“Les grands intellectuels”
مَن غيّرَ ثقافة المجتمعات
ونمط حياتهم في العالَم أجمع؟ الفلاسفة أم العلماء؟
هل غيّرها مَن يبحث في
المخابر العلمية في الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والطب وعلم الوراثة، أو غيّرها
مَن يبحث في المكاتب المغلقة والأرشيف فيما أنتجه البشرُ واكتشفه علماؤهم؟
لا أرى في تونس أن مفكرينا
الكبار (أمثال الطاهر بن عاشور، الطاهر الحداد، هشام جعيط، عبد المجيد الشرفي، عبد
الوهاب بوحديبة، محمد الطالبي، أبو يعرب المرزوقي، حمادي بن جابلله وغيرهم) قد
غيّروا ولو قليلا من نمط عيشِنا، وفي المقابل أرى واضحًا أن علماء غربيين كبار
(فليمنڤ مكتشف البنسيلين، توران مخترع الحاسوب، زوكاربيرغ مصمم الفيسبوك وغيرهم)
قد قلبوا نظام حياتنا اليومية وحياة العالمين رأسًا على عقب.
وهل لنا، نحن العرب، المقيمون
في الدول العربية، فلاسفة وعلماء؟
فيما يخص العلماء الكبار
منتجي المعرفة، أكاد أجزم أن عالمنا العربي لم يُنجِبْ ولو واحدًا أحدًا منهم منذ
عشرة قرونٍ أو أكثرَ، أما فلاسفتنا وما أكثرهم فهم يجترّون ما ألّفه فلاسفة الغرب
منذ خمسة وعشرين قرنًا، أي مند سقراط وأرسطو وأفلاطون.
أرجو أن لا تُحاجِجُونني
بأسماء مثل أحمد زويل وفاروق الباز ومحمد أوسط العياري، فهم علماء غربيون، من أصلٍ
ونشأةٍ عربية، اشتغلوا وبحثوا في مخابر غربية، ودرّسوا وكتبوا ونشروا بِلغاتٍ
غربيةٍ، وأقاموا في دولٍ غربيةٍ أكثر مما أقاموا في دولهم الأصلية. المسألةُ إذن
هي مسألةُ محيطٍ وليست مسألةَ عِرقٍ أو جنسيةٍ، كما كان في القديمِ علماء ينتمون
للحضارة العربية-الإسلامية وهم من أصلٍ فارسيٍّ مثل أبو علي الحسين
ابن سينا وعمر الخيّام.
خاتمة: العطالةُ الفكريةُ
تكمنُ دائمًا في الأنظمة العربية السياسية والتربوية وليست في العِرقِ العربيِّ.
L`idée
principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001,
p. 235
إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ
العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد
بمقال جيد" مواطن العالَم
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 12 نوفمبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire