vendredi 4 août 2017

كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وجُلُّ خَلاياه سَرَطَانِيةٍ، إمّا بالفِعْلِ وإمّا بالقُوَّةِ؟ مواطن العالَم

 (L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

تعريف مقتضب جدا للخلية السرطانية: هي خلية مختصة (Une cellule différenciée comme le neurone) تتحول دون سابق إنذار إلى خلية غير مختصة أي جنينية (Une cellule embryonnaire omnipotente comme la cellule-oeuf) وذلك لأسباب غامضة، ثم تشرع في التكاثر الفوضوي دون الخضوع إلى التناسق والانسجام والتنظيم الجسماني العام (L`organisation générale et l`harmonie du corps humain en cellules et organes différenciés comme les cellules musculaires dans les muscles).

المجتمع العادي، مجتمعٌ متكوِّنٌ من أفراد، كل فرد فيه هو بمثابة خلية مختصة، يقوم بِدورٍ تَعلمَه وتدرّبَ عليه طوال حياته المدرسية والمهنية فالمهندسُ مهندسٌ والطبيبُ طبيبٌ والإمامُ إمامٌ.
أما مجتمعُنا العربي فهو للأسف الشديد الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، هو أيضًا يتكوّن من أفراد مختصّين لكن ولأسبابٍ غامضةٍ أيضًا كالسرطان، يتحول جل أفراده إلى دواعش  إما بالفعل - En acte (وما أكثرهم في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال) وإما بالقوة (En puissance) في جميع الدول العربية، وهؤلاء الأخيرين يعيشون بيننا ولا نراهم بأعيننا. أو كيف نفسّرُ إذن تَحَوُّلَ بعض علمائنا إلى دواعشَ مشعوذين وبعض أطبائنا إلى دواعشَ قتلة وبعض مهندسينا إلى دواعشَ مخرّبِين؟ أو كيف نطمئنّ لأفرادِ مجتمعٍ كمجتمعِنا التونسي، نُعلِّمهم، نُدرِّبهم، نُكوِّنهم ونُثقِّفهم فينقلبون علينا في لمح البصر ونُفاجَأ بهم في سوريا بالآلافِ، دواعش تونسيون ومن أشرس أنواعِ الدواعش؟

خاتمة: يبدو لي أن العلاجَ أضحَى مستحيلا ولم يبق لنا أملٌ إلا في الوقاية! والسؤال كيف؟ أنا لا أرى حلا لأمراض الجسم العربي إلا في العلاج الجيني (La thérapie génique) وذلك بزرعِ خلايا جذعية سليمة (Des cellules souches saines) مع تغيير الدم، كامل الدم!
واقعٌ معقّدٌ؟ والحل من جنس الواقع أو لا يكون! الخللُ يكمُنُ حتمًا في "جيناتِنا المكتسبة ثقافيًّا" لا في جيناتِنا البيولوجية الوراثية فهذه الأخيرة والحمد لله سليمة مثل جينات الأوروبيين والروس واليابانيين. لا أنفي نظرية المؤامرة لكنها أكيد لن تحل المشكل وهي نتيجةٌ وليست سببًا رئيسيًّا في تخلّفِنا الذي دام ثمانية قرون وبالتدقيق منذ حرقِ كتب ابن رشد (Fin de la XIIe siècle ap. J.-C.)، آخر فيلسوف عربي عقلاني، وأتمنى أن لا يكون الأخير وإلا انقرضت حضارتُنا العربية-الإسلامية ولو بعد حين، كما انقرضت قبلها الحضاراتُ البابليةُ والفرعونيةُ وغيرُها كثير و"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" صَدَقَ الله العظيم وكَذَبَ جل المفسّرين المؤوّلين الجَبْرِيين القُدامَى والمعاصرين.

إمضائي
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 4 أوت 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire