samedi 25 novembre 2017

نقدٌ موضوعيٌّ لتدريس الفلسفة في فرنسا، يبدو لي أنه ينطبق على تونس أيضًا. تأليف الفيلسوف اليساري الفرنسي المعاصر ميشيل أونفري وأستاذ الفلسفة سابقًا في الأقسام النهائية على مدى عشرين عامًا، ترجمة مواطن العالم

 اقتطفتُ من نصه بعض المختصرات:
-         البرنامج هو هو تقريبًا منذ 200 سنة (في تونس منذ 60 سنة)، برنامجٌ خالٍ من الفلاسفة المزعجين للنظام أو الأقل نقدًا له، النظام الليبرالي الهمجي.

-         في العصور القديمة 
(VIe siècle av. J.-C- IIe siècle apr. J.-C )
 وقبل مجيء الديانة التوحيدية وهيمنتها، كانت الفلسفة تُعتبَر فنًّا. فنُّ التفكير والعيش، نعيشُ لنفكر ونفكر لنعيش. كانت ملتحمة بالمعيش اليومي.

-         واليوم أصبحت تنتهج التلقين والمدرسانية الدينية (La tradition scolastique) وتخلت عن نهجها الوجودي القديم المذكور أعلاه.

-          الامتحان هو هو، مقالة أو دراسة نص. معدل الأعداد على المستوى الوطني يتراوح بين 7 و8/20. لتسهيل التقييم وتحسين هذه الأعداد الكارثية، لماذا لا نُظيف سؤالا حول تاريخ الفلسفة. لتدريب التلميذ على البحثِ، لماذا لا نكلفه بتقديم عرضٍ شفاهيٍّ (Un exposé) يشرح فيه بحثًا أعده بنفسه.

-         لماذا ندرس الفلسفة عامًا واحدًا في الحياة أو تسعة أشهر بالضبط (أو عامين في شعبة الآداب في تونس)؟ لماذا لا يبدأ تدريسها في الابتدائي مع مراعاة المستوى (تجربة "اللمجة الفلسفية" تُمارس الآن مع الصغار في باريس)؟ الطفل أقدَرُ من الكهل على استيعاب الفلسفة: قدرة فائقة وكثافة في طرح الأسئلة، كفاءة عالية في التساؤل البسيط والعميق، عفوية واندهاش أمام الواقع، حماسة حائرة، إرادة قوية لاكتشاف المعرفة. الأطفال يمتلكون حسًّا فلسفيًّا طبيعيًّا. وقليلٌ من البالغين يحافظون على هذا المزاج مع تقدّم العمر. غالبًا ما يقضِي الأولياء والأساتذة على هذا التعطش الفطري للمعرفة، إما بتركهم الأسئلة دون أجوبة أو بالتشنج حيال هذا الوضع الطفولي الحائر أو لعجزٍ مادي أو فكري لإيجاد حلولٍ. والمجتمع حرِيٌّ بإنهاء مهمة قتل هذا الذكاء الطبيعي الصاعد والواعد. المفروض، نحن، الأولياء والأساتذة،  علينا أن نرعى هذا الرأسمال الكبير ونطور لدى الطفل هذه العاطفة الجياشة الحائرة والمتعطشة للمعرفة، هذه الفضيلة الأولى والمؤسِّسة والتي بدونها لا يمكن أن نحلم بِغدٍ أفضل.

-         لماذا لا نركِّز كل سنة على محورٍ وطنيٍّ محددٍ في البرنامج ونتوسعُ فيه أكثر حسب الأسئلة الحارقة السائدة في الواقع المعيش مثل الفن، التقنية، السلطة، الأخلاق، الدين، الإرهاب، الحروب، العلم، المرأة، العنصرية، إلخ (Les questions vives et actuelles

-         لنبذل مجهودًا إضافيًّا حتى نتخلص نهائيًّا من اتِّباعِ خيالات أفلاطون المتمثلة في الاعتقاد بأن أستاذ الفلسفة أو غيره يسبح في عالم المثاليات: تلميذ مثالي، درس مثالي، أستاذ مثالي، برنامج مثالي، معهد مثالي، ورقة امتحان مثالية، تقييم مثالي، عدد مثالي! لا يوجد لدينا إلا تلامذة حقيقيين واقعيين بقدرات عادية محسوسة.

-         قد ينجرّ أستاذ الفلسفة وراء العادة والسياق العام ويعيد إنتاج المدرسة التلقينية محافظًا على وضعه كموظف متجنبًا المغامرة مطبقًا للبرنامج بحذافيره، وقد يقع العكس ويلبس جلباب سقراط في مواجهة تلامذته ويحوّل قسمه إلى مخبر لتجريب الأفكار وتوليدها.

Référence: Michel Onfray, La lueur des orages désirés, Éd. Grasset, 2007, pp. 192-200

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 25 نوفمبر 2017.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire