شابٌّ عازبٌ، اسمه عَلِي وأما
عدم ذكر لقبه فقد يستُرُه ضد القيل والقال وفي الوقت نفسه لا يُغيّرُ شيئًا من
عِبرةِ قصته الطريفة. عَلِي يسكن مع أمه وإخوته أما أبوه فهو عاملٌ بسيطٌ مهاجِرٌ بفرنسا.
سؤال: كم تَخْلَصُ في الشهر
يا عَلِي؟
جواب: ستون دينارًا.
سؤال: كم تدّخرُ شهرِيًّا
لعُرسِك يا عَلِي؟
جواب: ستون دينارًا.
سؤال: كيف يا عَلِي، تَخْلَصُ
ستين و"تْعَڤِّبْ" ستين؟ "حِشّاية هذه؟
جواب: لا، المسألة واضحة وضوح
شمس جمنة، إذا كنتُ أخلصُ ستين فكيف لا تريدني أن أدخرَ ستين؟
سؤال: ومصروفك الشخصي اليومي
يا عَلِي، من أين تأخذه؟
جواب: لا آخذه من أحدٍ، وليس
لي أي مصاريف شخصية. ولماذا التبذيرْ و"التفنطيرْ"؟
لا أسكرُ ولا أدخِّنُ ولا أتقهوجُ ولا أسافرُ أبدًا إلا إلى ڤبلي أو دوز على
القدمَين أو على بَهيمتِنا ولا ...، آكل مع العائلة، ألبسُ مما يرسله أبي من فريب
فرنسا مع ماندة شهرية قدرها ثمانية دنانير كافية وشافية لمصروف عائلة متكونة من
خمسة أنفارٍ.
سؤال: ولكنك تُجالسنا يوميًّا
في المقهى.
جواب: آيْ نعم أجالسكم، لكنني
لا أطلبُ شُرْبًا، فإن عَرَضْتم عليّ كأسَ شاي هديةً، شربته ممنونًا لكم، وإن لمْ تَعرِضوا عليّ شيئًا، صَمَتُّ وواصلتُ التفرجَ فيكم وأنتم تلعبون الكارطة أو
القُمارْ "بودورو" أو على "مورصو حلقوم" أو على "فطيرة سخونة
وسمينة من داك وريدة".
خاتمة: عَلِي، درسٌ في
القناعة يمشي على قدميه وقُدوةٌ في الصبرٌ
على ضَنَكِ العيش. صاحبُنا وبطلُ قصتنا أصبح اليوم ربَّ عائلة وملاّكٌ لِسانيَة
دڤلة نور. أدامه الله ذُخْرًا لأولاده وللوطن وجعله عِبرةً لمن يعتبرْ من الحرّاقة
المحرومينْ المُحْبَطِينْ من السياسة والدينْ! حَسَنُ المعاشرةِ، دَمِثُ الأخلاقِ
ومدرسةٌ، إن أعددتها أعددتَ جيلاً طيبَ الأخلاقِ. تحياتِي واحتراماتِي سِي عَلِي.
للأسف لم
ألاقيكَ لأسلّمَ عليك
في مرواحتي الأخيرة. أحبك في الجِيرة وفي الله يا أتقَى عَلِي عرفتُه في حياتي على الإطلاقْ.
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد
بمقال جيد" مواطن العالَم
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 7 نوفمبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire