
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد
بمقال جيد" مواطن العالَم
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 18 نوفمبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire