dimanche 13 août 2017

مقدمة كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي سفر في الديداكتيك وعشرة مع التدريس (1956 - 2016)"، جزء 2. بقلم فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة

 المدرسة الحديثة من التأسيس إلى الإصلاح
يمثل الإصلاح حركة ثورية جديدة، ثورة داخلية للترميم وإعادة البناء من خلال صهر العناصر المكونة للمشروع التربوي الأصلي في صيغ جديدة تنظم البرامج والمؤسسة وفق متطلبات العصر. فالمدرسة لا يمكن أن تتجاوز التاريخ وما يحدث فيه من تغير وتجديد وتنوع على المستوى المادي والعلمي... وذلك لأن المدرسة منذ البدء ليست جسما متكاملا يستحيل وجود ما أكمل منه، بل هي تنظيم يتأثر سلبيا وإيجابيا بالسيرورة التاريخية باعتبارها الإطار الحقيقي لكل تجربة إنسانية.
إن الدعوة للإصلاح هي تعبير أولي عن وعينا بوجود أزمة داخل المؤسسة التربوية التي تبدو على مستوى برامجها ونتائجها متأخرة ومتخلفة عن واقعنا ومهددة بالسقوط واللامبالاة. إننا ندعو اليوم إلى ضرورة استعادة المدرسة لمكانتها الطبيعية كقوة طلائعية تقدمية تغذي باستمرار النسيج الاجتماعي الحداثي. وفي هذا الإطار نفهم أهمية الحركة الإصلاحية في مراحلها المتتالية والمتنوعة، فهي من ناحية دعوة لترسيخ الأسس والمبادئ الثورية الحداثية حتى تصبح تراثا حضاريا نومن به حق الإيمان ونعرفه حق المعرفة. ومن ناحية أخرى هي تجديد لإعادة البناء، تجديد تفرضه حركة التاريخ المعاصر. فمن الطبيعي أن يرافق "الربيع العربي" السياسي ربيعٌ في مجال التربية والمؤسسة التعليمية. ويمكن إيجاز مبادئ هذا الإصلاح في فكرة الديمقراطية كفكرة ناظمة ومقياس مشروع لكل تقييم أو تغيير للوسائل والغايات.
إن الإصلاح لا يعني الشك والرفض الكلي لما أنجزته المدرسة الحديثة منذ تأسيسها (في تونس، منذ تأسيس مدرسة الصادقية سنة 1875 على يد خير الدين باشا، الوزير الأكبر للصادق باي)، من تكوين مستمر للأجيال العربية الصاعدة المتمردة على واقعها والمتحركة باستمرار نحو مستقبل أفضل.
لن نحاكم مدرستنا منطقيا أو أخلاقيا بل سنوجه نقدنا لمواطن الغموض والضياع التي تهدد بصفة مباشرة أو بأشكال مقنعة سلامتها وحركيتها القِيمِية والعلمية.
إن الإصلاح لا يقبل التوظيف الإيديولوجي، ولا يمهد لإفشال حركة التنوير لأنه يهدف إلى إثبات العقلانية وتطوراتها بما هي السبيل الوحيد للتحرر من المنحى الانغلاقي لمؤسساتنا التربوية.
ففي مدرسة تأسست على العلم والعمل لا يمكن أن يكون النقد فيها نقدا لذاته، النقد وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى: انعتاق الإنسان من اغترابه انعتاقا جذريا وكاملا. وهكذا فإن المدرسة محكوم عليها بالاستجابة فورا لمتطلبات العصر وذلك بإعادة صهر عناصرها. إن التعليم هو تنوير مستمر لا يقبل أبدا الانتظار أو التراجع.

تذكيرٌ لمن يهمه الأمر. مواطن العالَم
تجدون كُتبِي الثلاثة معروضةً بوسط العاصمة في مَكتبة "دار الكتاب" بشارع بورقيبة ومَكتبة "ڤي سافوار" (Gai Savoir) بساحة برشلونة.:
1. Le système éducatif au banc des accusés ! Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent pas
2. جمنة وفخ العولمة
3. الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سفر في الديداكتيك وعشرة مع التدريس - (1956 - 2016)
والرابع على الأنترنات:
 Enseigner des valeurs ou des connaissances? L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"? Édition PUE: Presses Universitaires Européennes, Edition électronique

إمضائي
 وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ إعادة النشر على النت: حمام الشط، الاثنين 14 أوت 2017.
Haut du formulaire






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire